ما دلالة الانهزام في لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


ما دلالة الانهزام في لغة الجسد؟

إنّ مشاعر الحسرة والانهزام التي نشعر بها في كثير من الأحيان لا يمكننا أن نعبّر عنها صراحة، ليس خوفاً من أحد ولكن خشية أن يؤثر هذا الانكسار على مسيرة النجاح التي حصلنا إليها من خلال تجارب السنين، وخوفاً من خسارة ثقة الآخرين وفقدان الثقة بالنفس، فلغة الجسد التي تعبّر عن الهزيمة تخرج رغماً عن أنفنا، فهي خليط من الحزن والقلق والحسرة، ومحاولة التعويض والوقوف من جديد والبحث عن البدائل؟

كيف تعبر لغة الجسد عن مشاعر الهزيمة؟

إنّ المشاعر التي تظهر من خلال لغة الجسد لتعبّر عن الهزيمة تختلف بصورة جذرية عن تلك الخاصة بالحزن، فهي مشاعر تمتزج بملامح الانكسار وعدم القدرة على النهوض، وهي ممزوجة أيضاً بصمت من نوع آخر تخرج من ثناياه بعض الآهات الحزينة المختلطة بالدموع، فالهزيمة قد تظهر من خلال العين ودمعاتها وانكسارها والتصاقها بالأرض، وقد تظهر الهزيمة من خلال لغة جسد شاحبة تبدو على الوجنتين، وإيماءات وجه صامتة مصفرّة لا تقوى على التعبير عن شيء.

ما أبرز سمات لغة الجسد لدى الأشخاص المنهزمين؟

الأشخاص المنهزمون قليلاً ما يتحدّثون وخاصة في بداية الأمر، حيث أنّ لغة الجسد الخاصة بأيديهم وأرجلهم تشرح الأمر ببساطة، فهي لم تعد تتحرّك ولا تتماشى مع الكلام اللفظي المنطوق، ولم تعد المشاعر تتفاوت ما بي فرح وقلق وغضب، فالهزيمة شعور سلبي يطفو على كافة المشاعر الأخرى، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد الخاصة بالهزيمة الأكثر تعبيراً وإيلاماً، ولهذا الأشخاص المنهزمون عادة ما يلجؤون إلى أماكن أكثر خصوصية وأكثر وحدة كونهم لا يرغبون في أن يرى الآخرون مدى انكسارهم ووحدتهم.

كثيراً ما كنّا نرى تعابير لغة الجسد التي تظهر على القادة والزعماء وحتّى الشعوب التي تخسر حروبها، فهم يظهرون بأبشع صور يمكن وصفها حيث يبدون وكأنهم موتى لا يقوون على الكلام ولا حتّى على البوح بأبسط تفاصيل حياتهم، كما وأنّ الاضطرابات النفسية التي تظهر على الأشخاص المنهزمون عادة ما تصل بهم إلى مراحل قد تودي بحياتهم، فالانهزام خير ما يتمّ تمثيله من خلال لغة الجسد الدلالية، وإن كان تختلف تلك الدلائل باختلاف مقدار الهزيمة التي تعرضنا لها.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو ، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: