دراسات نظرية العلاج بالمعنى

اقرأ في هذا المقال


منذ تسعينات القرن العشرين، تمَّ تطوير المُعالجة المنطقيّة إلى العلاج بالمعنى. حاول وونغ تفسير المعالجة المنطقية إلى آليّات نفسية؛ ليجعلها تتناسب مع مجتمع علم النفس الواسع. إنَّ هذا التمديد لا يقوم على دمج معنى المعنى بالمعالجة السلوكيّة الإدراكية والعلاج النفسي الإيجابي، بل يقوم على ربط معنى المعنى مع بحث علم النفس الإيجابي حول المعنى.

دراسات نظرية العلاج بالمعنى:

دراسة إبرسلو بولا:

(المعنى في حياة الإنسان في مراحل عمرية مختلفة):
قامت الدراسة على استهداف ومناقشة أهمية وجود معنى في حياة الإنسان، أيضاً درجة اختلاف هذه الأهمية وهذا المعنى من مرحلة إلى أخرى، من خلال تحليل استجابات أفراد العيّنة على مقياس يتضمّن سؤال عن المعنى في حياة الإنسان.
توصَّلت الدّراسة إلى أنّ المعنى في حياتهم يقوم بالتركيز على العديد من الجوانب المختلفة منها الأسرة، المساعدة وخدمة الآخرين، العلاقات الأسرية، أهمية الشعور بالعطاء، التطلع نحو تحقيق مكاسب معنوية، مثل الشعور بالاحترام والتقدير من قبل الآخرين، الإيمان والالتزام بمعتقدات راسخة، أيضاً النّجاح والمكانة المرموقة والسُّمعة الطيبة، النمو الذاتي، تطوير القدرات، استثمار الإمكانات لزيادة الشعور بالاستقلالية، الانشغال بالمهام والمسؤليات والسعادة والسرور والمتعة وغير ذلك.

دراسة استفينز، فوست، بوتس:

(دور متغير الجنس في التأثير على إرادة مواجهة القضايا الوجودية):
قامت هذه الدراسة في التركيز على معرفة الدور الذي يلعبه متغير الجنس (أي ذكر أو أنثى) في التأثير على إرادة مواجهة قضايا وجودية. أكدت النتائج لهذه الدراسة على أنَّ متغيّر الجنس يلعب دور واضح وكبير في التأثير على إرادة مواجهة القضايا الوجودية، أيضاً القدرة على معرفة الهدف وتحديد المصير والتميز بالتوكيدية.
كشفت النتائج لهذه الدراسة على أنَّ تمتُّع الأفراد بخصائص الجنس الذي ينتمون إليه، أيضاً خصائص الجنس الآخر، الذي يعمل على زيادة فعاليتهم في المواجهة والتحدِّي، كما أوضحت أنَّ القدرة على التكيف والمرونة والانفتاح تعتبر من الخصائص المميزة والمهمَّة، ارتبطت بتزايد السعي الحثيث للأفراد لاستيعاب الخبرات والاختيار بين البدائل، أيضاً الالتماس للفرص والاختيارات المتجدّدة، هذا إلى جانب خصائص أخرى تخص الذكور مثل السيادة والمنافسة والتحليلية، أُخرى تخص الإناث كالخُصوبة و الابتكارية.

دراسة ابراهيم بدر:

(فاعلية العلاج الوجودي في شفاء الفراغ الوجودي و اللامبالاة لدى الطلبة الفاشلين دراسياً):

قامت الدراسة على استهداف الاكتشاف في مدى فعالية العلاج بالمعنى، في القيام بعلاج الفراغ الوجودي، أيضاً اللامبالاة لدى الطلاب الفاشلين في الدراسة، حيث اعتبرت هذه الحالة أنَّها السَّبب وراء الفشل الدِّراسي عند هؤلاء الطلاب.
قامت هذه الدراسة على تأكيد فاعلية العلاج بالمعنى في شفاء الطالب من الفراغ الوجودي والامبالاة اليائسة، مع استمرار فاعلية هذا العلاج بعد مدَّة المتابعة (أي بعد العلاج)، مع زيادة نسبة النجاح الدِّراسي بعد مدَّة العلاج بشكل كبير وواضح لدى العينة التي تمّ التجريب عليها.
قامت هذه الدراسة أيضاً على تأكيد أنّ العلاج بالمعنى مفيد جداً في حالة الطلاب الذين يواجهون الفشل، اليأس، يفتقدون المعنى في كل شيء ويشعرون بالمرارة، فالعلاج بالمعنى يقوم بتحويل اليأس إلى معنى، أيضاً يحوّل العجز إلى إنجاز، الاستسلام إلى تحدي ومواجهة، بعد ذلك يتولَّد شعور الفرد المسؤولية اللازمة لتغيير الفشل ثمَّ تحويله إلى نجاح.

دراسة إسماعيل بدر:

(دراسة تجريبية لأثر العلاج بالمعنى على خفض مستوى الاغتراب لدى الشباب الجامعي):
كان الاستهداف في هذه الدراسة على اختبار أثر العلاج بالمعنى في خفض مستوى الاغتراب لدى الشباب الجامعي. أكَّدت نتائج الدراسة وجود فعالية العلاج بالمعنى في علاج الاغتراب وما ينتج عنه من افتقاد معاني القيم الإنسانية والروحية، أيضاً لروح الانتماء لدى الفرد، حيث أنَّ العلاج بالمعنى يأخذ بيد الفرد ويساعده على تحدي تناقضات النُّسق القيمي الذي يهتم به، أيضاً الخروج من حالة العجز واللامعنى واللاإنتماء .

دراسة يالوم وليبرمان:

(المواجهة الوجودية):
قامت هذه الدراسة على استهداف فيما إذا كانت مواجهة وتحدي القضايا الوجودية تقوم على إحداث تعديلات إيجابية في حياة الإنسان، توضيح كل ما يترتب على هذا التحدي من تغيُّر في حياة الإنسان ومن تغيُّر مساره.
قامت الدراسة بالتأكيد على نوع واحد من النمو، أيضاً الارتقاء الذاتي للفرد الذي وصل للوعي الوجودي، حيث أصبح مستعد للمواجهة ويتقبلها. تبين أنَّ هذا الوعي وهذا التحدي كان يساعد الفرد على إعادة تحقيق ذاته بكل تكامل وعمق، أيضاً القدرة على تغيير مفاهيمه وطرائقه وعلى استعادة توازنه وتوافقه النفسي.


شارك المقالة: