نظرية السمات والعوامل

اقرأ في هذا المقال


إنّ أصل نظرية السمات والعوامل يعود إلى علم النفس وقياس الفروق الفردية بين الأفراد ثمَّ دراستها، ترتكز نظرية السمات والعوامل على علماء النفس ودأبهم، خاصة الأشخاص الذين اهتمو بدراسة السيكولوجية لشخصيّة الأفراد، أيضاً حصر سمات الشخصية وتحليل عواملها؛ ذلك من أجل تصنيف الناس والتعرَّف على السِّمات والعوامل التي لديهم، التي تقوم بتحديد السلوك لديهم والتي يتم قياسها والتنبؤ بالسلوك.

مفاهيم نظرية السمات والعوامل:

اعتمدت نظرية السِّمات والعوامل على القياس النفسي بشكل كبير، ظهرت نظرية السمات والعوامل مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ كان لها دور كبير في نمو الإرشاد النفسي، من أهم المظاهر لهذه النظرية تطور التحليل العاملي، ارتبطت نظرية السمات والعوامل ارتباطاً قوياً بالتحليل العاملي، جعلها التطبيق العملي للتحليل العاملي في ميدان الإرشاد النفسي.

  • السلوك: تنُصّ نظرية السِّمات والعوامل على أنَّ سلوك الفرد يمكن أن يتم تنظيمه بطريقة مباشرة، أيضاً يمكن قياس درجة السمات والعوامل لهذا السلوك بشكل محدد عن طريق الاختبارات والمقاييس المستخدمة؛ من أجل الوقوف على الفروق.
  • الشخصيّة: تعرّف الشخصية حسب نظرية السِّمات والعوامل، بأنَّها عبارة عن نظام يتكون هذا من عدد كبير من السِّمات أو عدد كبير من العوامل، تمثل مجموع أجزائها، أيّ أنّها انتظام دينامي للكثير من سمات الشخص.

السمات:

السمة: هي الصِّفة، سواء الصفات العقلية أو الجسمية أو الاجتماعية أو الفطرية أو المكتسبة، يتميز بها الفرد، تعبِّر عن استعداد ثابت نسبياً حسب نوع معين من السلوك. 
ترى نظرية السِّمات والعوامل أنَّ الشخص يمكن أن يصل للفهم في ضوء السِّمات الموجودة في شخصيته، التي تكون تعبير عن سلوكه، بحيث يمكن أن ينصفة بالذكاء أو الغباء أو أنَّه شخص عصبي أو شخص ذهاني.
يكون امتداد السّمات على طول متصل أو بُعد ما، يرى أنَّ معظم الناس يقعون في مكان ما حول منتصف هذا البعد، في نهاية المتصل من الجانبين يوجد عدد قليل من الأشخاص لديهم هذه السّمة في أقصى صورها تطرفاً.
حاول العلماء القيام بحصر سمات الشخصية، فقد وصل عددها بالآلاف، فاضطروا أن يلجأوا إلى التحليل العاملي، توصَّلوا بسببه إلى السمات العامَّة .

أنواع السمات:

  • سمات مشتركة: يتَّصف بها الأشخاص ككل أو على الأقل جميع الأشخاص الذين يمتلكون نفس الخبرات الاجتماعية المعيّنة.
  • سمات فريدة: هي السمات التي لا تكون موجودة إلّا لفرد معين، لا تكون بنفس الصورة لدى الآخرين.
  • سمات سطحية: هي السِّمات المرئية، أي السِّمات الواضحة والظَّاهرة.
  • سمات مصدرية: هي السِّمات الداخلية المخفيَّة، التي تعتبر الأساس للسِّمات السطحية.
  • سمات مكتسبة: تظهر هذه السِّمات نتيجة فعل العوامل البيئية، تكون سمات متعلَّمة.
  • سمات وراثية: هي السمات التكوُّنية، تظهر بسبب العوامل الوراثيّة، لا تحتاج إلى أي تعليم.
  • سمات دينامية: هي السِّمات التي تحضِّر الفرد وتجعله يندفع نحو الأهداف.
  • سمات القدرة: ترتبط هذه السمات بمدى قدرة الفرد على تحقيق الأهداف.

العوامل:

العامل: هو مفهوم إحصائي رياضي، يعرض المكوِّنات المحتملة للظواهر، يعرّف تفسيره النفسي بالقدرة.
التحليل العاملي: يعرّف بأنَّه أسلوب إحصائي من أجل الوصول إلى أقل عدد ممكن من العوامل المشتركة اللازمة؛ من أجل تفسير الارتباطات التي تؤثِّر في عدد الظواهر المتعددة. إنَّ هدف التحليل العاملي هو تحديد العوامل الرئيسية للسلوك عن طريق حصر القدرات الأوليَّة في النشاط العقلي والعلاقة القائمة بين تلك القدرات.
تمَّ عرض الأفكار الرئيسية للتحليل العاملي، على يد سبيرمان مؤسِّس نظرية العاملين سواء العام أوالخاص، أيضاً ثرستون رائد نظرية العوامل المتعدِّدة، بيرت الذي قام بتحديد عوامل عالمية أو عامَّة وعوامل خاصَّة وعوامل الصُّدفة أو الخطأ.
هناك إسهامات للعديد من العلماء يصعب على المجال حصرها، منهم أولبورت، ستيفينوس، جليفورد، هؤلاء يرون أنَّ السلوك البشري يمكن التسلسل إلى أسراره عن طريق التحصيل العاملي. كان إسهام أيزينك من أبرز من الإسهامات في نظرية السمات والعوامل، بحيث قدَّم وصف منظم لشخصية الأفراد، إذ تكون العادات أساس يقوم عليه سمات الشخصية.

تطبيقات نظرية السمات والعوامل في الإرشاد:

يعتبر الإسهام الأكبر لنظرية السمات والعوامل كبير في عملية التوجيه والإرشاد النفسي، من أهم ما تراه النظرية، أنَّ الأفراد مختلفون في السمات والعوامل، إذ يمكن فصل أو تقييم السمات والعوامل، أيضاً تحديد عوامل مفيدة في عملية الإرشاد النفسي.
أشهر من طبقوا نظرية السِّمات والعوامل في الإرشاد النفسي هو ويليامسون مؤسِّس طريقة الإرشاد الموجَّه. يرتكز الإرشاد النفسي على تحليل معلومات خاصة بالمسترشد من ثمَّ القيام بتركيبها، حيث تلاحظ سماته المميزة، يمكن تشخيص المشكلة عن طريق الاختبارات والمقاييس الموضوعية، التنبؤ بالتطورات المتوقع حدوثها في المستقبل.


شارك المقالة: