التوافق النفسي والصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


يشغل موضوع التوافق حيز كبير في الدارسات والبحوث‌‌ ذات الأهمية في حياة الإنسان بصفة عامة وحياة المتعلم بصفة خاصة؛ باعتباره العنصر الأساسي الذي يهدف إلى فهم سلوكات المتعلم ضمن نطاق المدرسة، من خلال دراسة شخصية الفرد من كل الجوانب بما فيها الصحة النفسية وأهم أبعادها التوافق النفسي، الذي يتمثل في محاولة الفرد إشباع حاجاته النفسية.
يعتبر التوافق النفسي دليل على تمتع الفرد بالصحة النفسية الإيجابية، حيث أنّ التوافق النفسي يتصل بمجالاتها وأبعادها المتمثلة بالسلوك الإنساني البشري، مثل الجانب النفسي الذي يشمل الشعور بالحرية والانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه، كذلك أن يتمتع الفرد بعلاقات إيجابية داخل الأسرة وفي البيئة المدرسية.

التوافق النفسي والصحة النفسية:

يوجد ترابط قوي بين التوافق النفسي والصحة النفسية، حيث تعد الكائنات الحية والبيئة متغيرات ويحتاج كل تغيير إلى تغيُّر ملائم حتى تبقى العلاقة مستمرة ومستقرة بينهما، هذا التغيير هو تكيُّف الفرد، فكثيراً ما نستعمل اللفظان تكيف وتوافق كما لو أنّهما مترادفان، لكنّ التكيُّف يشير إلى الخطوات المؤدية للتوافق، أمّا التوافق فهو يشير إلى حالة التوافق التي يبلغها الفرد، يعتمد مفهوم التوافق على مجموعة مؤشرات مختلفة، على أساسها نستطيع أن نطلق أحكام موضوعية على مدى توافقه أو عدم توافقه،
تعتبر الصحة النفسية بأنّها قدرة الأفراد على التوافق مع أنفسهم ومع مجتمعهم الذي يعيش فيه، هذا يؤدي إلى التمتع بحياة خالية من التأزّم والاضطرابات، حياة مليئة بالسعادة والحماس ومعنى هذا أن يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين، فلا يبدو منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي، بل يقوم بسلك السلوك المعتدل الذي يدل على اتزانه الانفعالي والعاطفي والعقلي، في ظل مختلف المجالات وتحت تأثير جميع الظروف.
إنّ الصحة النفسية والتوافق جانبان في كل فرد ولا يمكن أن نفصلهما، فالصحة النفسية تعني اتزان الوظائف النفسية والعقلية والخلو من الأمراض، حيث تجعل الفرد يشعر بالسعادة والرضى والأمن، أمّا التوافق فهو استثمار التفاعلات النفسية الداخلية بصورة إيجابية وفعالة، بهدف مواجهة المشكلات وتلبية الحاجيات النفسية والاجتماعية، إذن فالصحة النفسية كل متكامل، بحيث لا نستطيع أن نفصل هذه الأخيرة عن التوافق، باعتبارها مؤشر إيجابي للتوافق النفسي والتوافق بصفة عامة.

المصدر: الصحة النفسية وتنمية الإنسان، علا عبدالباقي ابراهيمالصحة النفسية، سمية آل شرف قضايا في الصحة النفسية، نازك عبدالحليم


شارك المقالة: