مشكلة الاستدلال الانفعالي في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


لكلّ فرد في هذا العالم طريقة حياة ونمط تفكير يجعله مميّزاً عن غيره وإن تشابه ببعض الصفات والسمات، وعادة ما تكون طريقة التفكير مبنيّة على مجموعة من الاستدلالات المنطقية منها وغير المنطقية، ولعلّ الاستدلالات المنطقية هي تلك التي نحتكم من خلالها إلى العقل، وربّما يكون استدلالنا للأشياء عاطفياً واعياً أو غير واعي على حسب نمط الشخصية التي تمثّلنا، ولكن الاستدلال الانفعالي هو أحد أنواع الاستدلالات التي تسبّب الكثير من المشاكل النفسية التي تستوجب الإرشاد النفسي.

هيئة المسترشد من خلال الاستدلال الانفعالي في الإرشاد النفسي

1. الشعور بالغباء وعدم التأني في اتخاذ القرارات

عادة ما يشعر المسترشد النفسي الذي يعاني من سرعة الاستدلال الانفعالي من عدم القدرة في تقدير الأمور من منظار صحيح، فهو عادة ما ينظر إلى الأشياء من منظار واحد مما يسبّب له الكثير من الصعوبات، ولعلّ الصعوبات تكمن في سبب الانفعال غير المبرّر في تعامله مع الأشياء من حوله، فهو عادة ما يشعر بالغباء بعد اتخاذه للقرارات ولا يشعر بأنه على الطريق  الصحيح.

2. الشعور بالانزعاج دون أدنى سبب

عادة ما يشعر المسترشد الذي يعاني من مشكلة الاستدلال الانفعالي من انزعاج دائم، فهو عادة ما يتنبأ بالأسوأ ولا يعرف كيف له أن يتلاشى المواقف العادية كون نظرته للأحداث نظرة سوداوية، كما وأنه يشعر من حوله بأنّ هناك خطباً ما سيحدث أو أنّ مؤامرة تحاك ضدّه في الخفاء على الرغم من عدم وجود أي شيء يمسّ في شخصيته أو مكانته المجتمعية.

3. الشعور الدائم بالإحباط والتنبؤ بأحداث وهمية

إنّ المسترشدين الذين يعانون من مشكلة الاستدلال الانفعالي عادة ما يشعرون بالإحباط وعدم القدرة على التعايش مع الأحداث بصورة طبيعية، ولا يستطيعون أن يتعايشوا مع أصدقاءهم بصورة حقيقية، فهم دائموا الشكّ ويحاولون التنبؤ بأحداث وهمية لا وجود أو أساس لها على أرض الواقع، فتجد الخوف والفزع دائماً في كلامهم وطرحهم وطريقة تفاعلهم مع الآخرين.

4. الشعور الدائم بالضيق والمرض

لا يستطيع الأشخاص الذين يستدلون على الأحداث استدلالاً انفعالياً أن يكونوا أشخاصاً طبيعيين، فهم عادة ما يشعرون بالضيق والمرض وعدم القدرة على مقاومة الأحداث السلبية التي حولهم، ويعتقدون بأنّ الآخرين يقومون على مراقبتهم وحسدهم على النجاحات التي يحقّقونها على الرغم من عدم وجود أي نجاح على المستوى الشخصي.

ما نتيجية مشكلة الاستدلال الانفعالي على المسترشد

1. بناء علاقات وقرارات بناء على اللحظة الشعورية

إنّ ما يمتاز به المسترشد الذي يستدّل على الأحداث بطريقة الاستدلال الانفعالي عادة ما يرون الأشياء بناء على اللحظة الشعورية التي يعيشونها، فهم أنا وقتيون لا يستطيعون أن يفكّروا بعيداً أو خار الصندوق، فنمط التفكير لديهم واحد ولا يمكن أن تتغيّر معتقداتهم بناء على واقعية الأحداث أو منطقيتها، كما وأنّ علاقاتهم مع الآخرين هي علاقات مبنيّة على الانفعالات الآنية التي لا يمكن أن تكون حقيقية، فهم لا يحتكمون إلى المنطق في قراءة الأفكار وترجمتها بصورة صحيحة.

2. عدم القدرة على تطوير العلاقات دون سبب وجيه

يعيش المسترشد الذي يعاني من مشكلة الإستدلال الانفعالي من مشكلة عدم القدرة على بناء علاقات جديدة مع الآخرين، كما وأنّ علاقته مع الآخرين لا يمكن أن تتطوّر فهي علاقة مبنيّة على الشك والحذر غير المبرّر، ولا يوجد سبب حقيقي للقيام بهذه التصرفات، فالمشاعر المغلوطة هي التي تتحكم في المشاعر وتعمل على تثبيت العلاقات عند مستوى معيّن.

3. الابتعاد عن التقييم الواقعي للأحداث

لا يقوم المسترشد الذي يعاني من مشكلة الاستدلال الانفعالي على تقييم الواقع المعيشي والاجتماعي والمهني الذي هو جزء منه تقييماً واقعياً، فهو عادة ما يعمل على تقييم الواقع بصورة مزاجية غير منطقية وتبتعد عن الواقع كثيراً، فكلّ ما يدور حوله من أحداث معروفة السبب والنتيجة لا يستطيع أن يقوم على تقييمها أو التعامل معها حسب الواقع الذي هي عليه.

ولكن بناء على الشعور الانفعالي اللحظي الذي يقيس الأمور بناء على المشاعر الخاصة والتي عادة لا تكون واضحة أو غير متوافقة مع منطق الأحداث، ولعلّ علم الإرشاد النفسي قد جعل من العملية الإرشادية طريقاً لمعالجة مثل هذه الحالات، والتعامل معها بطريقة سلسة تعمل على عدول المسترشد عن أفكاره الضالّة غير الحقيقية، وبالتالي التخلّص من المشكلة النفسية بصورة حقيقية صحيحة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: