النظرية الانتقائية

اقرأ في هذا المقال


ترى النظرية الانتقائية أنّ سلوك الإنسان يتأثر بعوامل داخلية وبيئية، أيضاً أنّ التكوين البيولوجي الوراثي والتعلم الذي يتم بالتفاعل معه يقوم بتشكيل الإنسان، فهي الفلسفة التي بنى عليها ثورن الاتجاه الانتقائي.

نبذة تاريخية عن النظرية الانتقالية:

يعود اهتمام ثورن بالإرشاد والشخصية وهو في عمر الخامسة عشر؛ نتيجة اصابته بالتأتأة، بالتالي اختار الدراسة الجامعيّة في قسم علم النفس بجامعة كولومبيا عام 1926، لكن نتيجة فشله في المعالجة الإكلينيكيه دخل إلى كلية الطب، أُعجب بالعلوم الطبية وتكاملها ونظامها الانتقائي، القائم على الممارسة العلمية مقارنةً مع الفوضى الفكرية للعلوم الانسانية، لذا صمَّم على أن يعمل على جمع وتوحيد مناهج الإرشاد والعلاج النفسي بأُسلوب انتقائي تكاملي.
هذا الاتجاه يعد نوع من الإرشاد القائم على الإنتقاء من مختلف النظريات، يتضمَّن التعامل مع الشخص كلّه جسمه وعقله وانفعالاته وروحه ومحيطه، ققد بدء في عام 1950 على يد فريدريك ثورن ثمَّ محاولات دولارد وميلر، في عام 1965 قدم لازاروس محاولة انتقائية لعلاج الإدمان وهكذا بحلول عام 1975، أصبح حوالي 50% من العلماء انتقائيين.

الفلسفة التي بنى عليها ثورن الاتجاه الانتقائي:

  • اعتبر ثورن أنَّ الاتجاه الانتقائي عبارة عن مزيج من الحقائق غير المترابطة.
  • أنّ الاتجاه الانتقائي ذو رؤية ثاقبة.
  • لا تعدُّ نماذج فكرية ثابتة أو جامدة.
  • ذو منهجية علمية فيها أساس البحث العلمي.

المفاهيم الأساسية للاتجاه الانتقائي:

  • مفهوم التحديد: يعني تحديد العناصر الصَّالحة من كل نظرية ودمجها بتناسق.
  • مفهوم كل النظريات: يعني انّ كل النظريات لها دور في جمع المعلومات بما فيها القياس والتقويم.
  • مفهوم الاخذ والتجريب: أي أن نأخذ ونجرِّب وندرس.
  • مفهوم مراعاة شعور المسترشد وأحاسيسه.
  • عدم الاهتمام بنظرية واحدة: على المرشد ذو الشخصية المتميزة الاعتماد على أكثر من نظرية.

مبررات عدم استخدام المرشد لنظرية واحدة:

  • لا يمكن تشابه المسترشدين بمواقفهم المختلفة.
  • مرونة السلوك الإنساني.
  • مرونة المرشد الفعَّال.
  • أنّ المسترشد هو الذي يشعر بمشكلته أكثر من غيره.
  • عدم المسؤولية الكاملة للمرشد على المسترشد.
  • على المرشد أن يعرف حدود إمكانياته.

مراحل العملية الإرشادية في الاتجاه الانتقائي:

الاستكشاف:


تعتبر هذه المرحلة أُولى مراحل العمل الإرشادي عند ثورن، بحيث يقوم بها المرشد النفسي من خلال الإصغاء لاهتمامات المسترشد واكتشافها على مستوى أعمق، من خلال تطوير ثقة متبادلة والسَّماح للمسترشد بالتنفيس عن نفسه، على المرشد أن يكون متعاطف ومتقبِّل للمسترشد.

تحديد المشكلة:

تعتبر هذه المرحلة من أهداف العملية الإرشادية عند ثورن، التي تؤدِّي إلى الوصول للمشكلة الحقيقية ومنها يتوصل الطرفان إلى تعريف المشكلة وأسبابها وتحديها.

تحديد البدائل:

يكون دور المرشد التعرف على البدائل المتوفرة بجمع الخيارات المعقولة، عليه التأكُّد من تلك البدائل بشكل جيد.

التخطيط:

القيام بمساعدة المسترشد في تحدي كمّ من البدائل الملائمة له، من خلال خبراته السَّابقة والحالية وبأخذ المرشد دور المدرِّس في تحديد العوامل اللازمة للتخطيط.

التنفيذ:

يقوم المرشد بإعطاء خطوات عملية للمسترشد؛ من أجل تنفيذها، يقرِّر المسترشد أيٍّ من هذه الخطوات سيقوم بها، مراعياً في ذلك الزمن و الواقعية وقدراته الإنفعالية.

التقييم والتغذية الراجعة:


في هذه المرحلة يقوم المرشد بتلخيص التقدُّم الذي حصل، أيضاً تلخيص الخطَّة والالتزام بها من قبل المسترشد قبل إنهاء المُقابلة، بحيث تتمُّ مراجعة وتقييم الخطَّة العلاجية من قبل الطرفين، مع الالتزام من قبل الطرفين للمقابلة القادمة.

خصائص المرشد في النظرية الانتقائية:

  • الاهتمام بسلوك المسترشد الرَّاهن والحالي.
  • أن يجعل من عملية الإرشاد رحلة ممتعة للمسترشد في اكتشاف ذاته، مساعدته على تنمية ذاته وخبراته.
  • ألّا يتبنى المرشد أدوار السُّلطة، للتأثير على المسترشد.
  • تأسيس علاقة إيجابية مفتوحة، تتضمَّن الحضور والتقبل والعناية وتنمية الثقة بنفس المسترشد.
  • لا يكون التدخُّل من قبل المرشد في شؤون حياة المسترشد إلّا بالحد الأدنى لحماية صحَّته ورفاهيته.
  • أن يكون المرشد مؤهلاً تأهيلاً كاملاً في المجال الإرشادي، أيضاُ يجب أن يعرف طرق العلاج المختلفة بشكل جيد.
  • أن يستخدم المنهج العلمي في القياس وتحليل المعلومات.

الاستراتيجيات المتَّبعة لمساعدة المسترشد:

  • الجو الارشادي: يجب أن تكون الظروف المناخية الإرشادية فعالة، بحيث تشمل الرَّاحة الجسديَّة والعاطفية والانفعالية، كذلك جو غرفة الإرشاد يجب أن يكون مريحاً.
  • مهارات العلاقة الارشادية: أنّ المرشد في الاتجاه الانتقائي، يستخدم مجال كامل من مهارات العلاقة وأساليب تأسيس علاقة إيجابية مفتوحة، التي تتضمن الحضور، الإصغاء، الاحترام، التقبل، الفهم، أمّا من وجهة نظر العميل تتمثل في الثقة في النفس وبالآخرين والشُّعور بأنّه مفهوم وله قيمته.
  • الاتصال اللفظي وغير الفظي: يعتبر الاتصال كمهارة تتطلَّب أن يكون المرشد واعياً وماهراً ومتقناً لهذه المهارة، من حيث الإصغاء الذي يتطلّب حضور كامل، الانتباه للرسائل اللفظية وغير الفظيه مع تفسيرها بشكلٍ جيد.

شارك المقالة: