الاستبيان في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


الاستبيان في الإرشاد النفسي:

للإرشاد النفسي العديد من الأساليب والطرق التي نستطيع من خلالها التعامل مع المسترشد النفسي، ويعتبر الاستبيان من أبزر الوسائل والطرق الحديثة التي يتمّ استخدامها في التعامل مع المشكلات النفسية، وهو من الوسائل الشائعة في كافة المراكز التي تعمل على الإرشاد النفسي، وهو ذو ميّزات إيجابية كبيرة قد لا نجدها في أي أسلوب إرشادي آخر.

ما هو الاستبيان في الإرشاد النفسي؟

يعتبر الاستبيان من الأساليب الإرشادية المستخدمة في الإرشاد النفسي، والمعنيّة بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الأشخاص المسترشدين حول واقعة معيّنة، بحيث يتمّ توزيع استمارة تحتوي على العديد من الأسئلة والمعلومات التي تتعلّق بمشكلة معيّنة، ويتمّ ملؤها من قبل المسترشد بصورة ذاتية، بحيث تكون تلك المعلومات بمثابة قاعدة بيانات يتم الاعتماد عليها في محاولة معرفة شخصية المسترشد وميوله.

إنّ الأسئلة التي تحتوي عليها الاستبانة المتعلقة بالموضوع الإرشادي تعطي المرشد القدرة عل دراسة الفرضيات التي يتمّ استنباطها من خلال المعلومات التي يحصل عليها، وبالتالي الوقوف على المشكلة التي تمّ اختيارها بصورة كبيرة من قبل الأشخاص المستهدفين، وعمل جداول وبيانات بهذه المعلومات والتي تشير إلى أساس المشكلات، حيث يتمّ من خلال الاستبانة دراسة الكثير من المشكلات الاجتماعية والمهنية ونشاطات تقع فيها مشكلات تحتاج إلى العملية الإرشادية بكثرة.

في العادة ما تحتوي الاستبانة على مزيج من المشاعر والاتجاهات والقيم التي يتمّ استنتاجها من خلالها، وهذا الأمر يتيح للمرشد النفسي في فهم الكثير من التفاصيل المتعلقة ببيئة معينة أو منطقة اجتماعية ما، وبالتالي سهولة الوقوف عليها ومعرفة الصيغة العامة للمشكلة التي تمّ استخراجها من خلال الاستبيان، ومحاولة معالجة تلك المشكلة بأفضل الوسائل الإرشادية الممكنة.

ما أبرز شروط الاستبيان في الإرشاد النفسي؟

1- معالجة مشكلة بحدّ ذاتها تعمل نتائجها على إثبات حيثيات البحوث التي يتمّ دراستها.

2- أن يعمل الاستبيان على توضيح المشكلة النفسية بصورة مباشرة قبل البدء في حلّ الأسئلة التي في الاستبيان.

3- أن تكون التعليمات الخاصة به واضحة وسهلة بعيداً عن التعقيد، وأن تكون الكتابة والمصطلحات التي يحتوي عليها الاستبيان تتوافق مع ثقافة الشريحة التي تقوم بتعبئة الاستبيان.

4- أن يكون الاستبيان ذو أسئلة مباشرة ولغة صحيحة، بعيداً عن اللغات أو اللهجات الغريبة عن ثقافة المجتمع، وأن يتم الابتعاد عن الغموض في طرح الأسئلة.

5- أن تكون الأسئلة موضوعية تلامس مشكلة ما، وأن تتناسب والمستوى الثقافي للأشخاص الذين يقومون بالإجابة عن الأسئلة.

ما أبرز مزايا الاستبيان في الإرشاد النفسي؟

1- سهولة الحصول على المعلومات والبيانات وبصورة سريعة جدّاً، بحيث لا تحتاج تلك المعلومات إلى الكثير من الوقت على غرار الأساليب الإرشادية الأخرى.

2- قلّة الجهد في الحصول على المعلومات، وعدم الحاجة إلى الكثير من الشرح إذا كان الاستبيان واضحاً، وكذلك قلّة التكاليف المادية التي لا تحتاج إلى أدوات تسجيل أو أماكن خاصة باللقاءات، فقد يتمّ عمل استبيان في أماكن العمل أو حتّى في الشارع العام.

3- عادةً ما تكون الإجابات أكثر حقيقة منها في المقابلات الإرشادية، كون الإجابات التي تكون في الاستبيان لا تحمل اسم أو أي تفاصيل عن المسترشد، فهو يقول الحقيقة دون خوف أو خجل.

4- الاستبيان يعطي المسترشد القدرة والمساحة الكافية للتفكير وإعطاء رأيه بحريّة تامة بعيداً عن الحرج من الاخرين أو الخجل، وهو يكشف مدى الاستجابة أو المعاناة من ظاهرة أو مشكلة نفسية معيّنة، وبالتالي فهو أكثر قدرة على كشف الحقائق.

5- الاستبيان يعطي المرشد القدرة على تقنين الأفكار، وبالتالي فهو يحصل على الإجابات التي يريدها بسهولة ويسر، ويكون قادراً على إيصال أفكاره بالطريقة التي يراها مناسبة.

ما أبرز عيوب الاستبيان في الإرشاد النفسي؟

1- في بعض الأحيان يكون الاستبيان غامضاً، وموجّهاً بصورة معتمدة لتشويه صورة مبدأ عام أو قضية عامة بصورة سهلة ممتنعة.

2- لا تكون الإجابات في بعض الأحيان دقيقة ويمكن الاعتماد عليها، فقد تعتمد على المزاجية الشخصية، وبالتالي عدم القدرة في الحصول على المعلومات بصورة دقيقة تتوافق مع مبادئ الدراسة التي يرغب المرشد في الحصول عليها لحلّ مشكلة إرشادية ما.

3- عدم وضوح اللغة أو الكلمات في بعض الاستبيانات بحيث يصعب الحصول على الإجابات الدقيقة التي تصف المشكلة المراد حلّها.

4- عدم توفّر الثقافة اللازمة للإجابة على الأسئلة التي داخل الاستبيان، وبالتالي الإجابة بصورة عشوائية خجلاً أو خوفاً من الردّ بعدم المعرفة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: