كيف يتعامل المعلم مع بطء التعلم في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي التحديات التي يواجهها المتعلمون البطيئون في التدريس التربوي؟

يقوم التعلم المنتظم بالتركيز على حصول الطالب مهارات جديدة في الفصل الدراسي، وذلك وفق مجموعة من المفاهيم التي تم تعلمها من قبل، وفي حال تعلم الطلاب بصورة أسرع يميل المتعلم البطيء إلى التخلف عن المسيرة والمظي قدما.

وهذا يخلق فجوة معرفية في المفاهيم والمهارات الأساسية ويقلل من القدرة على الفهم عبر مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية، لا يواجه الطالب البطيء التعلم تحديات تعليمية فحسب، بل يواجه أيضًا تحديات اجتماعية وشخصية.

نتيجة عدم قدرت هذا النوع من الطلاب على مجاراة وتيرة التعلم، قد يعتبرون أنفسهم أقل من مستوى بقية الطلاب في الفصل الدراسي، وسوف يؤثر ذلك على مستوى ثقة الطلاب بأنفسهم واحترامهم وتقديرهم لذاتهم.

ويواجهون مشاكل وعقبات في تكوين علاقات بالطلاب من نفس المرحلة العمرية، وفي غالبية الأحيان يقوم المعلم على استبعادهم من الأنشطة اللامنهجي وغيرها من الأنشطة الأخرى، وهذا سوف يؤدي هذا إلى كبر وتزايد المشكلة.

نصائح للمعلم لمساعدة المتعلم البطيء في التدريس التربوي:

هناك طرق عديدة لمساعدة المتعلم بطيء التعلم وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

المدح وتقديم المكافأة:

عامل التحفيز مهم جدا خلال العملية التعليمية وخاصة في المرحلة الابتدائية، حيث أنه يقوم على صنع العجائب للمتعلمين البطيئين، ويقدم لهم العون والمساعدة على مواصلة عمليات التعلم، ومن الضروري على المعلم التربوي الاعتراف بأي انجاز لهم مهما كان حجمه وإعطاء الجوائز والمكافآت.

وضع توقعات واقعية وأهدافًا أصغر:

بصفته المعلم والدًا ومعلمًا من الضروري فهم ما يمكن تحقيقه للطالب وتحديد الأهداف وفقًا لذلك.

كن داعمًا:

يجب تعليم المتعلمين البطيئين التعلم من إخفاقاتهم، يجب تشجيعهم على الاستكشاف والتعلم بالسرعة التي تناسبهم حتى ينجحوا، ويجب على الآباء والمعلمين أن يكونوا داعمين بصوت عال وأن يعلموهم من خلال المهام الشفوية التي تتوافق مع كفاءاتهم.

تشجيع التدريس من الأقران:

هذه واحدة من أكثر الاستراتيجيات فعالية للمتعلمين البطيئين، ويجب على الآباء والمعلمين تشجيع المتعلمين البطيئين على الدراسة في مجموعات كلما زاد تفاعل الطالب مع الآخرين في نفس عمره زاد شعوره بالثقة.

تشجيع الذكاء المتعدد:

في حال إظهار الطالب المتعلم بشكل بطيء عنايته بأي نشاط في المواد الدراسية فينبغي على المعلم العمل على مساندته ودعمه، وهذا يؤدي الى تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، ويبدؤون ببناء وقبول العلاقات والروابط الاجتماعي.

تشجيع التفاعل والتواصل الشفهي:

يجب تشجيع المتعلمين البطيئين على التعبير عن أفكارهم، ويجب على الآباء أن يسألوا أطفالهم عن يومهم في المدرسة وإجراء مناقشات حول البرامج التلفزيونية والرياضة والموسيقى.

يجب أن يركز المعلمين وأولياء الأمور على تعزيز قدرة الطالب على الفهم من خلال إعطاء توجيهات قصيرة يمكن تكرارها واتباعها من وقت لآخر للحفاظ على مستوى صحي من الثقة.

يحتاج المتعلمين البطيئين إلى دعم إضافي من الآباء والمعلمين، وإذا لم يتم توفير التوجيه المناسب، فغالبًا ما يشعرون بالإهمال ويبدؤون بالاستياء من المدرسة، يطورون موقفًا متشائمًا مما يؤثر في النهاية على أدائهم الأكاديمي.

لذلك من الضروري الحفاظ على موقف إيجابي وتقديم الدعم لإبطاء المتعلمين للقضاء على العديد من العوامل التي تعيق التعلم مثل الإلهاءات والأقران المزعجة، وتيرة الفصل السريع والجو التنافسي، وبالتالي يمكن أن يصبح التعليم العامل الرئيسي في مساعدة المتعلمين البطيئين على التطور إلى أفراد ذوي خبرة جيدة.

كيف يتعامل المعلم مع بطء التعلم في التدريس التربوي؟

يجد المعلمون دائمًا صعوبة في التعامل مع بطء التعلم، وفي غالبية الأحيان ما يحاول المعلمون تقديم المشورة لمثل هؤلاء الطلاب والحصول على نتائج من خلال التنفيذ السلبي مثل العقوبة، لكنّه ليس الحل الصحيح.

يجب على المعلمين منح الوقت للتفكير في مثل هؤلاء الطلاب للتوصل إلى حل أفضل، وهناك مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعد المعلمين على تحسين بطء التعلم وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

1. كلما زاد تفكير المعلم في الطالب حصل على الحل أكثر، ويجب على المعلم التربوي أن يحاول فهم منطقة المشكلة، وقد تكون المشاكل أصدقاء الطالب وعائلته أو حالته الشخصية، وسوف يعطي التحليل النفسي بالتأكيد سببًا لعدم تعلم الطالب ويساعد في إيجاد حل.

2. في غالبية الأحيان لا يتمكن الطالب الضعيف من استيعاب وفهم معطيات ومعلومات الدرس، وذلك بسبب عدم فهمه للدروس التي تم تعليمها من قبل في الفصول الدراسية السابقة، وعلى ذلك ينبغي على المعلم تعليم هذا الطالب بصورة فردية بناء على مستوى وقدرات فهمه.

3. يجب أن يكتشف المعلمون نقاط قوة الطلاب الضعفاء وأن يصفقوا له بكلمات مشجعة، وفي حال تم منح الطالب الثقة، فسوف يشعر بأهميته وقيمته، وبمجرد زيادة مستوى ثقة الطالب الضعيف سوف يتحسن.

4. يعاني بعض المتعلمين الضعفاء أيضًا من مشكلة أنهم ينسون ما تعلموه، هذا هو السبب في أن مثل هذا الطالب يفقد الثقة ويبدأ في تمييز نفسه عن الطلاب الجيدين، وواجب المعلم هنا هو إعطاء الطلاب نصائح حول كيفية التذكر وكيفية الكتابة بشكل منهجي.

5. يجب أن يكون نهج السؤال الذي يتبعه المعلم مهذبًا وليس وقحًا، من أجل القيام على إشراك المتعلم في العادة في الدراسة، ويمكن للمدرسين طرح الأسئلة عليه، وهذه مجرد ممارسة يمكن أن تمكن الطالب من التعلم على أساس منتظم.

6. يحتاج الطلاب الضعفاء إلى عناية خاصة حتى بعد ساعات الدوام المدرسي، لكن غالبًا ما يتردد المعلمون في منح وقت إضافي للطلاب بعد ساعات الدوام المدرسي، وإذا حاول المعلم إعطاء ساعة إضافية واحدة فقط لطالب ضعيف فسوف يتحسن بالتأكيد.

7. الطلاب من المستوى المتفوق والجيد في الفصل الدراسي لا يفضلون الجلوس مع الطلاب الضعفاء أو التعامل والاقتراب منهم، وهذا من الأسباب الأساسية التي تؤدي الى عدم تحسن الطلاب الضعفاء، حيث من الواجب على المعلم القيام على ترتيب جلوس الطلاب الضعفاء بصورة صحيحة لكي يسمح لهم بالجلوس والتعامل مع الطلاب الجيد والمتفوق.

8. يمكن للمدرسين أيضًا أن يطلبوا من الطلاب الجيدين والمتفوقين مساعدة زملائهم الضعفاء، ويجب أن يحاول المعلمون أيضًا معرفة ما إذا كانت هناك أي مشاكل جسدية أو عقلية مع الطلاب الضعفاء، على سبيل المثال إذا كان الطالب غير قادر على كتابة شيء ما من على السبورة، فقد يكون لديه عيب في عينه، قد يعاني بعض الطلاب أيضًا من مشاكل جسدية تجعلهم كسالى.

9. يجب أن يجد المعلمين المشكلات أولاً ثم يعاملون الطلاب بناء على ذلك، ومحاولة أن يكون المعلم صديقًا للطالب الضعيف، وعندما يتم بناء صداقة يبدأ الطالب في حب معلمه وبعد ذلك يطيع هذا الطالب كل ما يقوله معلمه، هنا يكمن سر نجاح الطالب في التفاهم والصداقة بين المعلم والطالب.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: