التقييم في مرحلة رياض الأطفال

اقرأ في هذا المقال


تُعَدُّ عمليّة متابعة الأطفال ومراقبتهم من الأعمال الممتعة للغاية للجميع، وتُعتبر الملاحظة من أقدم وأفضل الأساليب لمعرفة أطفال الروضة، فعن طريق الملاحظة سوف يعرف المعلم الكثير عن أطفال الروضة.

ومن المعروف أن كل طفل من أطفال الروضة يختلف عن باقي الأطفال، وبما أن المعلم هو المسؤول عن التخطيط لمنهاج يناسب حاجات أطفال الروضة فهذا يتطلّب منه أن يقوم أولاً بتجميع كافة المعلومات اللازمة، وهذا الأمر يتطلّب من المعلم القيام بعملية الملاحظة المستمرة لجمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات التي تساعده في إعداد منهاج ملائم، ويعمل على تلبية حاجات جميع الأطفال في الغرفة الصفيّة.

تعريف التّقييم:

التّقييم: هو عمليّة تقوم على ملاحظة مظاهر نمو الأطفال بالإضافة إلى ملاحظة السلوكات المختلفة لهم ومن ثمَّ القيام بتسجيل هذه الملاحظات وتوثيقها؛ وذلك من أجل اتخاذ القرارات المناسبة والمتعلّقة بتعليم الأطفال.

ومن الجدير بالذكر أن عمليّة التقييم تختلف عن عمليّة التقويم، فالتّقييم هو عملية تقوم على جمع البيانات وذلك باستخدام استراتيجيّة الملاحظة، أمّا عمليّة التقويم فتقوم على مراجعة تلك البيانات والعمل على إيجاد قيمة لها.

أهداف التّقييم:

تُعتبر عمليّة التّقييم عملية مهمة للغاية؛ وذلك لأن البيانات التي تمَّ جمعها تُستخدم في عملية التخطيط لإعداد منهاج مناسب بما يتناسب مع حاجات الأطفال. وتقوم عمليّة التّقييم على جمع البيانات عن الطفل من كافة النواحي المعرفيّة والاجتماعيّة والجسديّة والعاطفيّة، كما يُعطي التّقييم للمعلم صورة عامة عن قدرات الطفل وبيان مواضع القوّة والضعف لديه، بالإضافة إلى معرفة اهتمامات الطفل وحاجاته المعرفيّة والتعليميّة.

إنَّ المعلم الذي يمتلك المهارة في طرق التّقييم والتقويم يكون أقدر من غيره في عملية اتخاذ القرارات الخاصة بأطفال الروضة، وعن طريق عمليتي التقييم والتقويم يتمكّن المعلم من تحديد المشكلات التي يعاني منها الأطفال، فعندما يقوم المعلم بمراقبة أطفال الروضة وملاحظة سلوكاتهم، ومن ثمَّ تسجيل هذه الملاحظات، تكون أنماط سلوكاتهم قد أصبحت واضحة لدى المعلم، وعندئذ يستطيع المعلم إيجاد حلول للمشكلات التي يُعاني منها أطفال الروضة عن طريق وضع خُطط علاجيّة خاصة بكل طفل.

يتمكّن المعلم وباستخدام عملية التقييم من معرفة مستوى التطوّر لدى الأطفال، لذلك يجب أن تتم عملية جمع المعلومات عن الاطفال بشكل منتظم ودوريّ، وتساعد عملية جمع المعلومات المعلم في عملية التخطيط لمنهاج أفضل وفي إعداد البيئة التعليميّة التي تعمل على تشجيع كل طفل، بالإضافة إلى أنه يساعد المعلم عند الاجتماع بأهالي الأطفال؛ لأن الأهالي يكونون بحاجة إلى معرفة مدى التقدُّم الذي وصل إليه أطفالهم، وبهذه الحالة سيكون المعلم قادر على تقديم الأدلة عن درجة التقدُّم التي وصل إليها أطفالهم.

لذا نستطيع القول بأن الهدف الأكبر لعملية التّقييم هو تقويم المنهاج حيث يستطيع المعلم ومن خلال المعلومات التي جمعها عن الأطفال أن يأخذ فكرة واضحة المعالم عن مدى فاعليّة المنهاج ومدى تحقيقه للأهداف المنشودة.

متى يقوم المعلم بعمليّة التّقييم؟

يجب أن يقوم المعلم بإجراء عملية تقييم أوليّة في بداية العام الدراسي؛ وذلك من أجل أن يأخذ المعلم فكرة عامة عن مستويات الأطفال النمائيّة، ويستخدم المعلم أداة الملاحظة لإجراء عملية التّقييم، وحتى يتمكّن المعلم من أخذ فكرة واضحة خلال عملية التقييم الأولية يجب عليه أولاً دراسة ومراجعة ملف كل طفل من أطفال الروضة وقراءة جميع الملاحظات المُدوّنة في ملف الطالب والقيام بالزيارات المنزلية إن أمكن؛ وذلك لأن تواصل المعلم مع الأهل أمر في غاية الأهمية بما يُقدّمه الأهل من معلومات مفيدة حول أطفالهم.

ويتطلّب من المعلم أيضاً إجراء عمليّة تقييم مستمر لكل طفل من أطفال الروضة، وبالرغم من أن التقييم المستمر يتطلّب وقتاً أطول، إلا أنه يُعطي المعلم معلومات أعمق وهذه المعلومات مهمه في معرفة مدى تقدّم الطفل ومدى تعلّم الطفل ونضجه خلال السنة، كما تساعد هذه المعلومات المعلم في عملية تطوير المنهاج أو تعديله وقت الضرورة.

الملاحظة الرّسمية والملاحظة غير الرّسمية:

يوجد نوعين من طرق الملاحظة التي يستخدمها المعلم في عملية التقييم وهما: الملاحظة الرّسمية والملاحظة غير الرّسمية.

تتضمّن عملية الملاحظة الرّسمية اختبارات بحيث يتم تحديد معايير لنمو الطفل والتي تُسمى بالمعايير النمائيّة للأطفال وهي عبارة عن السلوكات والصفات التي تُعَدُّ مقاييس عامّة للطفل ضمن فئة عمرية محددة.

تعمل الملاحظة الرسمية على تزويد المعلم بمعلومات هامة، ولكن بالمقابل فهي تتطلّب من المعلم تدريباً على طريقة تسجيل المعلومات والملاحظات في جداول مُجهّزة بشكل دقيق، ومن ثمَّ التدريب على كيفية تحليل هذه المعلومات والبيانات.

ويستخدم معلم رياض الأطفال طريقة الملاحظة غير الرسمية بكثرة؛ لأنها تُعتبر أكثر سهولة بالإضافة أنها تُعَدُّ مناسبة أكثر في عملية التخطيط للمنهاج؛ لأنها تقوم على ملاحظة الأطفال داخل الغرفة الصفيّة ومقابلة أهالي الأطفال والحديث مع الأطفال.

المصدر: العمل مع الأطفال الصغار، د. جودي هير- 2006رياض الأطفال: الكتاب الشامل، إيناس عبد الرازق خليفة- 2013سيكولوجية الطفل في مرحلة الروضة، مدحت عبد الرزاق الحجازي- 2017


شارك المقالة: