مفهوم الاستحقاق النفسي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الاستحقاق النفسي في علم النفس:

يشير مفهوم الاستحقاق النفسي في علم النفس إلى الاعتقاد العام بأن الشخص يجب أن يقدم له التقدير والمقابل الأفضل والأكثر من غيره، يتم تعريف الاستحقاق النفسي على أنه اعتقاد عام لأنه ثابت مع مرور الوقت وعبر المواقف المختلفة، حيث يعتبر هذا المفهوم من المفاهيم المهمة والمطلوبة؛ من أجل النجاح من حيث المشاعر الداخلية للفرد، ومن ثم السير في الطريق السليم للنجاح في جميع الأهداف والطموحات الشخصية الخارجية.

سياق وأهمية الاستحقاق النفسي في علم النفس:

تلعب مفاهيم الاستحقاق النفسي في علم النفس دورًا مهمًا في كثير من الحياة الاجتماعية، فهو يعكس الفكرة الشائعة أنه عندما يساهم الأفراد في موقف ما، يجب عليهم الحصول على شيء في المقابل، أي تقدير جهودهم المبذولة، حيث أنه عندما لا يحصل الأفراد على ما يشعرون أنهم يستحقونه، فإنهم يعتبرون الموقف غير عادل أو غير منصف بالنسبة لهم ولجهودهم المبذولة، وقد ينزعجون أو يغضبون ويطلبون الإنصاف.

يشير الاستحقاق عادة إلى المكافأة التي يجب أن يحصل عليها الشخص نتيجة العديد من الأمور والواجبات التي التزم بها الفرد في مؤسسة ومجال حياتي معين، مثل الراتب الشهري مقابل الجهود والإنجازات والالتزامات المهنية في العمل الوظيفي، وما يتبعها من تأمينات للحوادث والأزمات المهنية؛ لأنه كموظف عنصر مهم في تقدم هذه المؤسسة.

يشمل الاستحقاق النفسي تجربة كل من الإنجازات والتقييمات والتقديرات التي تتم عبر الزمن وعبر المواقف، بهذا المعنى، يمكن اعتبار الاستحقاق النفسي متغيرًا فرديًا، أي أنه يعكس اختلافًا عامًا جدًا بين الأشخاص في المعتقدات والسلوكيات، فبعض الأفراد لديهم مستويات عالية بشكل مزمن من الاستحقاق النفسي، والبعض الآخر لديهم مستويات معتدلة من الاستحقاق النفسي، ولا يزال غيرهم لديهم مستويات منخفضة من الاستحقاق النفسي.

يعتقد الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي أنهم يستحقون أكثر من الآخرين في معظم المواقف، على سبيل المثال، ستعتقد طالبة ذات مستوى عالي من الاستحقاق النفسي أنها تستحق درجة ممتاز في الفصل الدراسي، حتى لو كان واضحًا للأستاذ والطلاب الآخرين أنها لا تستحق ذلك.

علاوة على ذلك، من المحتمل أن تشعر هذه الطالبة نفسها أنها تستحق درجات ممتاز في جميع فصولها الدراسية؛ لأن الاستحقاق النفسي هو سمة عامة ولا يقتصر على موقف واحد محدد، في المقابل فإن طالبًا آخر يعاني من ضعف الإحساس بالاستحقاق النفسي لا يعتقد أنه يستحق درجة ممتاز إذا لم يكسبها بوضوح.

يقاس مستوى الاستحقاق النفسي للفرد عادة بمقياس التقرير الذاتي، حيث يطلب هذا المقياس من الأفراد تقييم مدى اتفاقهم مع بعض العبارات، مثل القول أنا أستحق المزيد من الأشياء في حياتي، والأشخاص مثلي يستحقون استراحة إضافية بين الحين والآخر، وأشعر أنني مؤهل للحصول على المزيد من كل شيء، ومن المرجح أن يوافق الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي مع هذه العبارات وغيرها.

نتائج الاستحقاق النفسي في علم النفس:

هناك العديد من النتائج وخاصة السلبية ذات الطابع السيء في العديد من المجالات والاتجاهات، التي تعتبر أساس الصحة النفسية للأفراد، حيث يتمثل نتائج الاستحقاق النفسي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- نتائج الاستحقاق النفسي في العمل:

الاستحقاق النفسي له مجموعة واسعة من النتائج المهمة والتي غالبًا ما تكون سلبية على الأفكار والمشاعر والسلوك البشري في مكان العمل، على سبيل المثال غالبًا ما يعتقد الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي أنه يجب أن يحصلوا على أجر أكثر من غيرهم في وظائف مماثلة.

يمكن أن يؤدي هذا المفهوم من الاستحقاق النفسي إلى الصراع أو الانقسام في العمل ويترك الشخص الذي يحق له نفسياً غير راضي باستمرار.

2- نتائج الاستحقاق النفسي في العلاقات الاجتماعية:

وفي العلاقات الاجتماعية يرتبط الاستحقاق النفسي أيضًا بالعديد من النتائج السلبية، حيث أفاد الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي أنهم يستجيبون بشكل سلبي أكثر للنزاع في العلاقات الاجتماعية، ويكونون أقل تعاطفًا وأقل احترامًا وأقل استعدادًا لأخذ منظور شركائهم.

3- نتائج الاستحقاق النفسي على السلوك الإنساني:

يعتبر مفهوم الاستحقاق النفسي ذو نتائج متعلقة في السلوك الإنساني، حيث أن الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي هم أكثر عرضة للسلوك العدواني، حيث يعتقد هؤلاء الأفراد أنهم يستحقون معاملة خاصة بهم كأفراد يحق لهم هذا الطلب أو التمني له.

لذلك من المرجح بشكل خاص أن يكونوا هؤلاء الأشخاص ذوي سلوك عدواني تجاه أولئك الذين ينتقدونهم ويقدمون لهم التقييم السلبي بدون البناء والتشجيع لهم، باختصار غالبًا ما يشعر الأفراد الذين يتمتعون بمستويات عالية من الاستحقاق النفسي بأنهم مقصرين من قبل الآخرين تجاههم، حيث يرتبط هذا بمشاعر الاستياء أو الغضب والسلوك الإنساني الأناني والمتمحور حول الذات والشخص، وحتى العداء والسلوك العدائي.

4- النتائج الإيجابية لمفهوم الاستحقاق النفسي في علم النفس:

على الرغم من أن الاستحقاق النفسي يرتبط عادةً بنتائج سلبية، إلا أنه قد يفيد الأفراد أيضًا في بعض المواقف بشكل إيجابي، على سبيل المثال قد ينتهي الأمر بالموظفين الذين لديهم مستويات عالية من الاستحقاق النفسي في الواقع إلى جني المزيد من المال في العمل لمجرد أنهم يطلبون ذلك عن طريق المكافأة والتحفيز.

وبالمثل فإن الطلاب الذين يعتقدون أنهم يستحقون درجات وعلامات أعلى ويطلبونها قد يحصلون في بعض الحالات على درجات أعلى خاصة مع التكرار للطلب وكان المسؤول أي المدرس ذو تقبل للطلب، فبالطبع تعتبر هذه الفوائد مفيدة من الناحية النفسية ولكن قد تكون قصيرة العمر، حيث أن الأفراد الذين يطلبون باستمرار موارد أكثر أو معاملة أفضل مما يستحقون حقًا قد يكتسبون سمعة سيئة ويتجنبونهم المسؤولين عن هذا الحق في النهاية.

5- نتائج الاستحقاق النفسي على مستوى الفئات الاجتماعية:

قد يعمل الاستحقاق النفسي أيضًا على مستوى الفئات الاجتماعية، فعندما يكون هناك صراع بين المجموعات، قد يتم إلقاء اللوم على المستويات المفرطة من الاستحقاق النفسي لمجموعة واحدة، ففي العديد من البلدان والمجتمعات المختلفة، تمت الإشارة إلى العديد من المجموعات الاجتماعية على أنها مؤهلة.

ويشمل هذا التأهيل الرؤساء التنفيذيين والمشاهير والرياضيين المحترفين والشباب وكبار السن والفقراء والأغنياء، ففي كل حالة من هذه الحالات الاجتماعية، يشمل الاستحقاق النفسي على تسمية التحقيق أو المحقق المطبقة على مجموعة اجتماعية، وأن أعضاء تلك المجموعة يعتقدون أن المجتمع مدين لهم بمعاملة خاصة، وغالبًا ما يكون المعنى الضمني هو عدم استحقاق هذه المعاملة الخاصة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: