اتفاقية كامب ديفيد

اقرأ في هذا المقال


هي اتفاقيّة سَلام بين اسرائيل وَمصر، لقد تمَّ صياغَتها في عام 1978م، في المقرّ الرئَاسي كامب ديفيد الأَمريكيّ، وقد تمَّ توقيعها بشكلٍ رسميّ في 26 من آذار عام 1979 في واشِنطن، مِن قبل الرئيس المَصريّ أنور السّادات، أيضاً رئِيس الوزراء الإِسرائيليّ مناحم بيجن، والرئيس الأَمريكيّ جيمي كارتر كشاهدٍ على الاتفاقيّة، بموجبِ الاتفاقيّة وافَقت إسرائيل عَلى إعادةِ سيناء إلى مصر، حيث تمَّ تَنفيذ الأَمر عام 1982، أيضاً وافقت الدولتّان على التَّفاوض بشأنِ الحُكم الذاتي الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة وقطاعِ غزة، حيثُ تمَّت التَّحركات الفعليّة بهذا الشأنِ في التسعينات فقط.

الأطراف التي شاركت في الاتفاقيّة:

لقد زار كارتر رُؤساء الدُّول الذين سيضطر إلى الاعتمادِ عليهم لِجعل أي اتّفاقٍ قائم على السّلام ممكناً. بحلول نهايةِ سنته الأُولى في مَنصبه، لقد التقى بِالفعل مع محمد أنور السّادات من مصر، أيضاً الملك الحسين من الأردن، حافظ الأسد من سوريا، إسحاق رابين من اسرائيل. فعلى الرّغم من أَنَّه أيّد مُبادرة السادات للسّلام، حيث رَفض المَلك حُسين المشاركةِ في مُحادثات السّلام. حيث عَرض بيغن على الأُردن القليلِ لِيكسبه، كما أنَّه خشي الملك الحسين من عَزل الأردن عن العالمِ العربيّ، والعمل على استفزازِ سوريا ومنظمة التّحرير الفلسطينيّة إذا شارك في محادثاتِ السّلام كذلك. كما أنَّه رَفض حَافظ الأسد الذي لم يَكن لديه أيّ اهتمامٍ خاص بِالتّفاوض مع اسرائيل، القُدوم إلى الولاياتِ المتَّحدة حيث وافَق فقط على الاجتماعِ مع كارتر في مدينة جنيف.

أقسام الاتفاقيّة:

لقد تَضمنت الاتفاقيّة ثلاثَة أقسام وهي كالآتي:

  • الجُزء الأَول: لقد هدفَ هذا الجُزء إلى الحُكم الذاتيّ الفلسطينيّ في قطاعِ غَزة والضفّة الغَربية، كان بِمُشاركة الأردن في بعض تفاصيل المفاوضات، وتمّ الاتفاق على أنَّه بعد أن يتم انتخاب حكومةً رسميَة فلسطينية ممثلة من الشعب، كان يجب على الجيش الإسرائيليّ أن ينسحب في غضون خمس سنوات، وأن يضمن الأمن الداخليّ والخارجي والنظام العام، سعياً لتحقيق الحُكم الذاتي، أيضاً الأمن الشرعيّ في الضفة الغربية، وقطاع غزة من أجلِ الحصول على حكمٍ فسلطينيّ ذاتي.
  • الجزء الثاني: هو عبارة عن تلخيص للاتفاقية بين اسرائيل ومصر والعلاقَات الدبلوماسيّة بينهم، التي بموجبها وافقت اسرائيل على إعادةِ شبه جزيرة سيناء إلى مصر بشكلٍ تدريجيّ خِلال ثلاث سنوات، أيضاً بالمقابل لقد سمحت مصر بوصول اسرائيل إلى المَمرَّات المائيّة القريبة مثل قناة السويس.
  • الجزء الثالث: تضمن أنَّ كلّ المبادئ يجب تَطبيقها لجميعِ دول الشَّرق الأوسط في المَنطقة.

نتائج اتفاقيّة كامب ديفيد:

نتج عن الاتفاقيّة أنَّه لقد نال كلّ من السادات وبيجن جائِزة نوبل للسلام عام 1978، فعلى الرّغم من ذلك لم ينل السادات الاستحسان على موقفهِ من قِبل جميع العرب، حيث أنَّهم وصفوا المُعاهدة بأنَّها عبارة عن “سلام منفصل”، ممّا أدَّى على إثرها طرد مصر من جامعة الدُّول العربية لعدَّةِ سنوات، فعلى الرَّغم أنَّ اتفاقيّة كامب ديفيد تعد واحدة من أَعظم الإنجازات الأمريكيّة، التي سعت للسّلام في الشّرق الأوسط، إلّا أنَّها هُمَّشت ولم تهتم بحقوق الدّولة الفلسطينيّة، ذلك عن طريقِ السَّماح باستخدام قَضيتها كَورقة مُساومة بين مصر واسرئيل، الذي أدَّى إلى أن تُصبح الضفَّة الغَربية مقاطعة اسرائيليّة فعليّة، من دونِ تحقيق السَّلام في الشَّرق الأَوسط.

المصدر: اتفاقيات كامب دافيد، احمد وافيمفهوم الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر، خالد الشيخ عبداللهالسادات: 35 عاما على كامب ديفيد، فاتن عوض


شارك المقالة: