هل المال سبب في السعادة؟

اقرأ في هذا المقال


المال هدف يطمح إليه معظم الناس في كل زمان ومكان، بل إنَّ معظم الحروب والنزاعات التي حصلت وستحصل في العالم سببها الحقيقي هو المال، ومعظم علاقاتنا وخصوصاً في العمل مبنيّة على مبدأ المال، لاعتقادنا أنَّ المال وحده هو من يستطيع أن يحقّق السعادة الكاملة وهذا أمر غير صحيح أبداً، ولكنّه جزء من السعادة بل كلّ السعادة إذا ما تمَّ استغلاله بالطريقة الصحيحة.

المال لا يأتي بالصدفة:

إذا كان المال هدفنا، فعلينا أن نتذكّر أنَّ معظم الأثرياء في يومنا هذا، قد بدأوا من نقطة الصفر، ولربّما انطلقوا من ديون ومشاكل مالية، فيكاد يكون كل واحد من شاغلي القمّة الآن قد كان يوماً ما في القاع.

يكاد يكون كل شخص صار في مقدمة الصفوف اليوم، قد كان ذات يوم في مؤخرة الصفوف، ويكاد يكون كلّ شخص ثري في يومنا هذا فقيراً ذات يوم.

كيف يفكّر الأثرياء؟

أغلب أصحاب الملايين في عالمنا عصاميون، يحقّقون أهدافهم دون الاعتماد على غيرهم بل بالاعتماد على قوّة قدراتهم الذاتية وذكائهم، وعلى هذا فقد بدأوا من لا شيء وشقّوا طريقم، وفي عالمنا اليوم، هناك ما يزيد على ثلاثمائة مليونير عصامي، بل وأصحاب الملايين المتعددة أيضاً يتّصفون بتلك الصفة.

كثيرون من هؤلاء الأشخاص بدأوا بأقل القليل، ومن خلال تغييرهم لتفكيرهم، قاموا بتحرير إمكانياتهم الداخلية من أجل إحرازنتائج مالية فائقة.

يكاد يكون كل شيء قام به أي شخص آخر ضمن نطاق المعقول، ممكن الحدوث بالنسبة لنا، ولكن علينا أولاً أن نُحدّد أهدافنا، ونغيّر من طريقة تفكيرنا، فالمال قد يكون سبباً من أسباب السعادة، ولكنّه ليس السبب الأوحد لها.

كثيرون من يعتقدون أنَّ الأثرياء هم الأكثر سعادة في الكون، وهذه حقيقة منقوصة، فكم من ثريّ لا يستطيع المشي على قدميه، ولا يستمتع بالطعام كما يشتهي، بسبب مرض أو علّة جسدية، علينا أن نعرف أنَّ المال مُعزّز للسعادة، ولكن يمكننا العيش دون أن نكون أثرياء، حياة سعيدة أكثر من الأثرياء أنفسهم.

الثراء الحقيقي هو ثراء النفس بالقيم والمبادئ التي تحويها، وفي القدرة على بناء أسرة جيّدة وحياة سعيدة ولو بقليل من المال، ولا نغفل هنا الصحّة والطمأنينة التي تعتبر كنزاً حقيقياً يضاهي المال بل ويزيد عنه.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، رقم الطبعة 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.المفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: