نظرية الأنماط الأولية

اقرأ في هذا المقال


ترتكز نظرية الأنماط الأولية على البناء المُعين من العالم السويسري كارل يونغ؛ ذلك من أجل عرض الصور النمطية الأولية، بمعنى آخر كلّ الصور التي ترتبط بالأوهام أو الأحلام أو اللاوعي، التي يتم اقترانها بشكل سوي بدوافع عالمية خاصّة تنتمي إلى الأديان والأساطير والخرافات هذه الأنماط عبارة عن صور قديمة مستقلّّة، التي بدورها تكون المشكّل الأساسي للاوعي الجماعي.

نظرية الأنماط الأولية:

هي أنماط السلوك البدائي، تتشكل في الجنس البشري؛ للتصرف في المواقف التي تكون متشابهة لمواقف الإنسان الأولى، مع ذلك يسلك الإنسان سلوك وتصرُّفات متشابه حيال الأم، كما أنَّ هناك صورة أولية للأُم كانت في الماضي ولا تزال حتى الآن، هذه الصورة تعتبر المحصلة لخبرات الأجيال. كلما تطابقت الأُم بشكل فعلي مع الأم الصورة، كان التَّوافق في حياة الطفل والبالغ من بعد أكبر، فإذا حدث أن كانت الأم شخص مسيطر أو نابذ، كانت حياة الطفل والبالغ مضطربة من بعد. 
هذه الأنماط تكون كثيرة في اللاشعور الجمعي، بكم كبير من خبرات الإنسان، التي تتكرر معه عبر الأجيال، يظهر منها أنماط الموت والسِّحر والبطل والطفل والمرأة والرجل والشيطان الغاوي والحكيم الشيخ والأرض الأم .

يعتير النمط نسق دينامي يعمل بشكل مستقل ومتفاعل مع الأنماط الأُخرى وأنظمة الجهاز النفسي المختلفة.

لعلَّ ما يقوم على لفت انتباه النظر من الأنماط التي يشير لها يونغ ويفرد لها الصَّفحات وتشغل من مذهبه مكانة عالية.

يُشكِّل الظل الغرائز الحيوانية أو الدّوافع الشهوية الموجودة بشخصية الفرد، أيضاً الأفكار التي قد تكون مُستهجنة فهو يعمل مثل عمل الهو عند فرويد، حيث يمثّل السلوك غير الجيد والخُلقي والذي يستحق التأنيب، هو بالأصل موروث من اللاشعور الجمعي عند الإنسان ومشكلته خلقية تتحدى شخصية الأنا كلها.
يعد الذَّات المركز الذي يجمع كل أنظمة النفس، هي غاية الإنسان من حياته وسعيه فيها، كأي من الأنماط الأولية التي تقوم بتحريك السلوك وتدفعه نحو الشمول ونحو الكلية.

الذَّات هي كمال الشخصية، هي أعلى مراتب الوجود النفسي، لا يبلغها الفرد إلَّا بعد أن تنمو كل نواحي نفسه بشكل متكامل تتكامل به الذَّات، عندئذ ينتقل مركز الشخصية من الأنا إلى الذات.

لا تظهر الذَّات كعنصر مسيطر على السلوك والحياة النفسية إلَِّا مع شخصيات كبيرة، مثل الأنبياء وأصحاب الدعوات الكبرى، كالمسيح وبوذا.


شارك المقالة: