كيف تتم عملية الإملاء في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


هل الإملاء مجرد استراتيجية تدريس قديمة الطراز؟

كم عدد المعلمين الذين ما زالوا يستخدمون الإملاء كأداة تعليمية في فصولهم الدراسية؟ كم عدد المدرسين الذين يعتبرون الإملاء مضيعة للوقت ومملة للطلاب ومهمة محورها المعلم؟ مع ازدحام المناهج الدراسية اليوم فلا عجب في أن استراتيجيات التدريس التقليدية مثل الإملاء يتم إبعادها بشكل متزايد.

ما هو مفهوم الإملاء في التدريس التربوي؟

يشير الإملاء إلى شخص عادةً ما يكون المعلم يقرأ جزءًا صغيرًا من النص بصوت عالٍ حتى يتمكن المستمعون الطلاب من تدوين ما يقال، وبمجرد الانتهاء يقوم الطلاب بفحص النص الخاص بهم مقابل المقطع الأصلي وتصحيح أي أخطاء تم ارتكابها.

في حين أنّ هذه الاستراتيجية لها فوائدها إلا أن هناك بدائل لهذه الطريقة التقليدية في التسليم، ومن الممكن جعل الإملاء نشاطًا مدفوعًا بالمتعلم، مع تعزيز مجموعة متنوعة من المهارات في العملية.

كيف تتم عملية الإملاء في التدريس التربوي؟

  • يقوم المعلم بقراءة النص بالكامل مرة واحدة بسرعة منخفضة قليلاً ويكون دور الطلاب هو الاستماع لما يقرأه المعلم.
  • يقوم المعلم على قراءة النص مرة أخرى بشكل واضح، ومن ثم يبدأ الطلاب في كتابة ما يقوله المعلم، وينبغي على المعلم منح الطلاب فترة زمنية معقولة من أجل إنهاء عبارة واحدة قبل بدء أخرى.
  • يقوم المعلم بقراءة النص بشكل كامل مرة أخرى، مع التأكيد على منح الطلاب وقتًا من أجل قيام الطالب على مراجعة ما كتبه وللتحقق من التهجئة وعلامات الترقيم والقواعد وفيها من الأمور الهامة.
  • يقوم المعلم بعرض النص على السبورة حتى يتمكن الطلاب من التحقق من كتابتهم وتصحيحها.

يمكن أن يؤدي جعل الطلاب يقارنون نسختهم من النص بالأصل زيادة قدرتهم على ملاحظة جوانب اللغة التي يعانون منها، حيث تتضمن بعض المجالات التي قد يجدها الطلاب صعوبة في تطبيق قواعد التدقيق الإملائي الشائعة، واستخدام علامات الترقيم الصحيحة في الجملة وتحديد القواعد النحوية.

التوسع في استراتيجية الإملاء التقليدية في التدريس التربوي:

إدخال لغة جديدة:

استخدم الإملاء من أجل القيام على تقديم لغة جديدة للطلاب، بعد أن يتحقق الطلاب من كتاباتهم، ينبغي على المعلم السماح لهم بوضع دائرة حول أي كلمات غير متأكدين منها، وتشجيهم على استخدام قواميسهم من أجل اكتشاف معاني هذه الكلمات غير المألوفة.

تدوين الملاحظات:

يطلب المعلم من الطلاب القيام على تدوين الملاحظات أثناء الاستماع إلى نص تم إملاءه، والفكرة هي أنّه من خلال عملية تدوين الملاحظات سوف يتعلم الطلاب التعرف على أهم الكلمات والعبارات في المقطع، وينبغي على المعلم القيام على توسيع هذه المهمة عن طريق مطالبة الطلاب باستخدام ملاحظاتهم لإعادة كتابة النص بكلماتهم الخاصة.

يملي الطلاب:

ينبغي على المعلم السماح للطلاب بإملاء نص على بعضهم البعض في أزواج، حيث أن هذا يساعد في تطوير مهارات التحدث والنطق لدى الطلاب، كما يسمح للطلاب بلعب دور أكثر نشاطًا في المهمة.

الإملاء المكثف:

عند قراءة نص ينبغي على المعلم الطلب من الطلاب كتابة أمثلة لميزة لغة معينة ترغب في التركيز عليها، على سبيل المثال قد يتم توجيه الطلاب لكتابة أي أفعال يسمعونها في المقطع.

إملاء سريع:

ينبغي على يقوم المعلم التربوي القيام على تغيير أنواع النصوص التي يختارها كمهام إملاء.

بودكاست خيالي:

ينبغي على المعلم التربوي التظاهر بأن نص الإملاء يُقرأ عبر بودكاست، وأثناء قراءة المعلم للنص يقوم الطلاب بإصدار تعليمات مثل: إيقاف أو إرجاع، أو تشغيل، أو إيقاف مؤقت وغيرها من المصطلحات المعنية بذلك، تمامًا كما لو كانوا يستمعون إلى جهاز iPod.

Dictogloss:

هو نشاط إملاء الدراسي حيث يعمل الطلاب معًا لإعادة بناء نص قصير، ويتم بمجموعة من الخطوات الأساسية، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • يقوم المعلم بقراءة النص للطلاب، حيث يكون دور الطلاب هنا فقط يستمع الطلاب، ولا يكتبون أي شيء.
  • عند الانتهاء ينبغي على المعلم التربوي الطلب من الطلاب كتابة أكبر قدر من المقطع كما يتذكرونه.
  • يقوم المعلم التربوي بإعادة قراءة النص وعند الانتهاء ينبغي السماح للطلاب بتدوين أي معلومات إضافية قد نسوها في المرة الأخيرة.
  • يقوم المعلم التربوي بوضع الطلاب في أزواج، ومن ثم السماح لهم بمقارنة الملاحظات ومحاولة إعادة إنشاء المقطع بالكامل.
  • يقوم المعلم بإعادة قراءة النص للطلاب مرة أخرى، ويكون دور الطلاب مرة أخرى فقط الاستماع، وينبغي على المعلم التربوي منحهم بعض الوقت للإضافة إلى نسختهم النهائية.

تشغيل الإملاء:

يعمل الطلاب في أزواج من أجل إعادة إنشاء مقطع من النص، ويتم من خلال مجموعة من الخطوات وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • يقوم المعلم التربوي بالقيام على طباعة نسخة من النص ومن ثم عرضها في مقدمة الفصل الدراسي.
  • يعمل الطلاب في أزواج شخص واحد هو الكاتب والآخر هو العداء.
  • يجري العداء إلى مقدمة الفصل ويحاول حفظ الجملة الأولى، ثم يعودون إلى شريكهم ويبلغون عمّا قرأوه.
  • يستمر هذا حتى اكتمال النص، وإذا نسي الطالب سلسلة أفكاره فيمكنه العودة إلى النص.
  • في النهاية ينبغي على المعلم التربوي القيام على عرض المقطع على السبورة بشكل كبير بما يكفي من أجل أن يتمكن جميع الطلاب من قراءته، ومن ثم يقوم الطلاب بفحص عملهم.

أنواع الإملاء في التدريس التربوي:

إملاء العنصر الصوتي:

يتكون من المعلم الذي يقدم الأصوات الفردية للغة للطلاب من أجل نسخها، ويعد إملاء العنصر الصوتي مفيدًا لأنّه يزيد من قدرة الطلاب على التعرف على أصوات اللغة وتباينها ممّا يسهل إنتاجها بدقة، ويعد هذا الإملاء طريقة ممتازة لتعليم المبتدئين كيفية التوقف عن فرض النظام الصوتي لغتهم الأم على نظام الصوت في اللغة الإنجليزية.

إملاء النص الصوتي:

هو امتداد لإملاء العنصر الصوتي، وهو يتألف من المعلم الذي يقرأ مقطعًا يقوم الطلاب بنسخه صوتيًا، يعد إملاء العنصر الصوتي مفيدًا كطريقة لفهم كيفية تغير الأصوات في الكلام المتصل.

الاملاء الهجائي:

هو يملي الكلمات بمعزل عن النسخ  مشابهة لاختبار الإملاء التقليدي، إنّه مفيد في تعزيز العلاقة بين نظام التهجئة والنظام الصوتي للغة، الإملاء مع أوسع إمكانيات التعلم هو إملاء النص الهجائي، حيث يقوم الطلاب بنسخ مقطع موحد، هذا هو تمرين الإملاء الكلاسيكي الذي يعرفه جميع المعلمين الى جانب تعزيز الارتباطات الإملائية الصوتية، يكشف إملاء النص الهجائي عن نقاط ضعف في الفهم والقواعد اللغوية لدى المتعلمين والتي يمكن للمدرس تحليلها ومعالجتها في الدروس المستقبلية.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: