الاحتمالات طريق النجاح

اقرأ في هذا المقال


لنتخيّل أنَّنا ليس لدينا الخبرة في رمي السهام الصغيرة، وأنَّنا نتواجد في غرفة مظلمة نشعر فيها بعدم الاتزان، وأنَّنا نقف على مسافة بعيدة بعض الشيء من مرمى الهدف المنوي إصابته باﻷسهم، فنحن حتى في ظل هذه الظروف، إذا ألقينا ما يكفي من السهام في اتجاه مرمى الهدف؛ سنصيبه في نهاية الأمر، وإذا ما واصلنا رمي السهام، فعلى الرغم منّا، سنصبح أكثر دقّة في إصابة الهدف شيئاً فشيئاً، وبالتالي طبقاً لقانون الاحتمالات، سنصيب قلب الهدف بالضبط.

الاحتمالات أكثر نجاحاً من الحظوظ:

وهذا ما يعنيه لماذا يصيب بعض الأشخاص في قراراتهم وأعمالهم، هؤلاء الذين يبدأون وهم يتحلّون بمستويات عالية من الرغبة والتصميم، فهم يواصلون المحاولة مراراً، وطبقاً لقانون الاحتمالات يفوزون في نهاية الأمر، ولا يعود ذلك إلى الحظ أبداً، فهم يخلقون حظّهم بناء على ما يقومون به، او ما يفشلون في القيام به.

والآن لنتخيل، أنَّنا أحد رماة السهام الماهرين، وأنَّنا نتدرّب يوميّاً لنحسّن من أدائنا، كما وأنَّنا مستريحين تماماً ومستعدين بشكل جيّد، نقف على مسافة معقولة من الهدف، وبإنارة جيّدة تجعل مدى مشاهدة الهدف واضحة، فكلّ شيء تحت السيطرة تقريباً، نجد هنا أنَّ الظروف مواتية لإصابة الهدف بوقت قياسي، هنا نكون قد هيّأنا الحظ ﻷنفسنا ﻷنَّنا قلّلنا من نسبة الفشل.

علينا أن نفكر على الدوام، بشأن الامور التي يمكننا القيام بها، وفي كل منحى من مناحي حياتنا، من أجل زيادة احتمالات النجاح في تحقيق الأهداف، يجب علينا أﻷ ندع أي شيء للمصادفة، وعلينا أن نرفض الاكتفاء بالتمنّي والأمل، أو أن نثق بالحظ، يجب أن نُحكِم زمام سيطرتنا على الأهداف التي ننوي تحقيقها، فنحن المسؤولون.

عندما نتحدّث عن الاحتمالات، فنحن نتحدّث عن أمور ممكنة الحصول، وبنسب متفاوتة، لا علاقة للمصادفة أو الحظ في تلك التقديرات، ولا يمكن ﻷحد أن يقيس مدى الحظ بنسب مئوية حقيقية أو قريبة إلى الواقع ﻷنَّها مرهونة بالمستحيل.

زيادة نسب الاحتمالات، تعتمد على مقدار ما نقدّمه من أعمال ونشاطات وأفكار إيجابية، ولكن يجب أن تكون احتمالاتنا، ذات فرضيات متعدّدة الأوجه قريبة إلى الواقع، سواء في الفشل أو النجاح، وأن يكون أساس أعمالنا مبنيّ على الاحتمالات الأقرب من الواقع.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، رقم الطبعة 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.المفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: