اللعب الاجتماعي الدرامي عند طفل الروضة

اقرأ في هذا المقال


عند مشاركة أطفال الروضة في اللعب الاجتماعي فإنَّهم يقومون عادةً بتقليد أدوار الأشخاص الكبار، فقد يقوم الطفل بتمثيل دور الأب أو الضابط أو المعلم وهذا ما يُسمى بعملية لعب الأدوار، ولعب الأدوار يُمكّن أطفال الروضة من تجربة تمثيل أدوار عديدة، وكل دور من الأدوار يتضمّن قواعد اجتماعية يُقرها الأطفال المشاركين في اللعب.

فوائد اللعب الاجتماعي الدرامي:

إنَّ مشاركة الأطفال باللعب الاجتماعي عادةً ما يعود عليهم بالفائدة، وتشمل هذه الفائدة جميع النواحي الاجتماعية والمعرفية والجسدية والانفعالية، فمن خلال اللعب الاجتماعي يتم تعزيز التطوّر الانفعالي والاجتماعي لدى الطفل؛ وذلك لأنَّ الأطفال ومن خلال اللعب الاجتماعي يقومون بتمثيل أدوار اجتماعية مختلفة وكثيرة، وقد يقوم الأطفال أحياناً بتمثيل المواقف السلبية التي ينزعجون منها، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الأطفال يتعلَّمون من خلال اللعب الاجتماعي الدرامي كيف ينسجمون مع غيرهم.

كما يعمل اللعب الاجتماعي على تطوير الجانب المعرفي لدى الطفل، فعند تمثيل الطفل لأدوار متنوعة فإنه يقوم باتخاذ قرارات تناسب الدور الذي يقوم به، وبذلك يكتسب الطفل مهارة حل المشكلات، كما يعمل اللعب الاجتماعي على زيادة مفردات الطفل اللغويّة حيث يتعلَّم الطفل أسماء ومفردات جديدة للأدوات والمواد، بالإضافة إلى اكتساب الطفل أفكار جديدة.

ويعمل اللعب الاجتماعي على تطوير النمو الجسدي للطفل، وذلك عن طريق سلوكيات اللعب المختلفة مثل تنظيف الغرفة الصفيّة وإلباس الدُّمى وبناء الأبنية، فكل ذلك يعمل على تنمية مهارات الطفل الجسدية.

موضوعات اللعب الاجتماعي الدرامي:

يتضمّن اللعب الاجتماعي الدرامي عند أطفال الروضة ألعاباً تحتوي على قواعد مُعيّنة، ويتميَّز الطفل في هذه المرحلة بقدرته على التفريق بين الحقيقة والخيال، لذلك من الطبيعي أن تسمع أحد الأطفال وهو يقول أن هذا ليس حقيقة وإنَّما مُجرَّد تمثيل.

وتحتلُّ نماذج الأبطال الشَّعبيين حيّزاً مهماً في اللعب الاجتماعي الدرامي لطفل الروضة، حيث يُعتبر موضوع الملكات والممرضات والمعلمين موضوعات مُتكررة لدى الأطفال، كما أنَّ الأطفال يُحبّون القيام بتمثيل الأدوار الخياليّة مثل قصة بياض الثلج.

دور المعلم في اللعب الاجتماعي الدرامي:

يُعتبر توفير المواد والأدوات والمكان هو الدور الرئيسي لمعلم رياض الأطفال، ومن الطبيعي أن الغرفة الصفيّة هي التي يتوفر فيها المواد والأدوات الضرورية، وإن الأطفال يقضون وقتاً أطول في ممارستهم اللعب الاجتماعي الدرامي، لذا يجب على المعلم أن يعمل على توفير المواد والأدوات الممتعة للأطفال، كما يتطلّب من المعلم أن يعمل على تغيير المواد والأدوات الموجودة داخل الغرفة الصفيّة وبطريقة مستمرة؛ وذلك من أجل المحافظة على اهتمام الطلبة وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.

كما يتضمّن دور معلم رياض الأطفال التدريب والنمذَجة والتعزيز، حيث تتطلّب عملية التدريب أن يقوم المعلم بتزويد أطفال الروضة بالأفكار من أجل إيجاد حلول للمشكلات التي يُمكن أن يواجهها الأطفال أثناء اللعب الاجتماعي الدرامي.

أمّا بالنسبة للنمذَجة فيجب على المعلم أن يُبيّن لأطفال الروضة السلوكات المناسبة التي يجب على الأطفال استخدامها أثناء اللعب الاجتماعي، فإذا واجه الطفل صعوبة في تمثيل دور مُعين عندئذ يقوم المعلم بتمثيل الدور أمام الطفل ومن خلال مراقبة الطفل للمعلم يصبح لديه الفرصة لكي يُنمذج أو أن يقوم بتقليد هذا السلوك ومن ثمَّ تمثيله خلال اللعب الاجتماعي الدرامي، ويجب على المعلم أيضاً أن يقوم بتعزيز السلوكات الإيجابية للأطفال أثناء اللعب الاجتماعي الدرامي.

المصدر: العمل مع الأطفال الصغار، د. جودي هير- 2006رياض الأطفال: الكتاب الشامل، إيناس عبد الرازق خليفة- 2013سيكولوجية الطفل في مرحلة الروضة، مدحت عبد الرزاق الحجازي- 2017


شارك المقالة: