الديمقراطية

اقرأ في هذا المقال


تُعتبرالديمقراطيّة كَلِمة يونانيّة الأَصل أي بمعنى حكومَة الشعب أَو سُلطة الشعب، فالشعب بِالمفهوم الديمقراطيّ يَحكم نَفسه بِنفسه، هو مَصدر السُلطات في الدولة، فالشعب هو الذي يَختار الحُكومة وَ شكل الحُكم وَ النظم السائِدة في الدولة السياسيّة منها، الإاقتصادية والإاجتماعية بِمعنى أَنَّ الشعب هُو أَساس الحكم، ويعتبر أَساس السُلطات في الدولة، هو مصدر القَانون الذي تَخضع لهُ الدولَة.

مفهوم الديمقراطيّة:

يَقوم مفهوم الديمقراطيّة أَساساً على مبدأ أساسيّ، هو مبدأ سِيادة الأُمة بمعنى أَنّ الشعب وَ الأُمة يشكل في مَجموعهِ كياناً معنوياً مستقلاً عن الأَفراد، حيث يُمارس السُلطات بِنفسهِ أَو عن طريقِ مُمَثليه، فَيحدّد مَن يحوز السلطة وَ من لهُ الحق في مُمَارستِها وَلا مسؤول عليهِ في ذلك؛ لأنّهُ يمثِّل صاحب السيادة وَ تعتبر التي هي أَساس المبدأ الديمقراطيّ، وَ تمثِّل السلطة العليا في الدولَة لا نَظير لها وَلا معقِّب عليها وَ يكون لها مظهران:
مظهر خارجي: يَتناول سِيادة الدولة في تَنظيمِ علاقتِها بِالدول الأُخرى دون أيِّ تَوجيهٍ أَو تأثير من أَحد.
مظهر داخلي: يَتضمن تَنظيم الدولة لِلأمور الداخليّة فيها عن طرق أَوامر وَ قرارات مُلزمة لِلأفراد في الدولة، فَالسيادة بهذا الشكل سُلطة أَمرعُليا.

مميزات الديمقراطيّة:

تَتميز بِأَنَّها واحِـدة، لا تقبـل التجزِئَة أَو التَصرُّف فيها، فلا تُوجد في الدولة إِلّا سُلطة عليا آمِرة واحِدة، لَها إِدارة واحِدة، وَ لا يَجوز التَّصرف فيها جزئياً أَو كلياً، بمعنى أَنَّ الأُمة صاحِبة السيادة لَيس لها أَن تَتصرَّف بها، فيمكن أَن تَتنازل عنها كلياً أو جزئياً، وَ عليهِ فمن حَقها دوماً باعتبارها أنّها هي صاحِبة السيادة، تمكنها من القِيام بِأي تَعديل أَو تغيير شكلِ الِنظام السياسيّ وَ الإاجتماعيّ وَ الإاقتصاديَ داخِل الدولة، حيثُ لا تَسقط هذهِ السيادة وَلا تَكتسب بِالتقادُم؛ أي أنَّ عَدم استعمال الأُمة لِمبدأ السِّيادة لا يُؤدِّي إِلى سُقوطِها وَ إِذا ما غُصبَت لا يُعدّ الغَصب مشروعاً بِمرور الزَمان.

الديمقراطيّة المباشرة:

هِي شَكل مِن أَشكال الديمقراطيّة، يتم فِيها التّصويت على القَراراتِ مباشرةً على عكسِ الديمقراطيَة التمثيليّة، تَعمل على إِصدارِ الأَوامر التنفيذيّة، تشريع القَوانين، انتخابِ وإِقالة المسؤولين، إِجراء المُحاكمات أَن تخضع لِلديمقراطيّة المباشِرة، وَ ذلِك حَسب النِّظام الذي يُطبِّقها، حيث تَسمح الديمقراطيّة المباشِرة بِثلاثة أَشكالٍ مِن العمل السياسيّ:

  • الاستفتاء: حيث تُمكِّن الاستفتاءات المُواطنين مِن رَفض أَيِّ قانونٍ أو تشريعٍ غَير مرغوب به، وَتسمح المُبادرات باقتراح مَشاريع و قوانين تُقدمها جَماهير العامَّة.
  • الاستدعاء: وَتُوفِّر الاستدعاءات إمكانيّة إقالة أيِّ مَسؤول رسميّ حكوميّ قَبل انتهاء وِلايته، حيث يُعتبر المَسؤولون عملاءً تنفيذيين أَو مفوضين مُباشرين مُلتزمين بِإرادةِ الشَّعب.
  • المُبادرة: وَ تسمح المُبادرات باقتراح مَشاريع و قوانين تُقدِّمها جَماهير العامّة .

الديمقراطيّة النيابيّة:

يطلق عليها الديمقراطيّة غير المُباشرة، حيث تُعدّ مِن أَكثر أَشكال الديمقراطيّة شيوعاً فِي العَالم، بِموجبها يَتم انتخابِ النُوّاب مِن قِبل الشّعب بِالاقتراع العَام السريّ، لِمُمارسة الحُكم نِيابة عنه خِلال مُدّة معيّنة، وِفقاً لِأحكامِ الدستور وَ مِن أَشكالِها النظام البرلمانيَ، حيث فيهِ يَتم انتخاب أَعضاء البَرلمان النوّاب مُباشرة، مِن قِبل الشّعب لِلقيام بِوَظيفة التشريع وَ الرقابة، يكون هو بِدورِه يَختار شخصاً يترأس الفِرع التنفيذيّ، يسمَّى رَئيس الوُزراء وَ تَكون السلطة التنفيذيّة مَسؤولة أَمام الَبرلمان، ما يُميِّز هذا النوع أنّ رَئيس الدولة يَكون مَنصِبه فخرياً، ولا يتمتّع بِصلاحياتٍ كبيرة وَ تكون السُلطة الفعليّة بِيد رَئيس الوزراء، هو الذي يَختار الوزراء الذين يبقون في مناصِبهم ما داموا يَلقون التأييد مِن غالبيّة أَعضاءِ البرلمان ، في بعضِ الحالات يتم حَجب الثقة عن الحُكومة، تكون في هذه الحالة يَجب عليها تقديم استقالتها وَ يتم تكليف شَخص آخر لِلقيام بِمهام رَئيس الوزراء، وتشكيل المَجلس الوزاريّ، حيث يتم تَشكيل السُّلطة التنفيذيّة مِن الحِزب الذي حَصَل على أَعلى الأَصوات أَو من خِلال تَحالف الأَحزاب مَع بَعضِها، مثال على ذلك ما يحدث في بِريطانيا.

الديمقراطيّة الرئاسيّة:

الديمقراطيّة شبه المباشرة، حيث العلاقة تَبقى قائِمة بين جُمهور الناخِبين وَ بين الشَّخص الذي انتَخبوه، حيث يَستطيع الناخِبون إِزالة النائِب وإِجراء انتخاب آخر لِلنيابة عَنهم، هذا النوع يُطبِّق في سويسرا وَ بعضِ الولايات الأميركيّة وَ توجد وَسيلة أخرى في الديمقراطِيّة غير المباشرة هو الانتخاب ، يعتبر هو الوَسيلة العُظمى في انتخابِ الأَفراد، يعتبر مِن وَسائل تَولِّي السلطة وَ القبضِ عَليها من خلال الوسائل الأَربع وهي:

1-الوراثـة 2-الاختيـار الذاتـي 3 -الاسـتيـلاء 4 -الانتخاب، حيث يُعتبر الانتخاب مِن أهمِّ الوسائِل على تولي السلُطة في الوَقت الحاضر، حيث ارتَبط الانتخاب ارتِباطاً عضوياً بِالديمقراطيّة، ظَهر الانتخاب عِندما ظهَرت الديمقراطيّة، لِأنَّ الشعب يَختار شخصاً لِكي يُمارس السُلطة نِيابة عَن المُجتمع.

الديمقراطيّة الشعبيّة:

يُطلق هذا المفهوم عَلى نِظام الحُكم في الدول الخاضِعة لِلنفوذ الشيوعيّ، كَالنِظام القائِم في الاتحاد السوفيتيّ سابقاً وَ دُول المُعسكر الاشتراكي السابِقة، تعتبر الديمقراطِيات الغربيّة هذا النِظام غير ديمقراطيّ، لِأنَّ أَساليبه لا تَتفق مع المقاييس الأَساسية التي تقرُّها الديمقراطيات، فالتعبير عن إرادة الشعب يجري على أساس نِظام معقَّد مَفروض مِن داخِل أعلى قِيادة حزبيّة أو جهة حكوميّة واحِدة، بحيث تقيِّد حُرية الاختيار لدى المُواطن وَحرية تأييدِه أو رفضِه لِحزب دون اخر.

المصدر: كتاب الديمقراطية، تشارلز تلليكتاب ما هي الديمقراطية، اّلان تورينالديمقراطية والإعلام والاتصال، حسين علي إبراهيم الفلاحي


شارك المقالة: