العلمانية

اقرأ في هذا المقال



مفهوم العلمانية:

العلمانية أو اللَّائكية أو الدُّنيوية: هي المبدأ القائم على فصلِ الحُكومة وَمؤسَّساتها والسّلطة السِّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة وَالشخصيات الدينية، فقد تعني عدم قِيام الحكومة أو الدّولة بإجبار أيّ أحد على اعتناق وتبنّي معتقد أو دين أو تقليد مُعينٍ لأسبابٍ ذاتيّة غير موضوعيّة، وَتكفل الحقّ في عَدم اعتناق دينٍ معيّن، وعدم تبنّي دينٍ معيّن كدين رسميٍ للدّولة، ويشير إلى الرّأي القائِل بِأنّ الأنشطةَ البشريّة والقرارات وخصوصًا السّياسيّة منها يجب أن تكون غير خاضعة لِأيِّ تأثير الى المُؤسّسات الدّينيّة.

تَعود جذور العِلمانيّة إِلى الفلسفة اليونانيّة القديمة، لِفلاسفة يونانيّين أمثال إبيقور، وخَرجت بمفهومِها الحديث خلال عصر التّنوير الأورُبّيّ، على يد عدد من مفكّري عصر التنوير من أمثال جون لوك وَجيمس ماديسون، ولا تُعتَبر العِلمانيّة شيئًا جامدًا، بل هِي قابلة للتّحديث والتّكييف حسب ظروف الدِّوَل الّتي تتبنّاها، وَتختلف حدّة تطبيقها ودعمها مِن قبل الأَحزاب أو الجمعيّات الدّاعِمة لها بين مُختلف مناطِق العالم، ولا تُعتبر العِلمانيّة ضدّ الدّين، بَل تقف على الحيادِ منهُ، ففي الولايات المتحدة وُجِد أنّ العلمانيّة خدمت الدّين مِن تدخّل الدّولة والحكومة، وَقد يعتبرها البعض جزءًا من التيار الإلحادي كالسعودية.

أنواع العلمانية:

العلمانية أصبحت مُصطلحاً واسع الانتشار أدَّى ذلك إلى بنائها وَتوظيفها بِطُرق مختلفة وَمتباينة اعتماداً على أفكار وَتوجُّهات مختلفة تابعة لِلعديد من الأشخاص، وَتم تقسيمها إلى 3 أنواع:

  • العِلمانية السِياسة: تَدعو العِلمانيةُ السياسية لفصل الدين عن الحياة المدنيَّة وعن العَمل الحكومي في الدولة بِأي وسيلة ممكنة، وَيقول العِلمانيون السياسيون إنَّ العلمانية غير مرتبطة بالإلحاد بل هي وضع الدين في مكان منفصل عن إدارة الدَّولَة.
  • العِلمانية الاجتماعية الثقافية: يدعو هذا النوع مِن العلمانية الذي يُعَدُّ ظاهرة اجتماعية وَتاريخية وَديموغرافية إلى تهميش الدين في الحياة اليومية لِلأشخاص وَعدم الاهتمام بِأمور غيبيَّة كالآخرة وَالجنة وَالنار، بحيث تَقِل مُشاركتهم في الأنشطة الدينية وَبالتالي ضُعف الدين لديهم وربَّما فقدانه.
  • العِلمانية الفلسفية: تُعادي العِلمانية الفلسفية الدين وَترفضه، حيث تقوم بِنقده وتحدي سُلُطاتِه وَالإساءة للمتدينين بِاعتباره ظاهرة غير صَحيحة ويجب تجاهله.

خصائص العلمانية:

  • الفصل بين الدَّولة وَالدين.
  • حِماية كُل من المُتدينين وغير المتدينين وَالعمل على المساواة بينهم.
  • الحرية الدينية لِلأشخاص سواءً كان اختيارهم الالتزام بالدين أو التَّحرر منهُ.
  • الاعتماد عَلى الديمقراطية وَالإنصاف بين المواطنين بغض النَظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو اللون.
  • حرية التعبير عن الرأي.
  • المساواة في استخدام المرافق وَالخدمات العامة: كالمستشفيات وَالمدارس.

مبادئ العلمانية:

العِلمانيّة بصِفتها من الأفكار السياسيّة والاجتماعيّة فإنها تتكوّن من مجموعة مبادئ منها:

  • السعي إلى الاتّفاق مع جميع العلوم.
  • تحقيق الانفصال بين شؤون الأديان وَالدول وَ الاهتمام بها.
  • قطع العَلاقات بين الدين وَالمجتمعات.
  • تطبيق كافَّة المكونات وَالأَفكار المعتمدة على صناعة الإِنسان لها.

انتشار العلمانية:

انتشرت السّياسة العلمانيّة في العَديد مِن دول العالم عبر التاريخ، فَظهرت أوّل أفكارها في فرنسا في عام 1879، وَأصبح غالبيّة أَعضاء البَرلمان الفرنسيّ مِن العلمانيين، وتمّ الاعتماد على التشريعات المدنيّة بدلاً من التشريعات الكِنسيّة للحدِّ من تدخّل الكَنيسة في شؤون وَأمور الدولة، وَمن ثمّ ظَهرت العِلمانيّة في إسبانيا في ظلِّ الحُكم الجُمهوريّ في الفَترة الزمنيّة بين 1868- 1876، وَفي مُنتصف القرن التاسِع عشر للميلاد أصبحت المكسيك أوّل دولة في قارة أمريكا تُعلن عن تَطبيقها لِعلمانيّة الدولة، وَأيضاً انتشرت السياسة العلمانيّة في تركيا مع حُكم أتاتورك لها، وَلم تقتصر العِلمانيّة عَلى الدول الغربيّة فقط، بل أيضاً وَصلت أفكارها إِلى العالم العَربيّ.

المصدر: العلمانية و ثمارها الخبيثة، محمد شاكر الشريفالغلمانية هي الحل، فاروق القاضيهذه هي العلمانية، مصطفى باحو


شارك المقالة: