طبيعة التعليم في النظام التربوي

اقرأ في هذا المقال


الحياة البشرية تحتوي على جانبان هما، الجانب البيولوجي والجانب الاجتماعي الثقافي، وتم العثور على الجانب البيولوجي في الحياة النباتية والحيوانية، لكن يعتبر الجانب الاجتماعي الثقافي هو التمييز النادر للحياة البشرية وحدها، حيث إن الإنسان فقط هو القادر على أن يتعلم.

التعليم في النظام التربوي:

التعليم بمعناه العام هو شكل من أشكال التعلم، وفيه يتم العمل على نقل معارف ومهارات وعادات مجموعة من الناس من جيل إلى آخر من خلال عمليات التدريس أو التدريب أو البحث، وكثيرًا ما يتم التعليم تحت إشراف الآخرين، يمكن اعتبار أي تجربة لها تأثير تكويني على الطريقة التي يفكر بها المرء أو يشعر بها أو يتصرف بها تعليمية.

ينقسم التعليم  إلى مجموعة من المراحل التي يمر بها الطالب بناء على المرحلة العمرية له مثل: مرحلة رياض الأطفال والتعليم الابتدائي، وغيرها، وعن طريق التعليم يبحث الطالب عن معارف ومعلومات وأفكار وطرق وأساليب معاصرة للحياة الواقعية، وأيضاً عن طريق التعليم يعزز الطالب ذكائه ويدخل معارفه ومعلوماته التي يمكن من خلالها القيام على تغيير أو تبديل العالم نحو الخير بناء على رغباته أو حاجاته.

إن كلمة تعليم مشتقة من كلمة تثقيف، وتعني تربية من أجل إحضار التغذية وهذا المعنى يعني أن الطالب ينقصه وأنه يجب تربيته على بعض الأفكار المسبقة، من أجلها يجب أن تتغذى بالمعرفة بطريقة مناسبة حتى يتمكن الطالب من استخدام قوته الفطرية من أجل القيام على تحقيق غاياته، بعبارة أخرى فهذا يعني أن الطالب يجب أن ينشأ بناء على أهداف وغايات معينة، أما التربويون المعاصرون فإن الطالب لا يقبل الفرض بل يجب أن يراقب ويفكر ويستخلص له.

لذلك يعني التعليم القيادة أو الكشف عن المواهب الخفية للإنسان، إنه إلى حد كبير فن تطوير وتنمية القوى العقلية المختلفة الجسدية العقلية والأخلاقية، ومع ذلك تجدر الإشارة بوضوح إلى أنه لا يمكن استخلاص أي شيء ما لم يتم وضع شيء ما قبل اليد، فهذا يعني أن نمو الطالب لن يأخذ تلقائيًا فهو يحتاج إلى مجموعة متنوعة من المعارف والخبرات المحددة، لذلك يجب أن يمنح المعرفة والخبرة قبل أن نتوقع من أجل استخلاص أفضل ما في الطالب.

من ثم يمكن النظر إلى التعليم على أنه عملية توفير المعرفة والخبرة المرغوبة للطالب من أجل تطوير قواه الداخلية إلى أقصى حد ممكن، وبمعنى آخر يعني التعليم اكتساب المعرفة والخبرة وكذلك تنمية المهارات والعادات والسلوك الذي يساعد الشخص على عيش حياة كاملة وجديرة بالاهتمام في هذا الكون، إنها في الواقع عملية تدريب الطالب من خلال تجارب الحياة المختلفة وذلك من أجل اتخلاص أفضل ما يملك.

ويعنى بالتعليم استخلاصًا شاملاً لأفضل ما في الطالب (الجسد والعقل والروح) إنها إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها تعليم الطالب معرفة القراءة والكتابة وأيضاً من جميع النواحي.

الاتجاه الحديث هو اعتبار التعليم عملية ثنائية القطب ثنائية الاتجاه، تتضمن تفاعل المعلم (المعلم) والمعلم (الطالب) حيث تعمل شخصية المعلم على التعليم وتعديل تطوره، ويحاول المعلم بوعي وتعمد تطوير التعليم وفق خطوط محددة من خلال تعديل سلوكه، والتعليم هو عملية العيش من خلال إعادة البناء المستمر للتجارب، إن تطوير كل تلك القدرات في الطالب هو الذي يمكنه من التحكم في بيئته وتحقيق إمكانياته.

ويذكر أيضًا أن التعليم عملية نفسية واجتماعية ويتضمن الجانب النفسي دراسة دوافع الطالب وقواه، إنه يوفر المواد ويعطي نقطة البداية للتعليم، ويؤكد الجانب الاجتماعي على مشاركة الطالب في الوعي الاجتماعي للعرق، وتبدأ هذه التنشئة الاجتماعية منذ الولادة وتتشكل باستمرار وتؤثر على شخصية الطالب وتفكيره، ولذلك يمكن القول بحق أن دور المعلم هو تشكيل وتعديل شخصية المعلم وفقاً لاحتياجات ومتطلبات المجتمع.

التعليم هو عملية تنمية الطالب من الطفولة إلى النضج، ولذا يمكن القول بحق أن الحياة هي التعليم والتعليم هو الحياة بالمعنى الضيق، يشمل التعليم في الأساس تلك التأثيرات المخططة والمختارة عن عمد والتي تؤثر على التغييرات لإحداث تعديل أفضل للطبيعة البشرية مع البيئة المحيطة، ويجب أن يجعل التعليم الطالب يعتمد على نفسه ونكران الذات، والتعليم أعلى وأدق من مجرد تعليمات ويتضمن التدريس معرفة الاتصال أو اكتساب مهارة مفيدة، والتدريس هو أداة تعليمية أساسية.

مفهوم التعليم في النظام التربوي:

تعرض مصطلح التعليم إلى عدة تعريفات من قبل مجموعة متعددة من العلماء والتربويين، وتتمثل هذه التعريفات من خلال ما يلي:

  • عمل أو عملية التثقيف أو أن تكون متعلماً مرحلة من هذه العملية.
  • المعرفة والتطور الناتج عن عملية تعليم الطالب قليل التعليم.
  • مجال الدراسة الذي يتعامل بشكل أساسي مع طرق التدريس والتعلم في المدارس.
  • التعليم شيء يجعل الطالب معتمداً على نفسه وأقل من ذاته.
  • التعليم هو منتجه النهائي هو الخلاص.
  • التعليم يعني تنمية الاكتفاء الذاتي.
  • التعليم هو عملية وصول العقل الفردي إلى نموه الكامل الممكن إنها مدرسة طويلة تدوم مدى الحياة.
  • التعليم هو مظهر من مظاهر الكمال الإلهي الموجودة بالفعل في الإنسان.

طبيعة التعليم في النظام التربوي:

التعليم هو عملية العيش من خلال إعادة البناء المستمر للتجارب، وبناءً على هذه الأيديولوجية تكون طبيعة التعليم على النحو التالي:

  • التعليم هو عبارة عن عملية تبقى طوال الحياة، التعليم هو عملية مستمرة في الحياة كلها؛ وذلك لأن كل مرحلة من مراحل حياة الطالب تكون مهمة من وجهة نظرة هي عبارة عن مهمة تعليمية.
  • التعليم عملية منهجية، تشير إلى التعامل مع أنشطتها من خلال مؤسسة نظامية.
  • التعليم هو تنمية الطالب والمجتمع، ويطلق عليه قوة للتنمية الاجتماعية والتي تجلب التحسين في كل جانب من جوانب المجتمع، يجب أن يكون التعليم وثيق الصلة بمواقف الحياة.
  • التعليم هو  عملية تعديل للسلوك، ويتم تعديل السلوك البشري وتحسينه من خلال العملية التعليمية، إنه يحقق التنمية المتكاملة للطلاب.
  •  التعليم هو تدريب حواس الإنسان والعقل والسلوك والأنشطة، ويتم تدريب المهارات بطريقة بناءة ومرغوبة اجتماعيًا.
  • التعليم هو الإرشاد والتوجيه، يوجه ويرشد الطالب لتحقيق رغباته واحتياجاته لتمجيد شخصيته بأكملها.
  • التعليم هو الحياة والحياة بدون تعليم لا معنى لها مثل حياة الوحش، كل جانب وكل حادث يحتاج إلى تعليم لتطويره السليم.
  • التعليم هو إعادة بناء مستمرة لتجاربنا، ويعيد بناء تجاربنا ويعيد تشكيلها نحو الطريقة المرغوبة اجتماعيًا.
  • التعليم قوة وكنز في الإنسان يستحق من خلاله أن يكون السيد الأعلى على الأرض.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007مالإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996متطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975ماتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: