ما هي عوامل البيئة التعليمية الفعالة؟

اقرأ في هذا المقال


لماذا تعتبر بيئة التعلم الإيجابية مهمة للطلاب؟

البيئة التي لا يحس فيها الطلاب بالقبول أو الاحترام هي إلهاء لهم عن عملية التعلم، تعني بيئة التعلم الإيجابية أن الطالب يحس بالراحة، ولديه علاقة مع معلمه وأقرانه، ويعتقد أنه يمكن أن يكون ناجحًا تعلم إيجابي، ويصبح التعلم تجربة ممتعة وليس تجربة يقاتل فيها الطالب أو يهرب، أن بناء الإحساس بالانتماء للمجتمع في الفصل الدراسي أمر ضروري لتعزيز المواقف الصحية تجاه التعلم.

يمكننا تخيل بيئة سلبية يشعر فيها الطلاب بالقلق وعدم الاحترام من قبل معلمهم وأقرانهم، بحيث يمكن أن تصبح البيئة تنافسية للغاية، حيث أن محاولة استخدام تقنيات التعلم النشط حيث يكون التعلم والدعم التعاوني ضروريين، البيئة لن تعزز هذا النهج كذلك من غير المحتمل أن يكون الطلاب محفزين جوهريًا عندما يشعرون بتأثيرات بيئة التعلم السلبية، وأن السعادة تعني النجاح وليس العكس، ويجب على المعلمين القيام به من خلق شعور بالإيجابية لدى الطلاب لتشجيع نجاحهم.

ما هي عوامل بيئة التعلم الفعالة؟

لكي يتعلم الطلاب يجب أن يشعروا بالأمان والمشاركة والاتصال والدعم في الفصول الدراسية والمؤسسة التعليمية، هذه شروط التعلم، وهي عناصر مناخ المدرسة التي يختبرها الطلاب شخصيًا، حيث أنها تساهم في التحصيل التعليمي للطلاب ونجاحهم وترتبط بتحسين الدرجات ودرجات الاختبار، وحضور قوي العلاقات الإيجابية بين الطلاب والمعلمين التربويين وأقرانهم، والحد الأدنى من الانخراط في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، أن المناخ المدرسي الإيجابي الذي تعتبر ظروف التعلم جزءًا مهمًا منه يمكن أن يضيق فجوات التحصيل.

لكن العوامل الخارجية مثل الظروف والأحوال المحيطة بالطلاب والعوامل الداخلية مثل ممارسات التأديب الإقصائي، والتي يمكنها التأثير بصورة غير متناسبة على الطلاب، ويمكن أن تقوض جهود المعلمين وموظفي المدرسة لخلق ظروف التعلم اللازمة للطلاب لتزدهر، إن تعرض الطلاب للعنف على وجه الخصوص، يؤثر على أكثر من عائلة وأصدقاء المعنيين، ويموج عبر المجتمعات مما يؤثر في نهاية المطاف على الطلاب الأفراد.

مع وضع هذا السياق في الاعتبار من الأهمية بمكان استكشاف ما يمكن للمعلمين وأولياء الأمور والمجتمعات القيام به لدعم الطلاب، وخاصة الطلاب الذين يعانون من بعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، من أجل مساعدتهم على تحقيق النجاح التعليمي والشخصي، إن الحاجة إلى إنشاء ظروف إيجابية للتعلم واضحة، حيث أن هناك مجموعة من العوامل المتعددة التي تساعد المعلم على إنشاء بيئة تعليمية فعالة، وتتمثل هذه العوامل من خلال ما يلي:

1- ينبغي على المعلم تحقيق قواعد الأمن والسلامة في البيئة الصفية التعليمية: قبل أن يتمكن الطلاب من النجاح من الناحية الأكاديمية، يجب أن يشعروا بالأمان جسديًا وعقليًا، وعلى الرغم من المدارس تلجأ إلى استخدام مجموعة متعددة ومتنوعة من التدابير والتقييم بالقواعد من أجل ضمان السلامة البدنية والعقلية للطلاب، إلا أن بعض الجهود يكون لها أحيانًا آثار سلبية على الطلاب، لا سيما أولئك الذين يعانون تقليديًا من نقص الخدمات، بينما يظهر أن معدلات تعرض الطلاب لجرائم عنيفة في مدارسهم قد انخفضت، إلا أن قضايا مثل التحيز العنصري تسود وتؤثر على فعالية تدابير السلامة المدرسية.

حيث تمتد السلامة إلى ما هو أبعد من الرفاهية الجسدية للطلاب، من أجل الحصول على بيئة تعليمية آمنة، يجب أن يشعر الطلاب بالترحيب والدعم والاحترام، ومع ذلك فإن سياسات الانضباط المدرسي ومدونات السلوك لا تدعم دائمًا مناخ المدرسة الإيجابي، وعلى سبيل المثال تؤثر ممارسات التأديب الإقصائي مثل إخراج الطلاب من الفصل الدراسي والتعليق والطرد، سلبًا على الأداء التعليمي للطلاب واحتمالية تخرجهم من المدرسة، أكثر إثارة للقلق.

حيث يظهر أن المدارس التي تقوم على تأديب الطلاب المحرومين تقليديًا بمعدلات أعلى بكثير من أقرانهم،  وأن هؤلاء الطلاب يسيئون التصرف بشكل متكرر، حيث يتطلب بناء مناخ مدرسي مناسب وضمان استعداد الطلاب للتعلم قواعد سلوك في منطقة المدرسة تعزز العلاقات الإيجابية بين المعلمين والطلاب وتعمل على إبقاء المزيد من الطلاب في الفصل الدراسي.

2- ينبغي على المعلم التربوي تحقيق والتأكيد على مشاركة الطلاب بشكل فعال داخل البيئة الصفية التعليمية الفعالة: إن انتقال الطلاب من خلال نظام التعليم بين جميع مراحل التعليم أي من مرحلة تعليمية إلى أخرى، يؤدي إلى أن يصبح الطلاب بشكل متزايد أقل مشاركة، وبحلول الوقت الذي يصل فيه الطلاب مراحل تعليمية عليا، يصبحون أقل ارتباط بالعملية التعليمية، وأن هناك غالبية من الطلاب تعبر عن قلقها من عدم تلبية احتياجات التعلم الفردية للطلاب وأن الطلاب لا يتعلمون المعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في العالم الحقيقي.

إن التعلم المخصص هو أحد الأساليب التعليمية التي يمكن أن تعكس هذه الاتجاهات، وهذا النهج الذي يركز على الطالب في التعلم يصمم التعليمات وفقًا لنقاط القوة الفريدة لدى الطلاب واحتياجاتهم ويشركهم في محتوى أكاديمي صعب قائم على المعايير.

يساعد تخصيص التعلم الطلاب على تطوير المهارات بما في ذلك التفكير النقدي، واستخدام المعرفة والمعلومات لحل المشكلات المعقدة، والعمل بصورة تعاونية، والتواصل بصورة فعالة، وتعلم كيفية التعلم، وتطوير العقليات التعليمية، حيث أن هذه المهارات المعروفة باسم  كفاءات التعلم الاعمق، ليست فقط المهارات التي يحتاجها الطلاب للنجاح في المدرسة، ولكنها المهارات التي ستمكنهم من النجاح في الحياة المهنية.

3- ينبغي على المعلم التربوي تحقيق أواصل الترابط بينه وبين الطلاب: يجب أن يشعر الطلاب بالارتباط بالمدرسين والموظفين والطلاب الآخرين، ويمكن للمدارس رعاية هذه الروابط من خلال التركيز على التعلم الاجتماعي والانفعالي للطلاب، يساعد الطلاب على فهم وإدارة عواطفهم وتفاعلاتهم مع الآخرين وبناء المهارات اللازمة للتواصل وحل النزاعات. ومن اجل تحسين الكفاءة الاجتماعية للطلاب، والوعي الذاتي، والاتصال بالمدرسة، والتفاعلات الإيجابية مع الآخرين، والأداء التعليمي، ينبغي على المعلم اتباع مجموعة من الممارسات في الفصل الدراسي، والتي تخلق أيضًا مناخًا وبيئة مدرسية إيجابية تدعم التعلم الأعمق للطلاب.

يعد المعلمون جزءًا أساسيًا من تعزيز نوع بيئة التعلم في الفصل الدراسي التي تدعم نجاح الطلاب، ومع ذلك، فإن العديد من الطلاب وخاصة الطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض، لا يمكنهم الوصول إلى معلمين تربويين مؤهلين وفعالين، حيث يحتاج المعلمين والإداريون إلى فرص التطوير المهني والتدريب لتلبية الاحتياجات التعليمية والاجتماعية والعاطفية للطلاب لخلق مناخ مدرسي إيجابي.

4- ينبغي على المعلم القيام على دعم الطلاب: يجب أن يشعر الطلاب بالدعم من قبل كل أولئك المرتبطين بتجربة التعلم الخاصة بهم، وهذا يشمل المعلمين وزملاء الدراسة والمسؤولين والأسرة وأعضاء المجتمع، ويجب أن تشارك هذه الأطراف فهمًا لما يبدو عليه المناخ المدرسي الإيجابي في المدرسة والفصول الدراسية حتى يتمكنوا من العمل معًا لتحقيق هذا الهدف المشترك، ويمكن لإدارة المدارس إشراك أعضاء المجتمع والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور في أعمال تحسين المناخ في المدرسة من خلال المحادثات والاجتماعات والاستطلاعات وإنشاء شراكات بين المدرسة والمجتمع، يجب على ادارة المدارس ومعلميها جمع ودمج ملاحظات كل هذه المجموعات في أي عمل مدرسي لتحسين المناخ الدراسي.

خلق بيئة تعليمية إيجابية:

تتظافر جميع القوى من أجل القيام على إيجاد بيئة تعليمية للغرفة الصفية، حيث من الممكن أن تكون هذه البيئة بصورة إيجابية أو غير إيجابية، ويعتمد العديد من هذا على الخطط التي يملكها المعلم التربوي من أجل التعامل مع المواقف التي تؤثر على البيئة الصفية التعليمية.

  • سلوكيات المعلم: يحدد المعلمون نغمة إعداد الفصل الدراسي، وإذا كان المدرس يسعى جاهدًا أن يكون منصفًا مع الطلاب ومنصفًا في تطبيق القواعد، فسيكون قد وضع معيارًا عاليًا للفصل الدراسي، من بين العديد من العوامل التي تؤثر على بيئة الفصل الدراسي، فإن سلوك المعلم هو العامل الوحيد الذي يمكن التحكم فيه تمامًا.
  • سلوك الطالب: يؤثر الطلاب الذين يقوم بافتعال الإزعاج  بشكل كبير على البيئة الصفية التعليمية، ومن الضروري أن يمتلك المعلم التربوي خطة والقدرة على انضباط البيئة الصفية بشكل جدي، وممارستها بصورة يومية، والوقوف على العقبات والمشكلات قبل أن تبدأ هو حيث يعد ذلك بمثابة المفتاح والقاعدة الأساسية لضبط جميع مكونات البيئة الصفية، ومع ذلك يكون الأمر معقد عندما يمتلك المعلم التربوي طالب واحد يقوم بشكل دائم بافتعال المشاكل وتحريك غيره من الطلاب، ويجب وضع كل الموارد وجعلها تحت التصرف بما في ذلك الأشخاص التربويين والمرشدين، وغيرها من الأمور التي يحتاج إليها المعلم من أجل فض السيطرة على البيئة الصفية.
  • خصائص الطالب: يأخذ هذا العامل في الاعتبار الخصائص المهيمنة لمجموعة الطلاب الذين يقوم المعلم على تدريسهم، على سبيل المثال ستجد أن الطلاب مختلفين بناء على البيئة المحيطة بهم أو ابظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون بها، وعلى ذلك ستكون بيئة الفصل الدراسي مختلفة أيضًا.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: