ما هي متلازمة ستوكهولوم؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي متلازمة ستوكهولوم؟

تعتبر متلازمة ستوكهولم حالة نفسية، تظهر لدى الفرد عندما يتعاطف مع الشخص الذي يعتدي عليه، ويرتبط به بصورة إيجابية. تم ملاحظة هذه المتلازمة عند الرهائن الذين وقعوا في حب خاطفيهم.

ويمكن اعتبار هذه الحالة كنوع من التعلق الذي له علاقة بالصدمة، ولا يشترط بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يظهر بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بصورة متقطعة ومتناوبة.

وإحدى الفرضيات التي تفسر هذا السلوك، تفترض أن هذا الارتباط هو رد فعل الفرد للصدمة وتحوله لضحية، فالتضامن مع المعتدي هو إحدى أساليب الدفاع عن النفس.

وهي نوع من أنواع المتلازمات، الذي يحدث فيها ارتباط وتعاطف إيجابي من قبل الضحية نحو الخاطف، وتتضمن كذلك ضحايا سوء المعاملة الذين يطوّرون علاقة إيجابية مع المعتدين، وهذه العلاقة الإيجابية غير منطقية في ظل الخطر الذي يحيط بهم.

ولا يصاب كل الضحايا الذين تعرضوا للاعتداء أو الخطف بهذه المتلازمة، ولم يتم تحديد أسباب واضحة وراء المتلازمة، كما أن علماء النفس يعتبرون المتلازمة بأنها آلية للتأقلم ووسيلة تستخدمها الضحية كمحاولة لتقبل الصدمة في ذلك الموقف.

وتعتبر هذه المتلازمة حالة نادرة، حيث أن ٩٢% من ضحايا الخطف والرهائن لم تظهر عليهم علامات وأعراض هذه المتلازمة، حيث إن ٨% فقط تطورت عندهم هذه المتلازمة.

أسباب متلازمة ستوكهولم:

غير معروف بشكل واضح  سبب ظهور هذه الحالة، لكن يتصور خبراء الصحة العقلية أنها استراتيجية وقائية، وأسلوب يتعامل بها ضحايا الاعتداء العاطفي والبدني كشكل من أشكال البقاء، وآلية للتعايش يعتمد على مستوى الخوف، والتبعية، والصدمة في الموقف.

تظهر هذه الحالة عادةً في ظل الظروف التالية:

1- إحساس الضحايا بالتهديد لبقائهم على قيد الحياة على أيدي خاطفيهم.

2- يعتقد الضحايا بأن لطف بسيط يأتي من معذبيهم، مثل: الحصول على الطعام، أو عدم التعرض للأذى.

3- يتم إبعاد الضحايا عن وجهات نظر أخرى المضادة بخاطفيهم.

4- إحساس الضحايا أنهم لا يستطيعون الهروب من وضعهم.

5- تترتب أحد التفسيرات المتوقعة لكيفية تطور هذه المتلازمة في أن محتجزي الرهائن قد يهددون الضحايا بالقتل، مما يحفز الخوف لديهم، لكن عندما لا يؤذي الخاطفون الضحايا، فقد يشعر الرهائن بالامتنان للطفهم الصغير.

6- يظن الرهائن كذلك أنه من أجل الحفاظ على أنفسهم على قيد الحياة، ينبغي أن يتعايشوا مع ردة أفعال آسريهم، وأن يقوموا بتطوير صفات نفسية ترضي هؤلاء الأفراد كالتبعية والامتثال للأوامر.

أعراض متلازمة ستوكهولم:

يوجد عند كل متلازمة مظاهر وتصرفات تميزها، ونتيجة عدم الإجماع على مجموعة شاملة من المظاهر؛ وهذ يرجع لاختلاف رأي العلماء والأخصائين، فإن بعض الأعراض لا بد من توفرها ضمن هذه المتلازمة، وهذه المتلازمة غير موجودة في آخر إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، ولهذا لا يعد تشخيص رسمي، لكنه هو وصف لتفسير مجموعة من الاستجابات التي تصدر عن الضحايا، وفيما يأتي أهم أعراضه:

1- الأحاسيس الإيجابية نحو المعتدي الجاني.

2- الأحاسيس السلبية للضحية نحو الأسرة أو الأصدقاء أو من يحاول تحريرهم أو مساعدتهم.

3- تعزيز وتشجيع سلوك وتفكير المعتدي.

4- المشاعر الإيجابية للمعتدي نحو الضحية.

5- تصرفات مساندة للمعتدي من قبل الضحية وأحياناً مساعدة المعتدي.

6- العجز عن المشاركة في أي سلوك يساعد على تحرير الضحية أو فك ارتباطها.

علاج متلازمة ستوكهولم:

تظهر هذه الحالة بسبب مواجهة خوف حاد وقلق واكتئاب؛ لهذا فقد يكون العلاج المناسب للمصابين هو العلاج النفسي، وتلقي والدعم من الأسرة.

قد يعمل الطبيب النفسي على تدريب المصاب على تقنيات الصبر والتكيف، وتعزيز الثقة بالذات، لكن قد يأخذ العلاج وقت طويل.

طرق لمساعدة الأشخاص المصابين بمتلازمة ستوكهولم:

التثقيف النفسي للمصاب:

يشمل التثقيف النفسي إخبار الأشخاص المصابين حول ما يجري.

تجنب الاستقطاب:

عدم محاولة إقناع الضحية بالصفات السيئة للمسيء؛ قد يتسبب ذلك في استقطاب الضحية، والدفاع عن الجاني.

استعمال الطريقة السقراطية: 

عن طريق سؤال الشخص المصاب عدة أسئلة: مثل كيف ترى الموقف، وكيف تشعر.

الاستماع بدون نقد: 

عندما يفكر الشخص المصاب في كل ما حدث ويسرد تجربته مع الجاني، على من يقدم المساعدة الاستماع واستعمال التفكير للتحقق من الصحة.

عدم إعطاء النصيحة:

ضحايا الاعتداء بحاجة إلى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، على من يقدم المساعدة أن يتذكر أن الطريق إلى الشفاء من الإساءة، غالبًا ما يكون بتمكين الضحية من اتخاذ قراراته الخاصة، وإعادة ثقته بنفسه.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية وتتخلص منها، إمتياز نادر، 2014


شارك المقالة: