المنهج الوصفي في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


المنهج الوصفي في الإرشاد النفسي:

إن عملية الإرشاد النفسي تتطلّب من المرشد أن يكون واعياً وبإمكانه وصف المشكلة بصورة دقيقة، وهذا الأمر يفتج المجال أمام الباحث أن يقوم على استخدام المنهج الوصفي كأسلوب في دراسة الحالات النفسية التي يتعرّض لها البعض في المجتمع، ويعتبر المنهج الوصفي من أبرز المناهج المستخدمة في عملية الإرشاد النفسي.

ما أبرز خطوات المنهج الوصفي خلال عملية الإرشاد النفسي؟

يهدف المنهج الوصفي إلى معرفة العوامل التي قد تعمل على حدوث مشكلة معيّنة أو ظاهرة مجتمعية ما، كما هو الحال في الموضوعات الخاصة بعملية التعلّم والمهن، إلى غير ذلك من البيانات التي تجمع لمعرفة العيّنة التي يتمّ دراستها في المجتمع بصورة وصفية مميّزة، ولمعرفة الارتباط فيما بينها وبن عملية البحث والإرشاد بصورة متكاملة، وتتلخص عملية البحث من خلال المنهج الوصفي عدّة خطوات من أبرزها:

1- الوقوف على المشكلة بصورة واضحة.

2- تلخيص الافتراضيات التي يتم من خلالها بناء قواعد العمل وإجراءاته.

3- اختيار المفحوصين بصورة دقيقة.

4- إعداد مجموعة من الوسائل الفنية لجميع البيانات والمعلومات الخاصة بالشريحة المراد التعامل معها.

5- إعداد فئات لتصنيف المعلومات ومعرفة العلاقة فيما بينها.

6- معرفة دقّة أدوات جمع المعلومات في رسومات بيانية.

7- تدوين الملاحظات بصورة موضوعية لمعرفة العوائق التي قد تواجه عملية البحث.

8- وصف النتائج وتفسيرها بصورة واضحة دقيقة في محاولة لاستنتاج الحلول التي تؤدي إلى تقديم المعرفة.

أشكال البحوث الوصفية في الإرشاد النفسي:

الدراسات المسحية:

وهي دراسة تعمل على جمع معلومات أكبر عن الظواهر الاجتماعية النفسية الموجودة بقصد استخدام البيانات لتأكيد المشكلة الراهنة التي يتم دراستها، أو لعمل قاعدة بيانات أكثر ذكاء بغية تحسين الظروف والعمليات التربوية والاجتماعية مثلاً، وقد لا يكون هدفها مجرد المراهنة على الوضع الراهن فقط، ولكن لتحديد قدرة المسترشد عن طريق تقييمه بمستويات ومعايير أخرى، ويستخدم هذا النوع من الدراسات حول المسارات في المقابلات الشخصية لجمع كل ما هو مطلوب.

الدراسات الترابطية:

وهي نوع من الدراسات التي يتمّ تطبيقها في المنهج الوصفي في عملية الإرشاد النفسي، تعمل على تحديد العلاقة بين المعلومات، والهدف من الدراسة الترابطية هو تحديد وجود علاقة أو عدم وجودها أو استخدام العلاقات في التنبؤات للحالات التي يتم دراستها، ودراسة العلاقة في العادة ما تقوم بدراسة مجموعة من المتغيرات التي يكون من المعتقد أنها تتصل بمتغيّر رئيسي أو معقّد مثل التحصيل المدرسي.

الدراسات التطورية:

إنّ من أبرز طرق البحث التي تصف جوانب النمو المختلفة في تطوّرها خلال مدّة تتراوح بين أشهر وسنوات، وترصدها وتحلّلها كما هو الحال في دراسة النمو الاجتماعي مثلاً منذ مرحلة الولادة وحتى الموت، وهناك طريقتان متبعتين في هذا النوع من الدراسات هما:

الطريقة الطولية:

هي طريقة يقوم الدارس من خلالها بالملاحظة والوصف لنمو فئات معينة في أعمار أو تواريخ مختلفة، ويحدّد مظهر النمو لدى هذه الفئات ويستخدم نفس الاختبارات، وتتطلب هذه الوسيلة وقت طويل لكي يمكن الحصول على معلومات ذات أهمية.

الطريقة المستعرضة:

ويتم من خلالها معرفة المتغيرات الأقل على العينات أو جماعات في فترة زمنية معينة وتطبّق عليهم وسائل القياس الحديث، وهذه الطريقة الأكثر استخداماً وأقل تكلفة، وقد نجد الباحث يعتمد على الأسلوب الذي يقوم على أساس من تدوين الماضي بطريقة أو بأخرى، فبدلاً من أن يتبع الظاهرة، يقوم بمعرفة ما قد مضى من سيرة ذاتي وكل ما تحتويه من تفاصيل من عقبات وأشياء مفصلية تمت بصورة سلبية أو إيجابية.

الدراسات المقارنة:

وتركّز هذه الدراسات على سبب حدوث المشكلة منذ الأساس، وهي تعمل دراسات تقاربية بين جوانب التوافق والاختلاف بين المشكلات التي تحدث، لكي تعرف بصورة أكيدة أي الظروف التي يبدو أنها تصاحب الأحداث أو الظروف أو أي ممارسات، وهي تحاول التعمّق بغية تأكيد ما إذا كانت هذه العلاقة قد تسهم وراء مشكلة انتشار الظاهرة النفسية المجتمعية.

تمتاز الدراسات المقارنة بأنّ لها حدود كثيرة، فهي تزوّدنا بالوسيلة التي تعالج بها المشكلات التي لا يمكن التأكد من صحتها في مواقف عملية، وتزوّدنا بالإجراءات القيّمة التي تتعلّق بالظواهر التي يتم دراستها في الإرشاد، وإن كانت لا تحقّق المعلومات الدقيقة الثابتة التي لا يمكن الحصول عليها من خلال الدراسات التجريبية، وكلّما تحسن الطرق الفنية والأدوات والضوابط في معالجة الدراسات المقارنة حظيت بتقدير أكبر.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبداللة أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: