الثقة بالنفس عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


فقدان الذات عند المراهقين

يمرُّ المراهق عادةً بحالات من فقدان الثقة بالذات في بداية فترة المراهقة وعند نهايتها، إذ تسبّب له التغيرات الجسدية، النفسية، نقلة نوعيّة تصدمه من الواقع، تُجبره على القيام بتصرُّفات غريبة، اتخاذ قرارات لم يفكر بها من قبل، أيضاً يرتبك عند الابتعاد عن الأهل والحاجة إلى الاعتماد على الذات، الأمر الذي يفسِّر تغيّر نفسيّة الطفل الواثق من نفسه وتحوله إلى مراهق غير مؤكَّد لذاته.

ينقص المراهقين أشياء كثيرة لكي يتعلموها، حتى يُدركوا بأنّ الناس مُتساوون، لأنّهم ينتمون للبشر وليس لعالم الخيالات الوهمية، منهم من يُحاول بذل الجهد لاستكشاف الحياة، لكنّه لا يستطيع، منهم من لديهم طاقات، لكنّهم لا يستطيعون التعبير عن أنفُسهم، هذا ما أكدته الدراسات الاجتماعية وشؤون الأسرة.

تعريف الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي أن يكون الإنسان واثق بصفاته وقُدراته وتقييمه للأمور التي تحدث معه، عرّفها الدكتور أكرم رضا بأنّها إيمان الإنسان بأهدافه، قراراته، قدراته، إمكاناته، أي الإيمان بذات الشخص.

صفات المراهق الواثق من ذاته في علم النفس

  • المراهق الذي يحترم ويقدِّر ذاته، يحب نفسه، لا يُعرضها للخطر وللأذى.
  • يثق بقدراته على اتخاذ القرارات الصائبة ويدرك كفاءاته.
  • يتّسم المراهق الواثق بنفسه بالاطمئنان والتفاؤل.
  • قدرة المراهق على تحقيق الأهداف المراد تحقيقها.
  • قدرة المراهق على تقييم الأشخاص والعلاقات بشكل سليم، ذلك بناءً على نظرته لنفسه وتقديره لذاته، تبدأ الثقة بالنفس بالتكون على مدار السنوات، ابتداءً من الولادة حتى المرور بأوّل تجارب الحياة في الدوائر الأسرية، المدرسة، الجامعة.

أنواع الثقة بالنفس عند المراهق

  • الثقة المطلقة بالنفس: هي الثّقة القويّة التي لا يتخللها أي شك؛ إذ يتميّز الإنسان الذي لديه ثقةٌ مطلقةٌ بنفسه على مواجهة للحياة بقوة ودون أن يخاف من المصاعب، يحاول حتى يصل للنجاج، لا تفقده الهزيمة ثقته بنفسه، لا تجعله المواقف الصعبة يشكك بقدراته.
  • الثقة المحددة في النفس: يكون الشخص هنا واثق من قدراته أحياناً، مُشكّك لها أحياناً أخرى، يُحاول التعرُّف على نفسه ومعرفة القدرات التي يمتلكها ويختبرها في المواقف المُختلفة، حتى يتأكّد منها بدايةً ويُقيّم نفسه، ثمَّ يبني ثقته بناءً على المواقف التي يختبرها.

أهمية الثقة بالنفس للمراهق

  • ثقة الأشخاص به واتّباع نهجه بمن فيهم الأسرة، الأصدقاء، المعلمون، ممّا سيجعل منه قدوةً للآخرين.
  • القدرة على إنجاز الأعمال، حيث إنّ الشخص الواثق من نفسه، عندما يتعامل مع عمل معين بحماس وثقة ، يشجع الآخرين على الإنجاز، بالتالي يُشعرهم أيضاً بالثقة.
  • جعل الشخص يظهر بمظهر القادر على القيام بأيّ شيء، فقوته، قدرته على العمل والتصرّف، اتخاذ القرارات، تجعله في موضع ثقة.
  • توفير الجهد والوقت والطاقة، فإنّ الشخص الواثق من نفسه يكون قادراً على إعطاء الثقة للآخرين، تحفيزهم للقيام بأفضل أداء عندما يُطلب منهم أي مهمة، ممّا يُعطي الواثق من نفسه سُلطةً قوية على من حوله.

أسباب انعدام الثقة بالنفس عند المراهقين

  • الطفولة البائسة: إنّ أساليب التّربية الخاطئة، مثل التّعامل المتسلّط مع الطفل، يجعله خائفاً أو قلقاً، عدم كسر حاجز الخوف لديه من قبل الأسرة والمحيطين به يجعله شخصاً غير واثق من نفسه عندما يكبر.
  • التركيز على الآخرين: إنّ اعتماد المراهق على الآخرين، ربط حياته بحياتهم، يساعد على منع الشعور بالاستقلاليّة، بالتالي تنعدم الثقة بالنّفس.
  • الشعور بالنّقص: إنّ الشُّعور والإحساس الداخلي لدى المراهق بأنّه أقل أو أنّه يُعاني من نقص ما مُقارنة بالآخرين، يفقده ثقته بنفسه.
  • الإغراق في المثالية: إنّ الرّغبة الدّائمة في القيام بكل شيء بصورة مثالية وبأفضل ما يمكن، عدم القبول بأقل من الأفضل، قد تُحبط المراهق في حال فشل في تحقيقه لهذا المستوى، بالتّالي يشعره بعدم الثقه بنفسه أو عدم الثقة بقدراته.
  • الصّورة الذهنية: إنّ نظرة المراهق لنفسه تنعكس على كل تصرّفاته وعلى ثقته بنفسه، فإذا كان يعتقد بأنّه لن ينجح وقام بالحُكم على نفسه بالفشل، فإنّه في الغالب سيَفشل فعلاً.
  • التفسيرات الخاطئة: الكثير من الناس يُصنّفون الآخرين بتصنيفاتٍ غير صحيحة، يفسّرون تصرفاتهم على غير معناها، فقد يصنّف البعض المراهق ضعيف الشخصيّة على أنّه خجول، مُسالم، مؤدب، قد يفسر البعض الآخر تصرّفات المراهق قويّ الشخصيّة على أنَّها غرور، أنانيّةٌ، عدم احترام للآخرين.
  • المكاسب الوهميّة: قد يَشعر بعض المراهقين غير الواثقين من أنفسهم بأنّهم يفعلون الصّواب، مثلاً عدم الثقة بالنفس والمبادرة تُجنّبهم التّعرّض للانتقاد أو الفشل، بالتّالي فهُم يعتقدون بأنّهم يقُومون بالأُمور بالطّريقة السليمة.

شارك المقالة: