طرق مدح الطلاب في العملية التعليمية

اقرأ في هذا المقال


طرق مدح الطلاب في العملية التعليمية:

يُعد الاعتراف بعمل الطالب جيدًا في المدرسة جزءًا أساسيًا من مسار الطالب نحو التحصيل التعليمي، وأنّ التقدم يدور حول التعلم، أن كل نجاح صغير يعتمد على النجاح الذي سبقه، ويرغب جميع المعلمين في مدح الطلاب على جهودهم وإنجازاتهم، في حال كانت لفظية كان يقول المعلم للطالب هذا عمل رائع، هو شيء يجب أن يقدمه المعلم كل يوم، وهناك أيضًا طرق غير لفظية للحصول على التأكيد عبر ذلك من شأنه أن يحافظ على تحرك التعليمات في مقطع ثابت.

عدم التوقف عن الابتسام:

إنّ أبسط وأسهل طريقة لعمل اتصال إيجابي غير لفظي مع الطالب هي الابتسام، والتأكد من إجراء اتصال بالعين حتى يعرف الطلاب الفرديين أنّ موافقة المعلم تستهدف اتجاههم، وعندما يفعل ذلك يستعيد الابتسامة دائمًا لأنّه تمامًا مثل التثاؤب، والابتسامات معدية يمكن أن تكسر الابتسامة الحواجز وتسهل على الطلاب التعامل معك بأسئلة أو مشاكل.

تقديم إيماءات صغيرة:

الإيماء هي طريقة أخرى بسيطة لمدح الطلاب، وربما أنّ المعلمين أومأوا برأسهم كثيرًا لأنّهم قد لا يكونوا قريبين بما يكفي من الطلاب للتحدث، وإنّها طريقة غير لفظية للقول جيد استمر، أو أنت تفعل الشيء الصحيح الآن، حيث أنّ الجمع بين الابتسامة والإيماءة للحصول على جرعة إضافية من التأكيد.

عرض المصافحة أو القبض على اليد:

السماح للطلاب باختيار ما يفضلونه، حيث يقدم بعض المعلمين هذا النوع من الاتصال عندما يدخل الطلاب أو يخرجون من فصولهم الدراسية، وإنّها أيضًا أداة رائعة لإنهاء محادثة صعبة مع طالب، وبعد استخلاص المعلومات يُظهر التواصل بهذه المصافحة أو بقبضة اليد أنّه على الرّغم من احتمال وجود مشكلة، إلّا أنّ كل شيء على ما يرام الآن، وإنّها طريقة صامتة للاعتراف بالثقة التي لديهم.

التربيت على الظهر:

العديد من الإدارات التعليمية لديها سياسات حول قيام المعلمين بلمس الطلاب بأيِّ شكل من الأشكال بسبب خطر إساءة فهمهم، وإذا كان هذا مصدر قلق، فيمكن أن يجعل المعلم الطلاب يقومون بالترحيب ببعضهم البعض أو الثناء فيما بينهم من خلال التربيت على  ظهورهم أو من خلال العناق.

 قوة المدح الفعال في البيئة الصفية:

يعد الثناء أحد أبسط وأقوى الأدوات لإشراك الطلاب وتحفيزهم، وعند استخدامه بفعالية، يمكن للمدح أن يحول تحديات السلوك ويحسن مواقف الطلاب حول التعلم، وغالبًا ما يتلقى الطلاب الذين يتعلمون ويفكرون بشكل مختلف ردود فعل سلبية نتيجة لنضالاتهم.

هذا يجعل الثناء الهادف والمناسب أكثر أهمية، وقد يبدو واضحًا أنّ المديح قد يكون له مسبب قوي على الطلاب، ولكنّها ليست دائمًا أداة الانتقال، في الواقع غالبًا ما يتم استخدامها بشكل غير كافٍ.

الخبر السار هو أنّه عندما يكون الثناء فعالاً، فإنّه فعال حقًا، ويميل المعلمون الذين يستخدمون المديح بانتظام إلى تكوين علاقات أفضل مع طلابهم، ويفقدون وقتًا تعليميًا أقل ويشاهدون مشكلات سلوك أقل، حيث ان مدح المعلم كواحد من أفضل الممارسات الفعالة، هذا لا يعني أنّه يجب أن يبدأ في مدح الطلاب على كل شيء صغير يفعلونه ولا يمكن أن يتوقع أن يكون الأسلوب الوحيد في إدارة الفصل الدراسي.

أنواع المدح في البيئة الصفية:

قبل البدء مباشرة في المديح من المهم أن يعرف أن بعض أنواع المديح تكون أكثر فعالية من غيرها، وتتمثل هذه الأنواع من خلال ما يلي:

الثناء الشخصي:

يميل هذا النوع من المديح إلى التركيز على المواهب أو المهارات الطبيعية التي تأتي بسهولة للطلاب، بدلاً من الجهد الذي يبذلونه أو التقنيات التي يستخدمونها، وأنّ هذا النوع من المديح قد يأتي بنتائج عكسية.

عندما يشعر الطلاب أنّ قدراتهم خارجة عن سيطرتهم وأنها مجرد جزء ممّا هم عليه، فقد يعتقدون أنّه ليس لديهم القدرة على التحسن، وهذا ينطبق بشكل خاص على الطلاب الذين يعانون من صعوبات والذين ليسوا واثقين من قدراتهم ومهاراتهم.

يمكن أن يجعل الثناء الشخصي الطلاب أقل استعدادًا للمخاطرة بتجربة أشياء جديدة خوفًا من الكشف عن مدى ضآلة المواهب التي يعتقدون أنّهم يمتلكونها، بدلاً من ذلك ينبغي التركيز على الثناء على أساس الجهد.

الثناء على الجهد:

يؤكِّد هذا النوع من المديح على ما يمكن للطلاب التحكم فيه، من المحتمل أن الطالب عمل بجد لتعلم التغييرات الرئيسية الصعبة في أغنية أو لحفظ الكلمات، والوقت المستغرق والاستراتيجيات المستخدمة تحت سيطرة الطالب.

المدح الخاص بالسلوك:

يتيح هذا النوع من المديح للطلاب معرفة ما يفعلونه بشكل صحيح، وإنَّها استراتيجية لإدارة الفصل الدراسي قائمة على الأدلة وتركز على تقديم ملاحظات محددة لوصف موافقة المعلم التربوي على سلوك الطلاب، لمنح مدح خاص بسلوك معين، فإن المعلم يخبر الطلاب بوضوح بما قاموا به بشكل صحيح.

إنّ الثناء القائم على الجهد والسلوك يقر بصدق جهود الطلاب وإنجازاتهم، وعندما يشعر الطلاب كأن يظهر المعلم الموافقة بصدق وتخبرهم بما حققوه جيدًا، فإنّهم يكونون أكثر استعدادًا لمواصلة العمل الجاد والبحث عن استراتيجيات فعالة للتغلب على العقبات.

كيفية تقديم المدح الفعال في البيئة الصفية:

إنّ معرفة ما يجب الثناء على الطلاب من أجله ومتى يمنح المعلم هذا الثناء لا يقل أهمية عن الثناء نفسه، ويمكن أن تساعد المعلم في ذلك مجموعة من الإرشادات على تقديم الثناء بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

يكون المعلم دقيقا:

يزيل الثناء الوصفي والدقيق التخمين مما يثني المعلم عليه، ويجب أن يكون التلاميذ قادرين على تحديد ما فعلوه بشكل جيد ومعرفة السلوك الإيجابي الذي يريد منهم تكراره.

يكون المعلم واضحا بشأن التوقعات:

لكي يكون الثناء فعالًا، يحتاج الطلاب إلى معرفة المعايير، ويجب على المعلم أن يذكر المعايير بوضوح والتي تستخدمها لتقييم مهمّة أو السلوكيات التي تتوقعها.

تقديم ملاحظات إيجابية يمكن للطلاب مطابقة التوقعات بشكل مباشر:

على سبيل المثال، إذا كان المعلم يتوقع أن ينهي الطلاب روتينهم الصباحي في غضون 15 دقيقة، فيمكن أن يقول هذا رائع، لقد قمتم بفك حقيبة الظهر في أول 15 دقيقة من اليوم، حيث بمدح العملية والتقدم، وليس النتيجة فقط، قد يواجه الطلاب الذين يتعلمون ويفكرون بشكل مختلف صعوبة في إكمال مهمّة، في الواقع  قد يستغرق الأمر عدّة محاولات للطلاب للانتهاء منها.

قد يشعر الطلاب بالإحباط عندما يعملون بجد، ولكن يبدو أن عملهم لا يزال غير جيد بما يكفي، ويمكن دعم الطلاب من خلال الثناء على سلوك محدد بشأن عمليتهم وتقدمهم أثناء عملهم، وإخبارهم بأنَّهم على المسار الصحيح.

استخدم عبارات مثل لقد بذلت الكثير من الجهد والتي تساعد الطلاب على إدراك أنّ عملهم الشاق يدفعهم إلى الأمام.

يكون المعلم صادقًا:

ينبغي على المعلم التربوي عدم المبالغ في الثناء، يعرف الطلاب عندما لا يكون المعلم صادقًا في الواقع، قد يؤدي عدم الإخلاص إلى الإضرار بمصداقية وعلاقة المعلم بالطلاب، ويمكن أن يجعل الطلاب يتساءلون عمّا إذا كان المعلم غير قادر على التعرُّف على نقاط قوتهم، وإنَّ مدح الطلاب في كثير من الأحيان أو لأسباب طفيفة يمكن أن يظهر على أنَّ المعلم غير صادق، إنّ غريزة تكديس الثناء حسنة النية، ولكنّها قد تأتي بنتائج عكسية.

المصدر: نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: