أبو جعفر الخازن

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن أبو جعفر الخازن:

هو محمد بن الحسين الخازن الصاغاني الخراساني، يُكنّى بأبو جعفر، عُرف في زمانه باسم” أبو جعفر الخازن”، يُعدّ واحداً من أهم وأعظم علماء الرياضيات والفلك في العالم العربي والإسلامي، قدّم العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب قيمتها الثقافية والفكرية التي جعلت منه واحداً من أهم وأشهر العلماء.

كان أبو جعفر الخراسان من مواليد مدينة خراسان في إيران التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ درساته الأولية التي كانت قد بدأها في سنٍ مُبكرة كانت في المكان الذي ولد فيه، لم يتم ذكر الكثير عن حياته، حتى أنّه لم يُذكر في أي من الرويات تاريخاً لميلاده، إلّا أنّه كان قد قيل أنّه كان من أبناء القرن الرابع للهجري، هذا وقد نشأ أبوجعفر الخازن في جوٍ أسري علمي مُهيئ بشكلٍ كامل للدراسة والأبحاث، حيث كانت أسرته تحرص دوماً على ضرورة اعتماد الفرد على نفسه؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية.

توفي والد أبو جعفر الخراسان وهو في سن السابعة عشر من عمره؛ الأمر الذي جعله يعتمد على نفسه في جميع أمور حياته، كما أنّه كان قد مارس عدداً من الأعمال التي ساعدته على تحسين وضعه المادي، إضافةً إلى أنّه كان مواظباً على دراساته وأبحاثه حتى تمكّن من الحصول على عددٍ من الشهادات في مُختلف العلوم والمعارف.

عُرف عن أبو جعفر الخازن أنّه كان كثير السفر والتنقل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم البلاد والدول العربية والأوروبية؛ وذلك رغبةً منه في الوصول إلى أعلى درجات العلم، كما أنّه كان يطمح إلى الحصول على شهرة تفوق الحدود والتوقعات، ونتيجةً لعمله المُستمر غير المنقطع تمكّن من جمع ثروةٍ كبيرة ساعدته على السفر والإنتقال دون أن يعترضه أي عائق.

اشتهر أبو جعفر الخازن بذكائه وفطنته وحدته، كما أنّه كان يُعرف بصلابته وقوته وحبه للعلم والعمل وفعل الخير، هذا وقد كان أبو جعفر واحداً من العلماء الذين استمروا في دراساتهم وأبحاثهم على الرغم من الظروف الزمانية والمكانية التي تعرض إليها، حيث أنه وبعد وفاة والده لم يكن له معيل بعد الله سوى نفسه.

إسهامات وإنجازات أبو جعفر الخازن:

استطاع أبو جعفر الخازن أن يُحقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً في شهرته، إلى جانب أنّه كان قد تولّى العديد من المناصب والمهام التي جعلت منه شخصيةً موثوق بها قادرة على تحمل المسؤولية،
هذا وقد اشتهر بعلومه ومعرفته وشهاداته التي تجعل منه انساناً ذو قيمةً ومكانةً مرموقه في مجتمعه، حيث يُقال أنّ شهرته بلغت الحدود الأوروبية بشكلٍ كبير، ومن أشهر تلك الإنجازات:

  • تمكّن أبو جعفر الخازن من اختراع مجموعة من الأدوات الفلكية كالإسطرلاب، حيث حقق هذا الابتكار شهرةً كبيرة جعلت من الخازن واحداً من أهم وأعظم الفلكيين المسلمين الذين ظهروا في ذلك الزمان.
  • نجح أبو جعفر الخازن في تحديد وقياس درجة انحراف وميل مسار الشمس وذلك عن طريق استخدامه أدواتٍ فلكية محددة.
  • تمكّن أبو جعفر الخازن بمساعدة مجموعة من الأشخاص من قياس خط العرض وذلك عن طريق استخدامهم لحلقة مُعينة يصل قطرها إلى حوالي أربعة متر، إضافةً إلى أنّه تمكّن من قياس ميل الكسوف وذلك في حوالي عام” 970″ للهجرة.
  • تمكّن أبو جعفر الخازن من ابتكار نموذجاً خاصاً يعتمد على الشمس في مبدأ عمله دون الحاجة إلى اللامركزية وفك التدوير، إلى جانب ذلك فقد كان ذلك النموذج متحد المركز تحتوي فيه الشمس على حركةٍ دائرية بناءاً على أنّ الأرض هي مركز الدائرة.
  • يُعتبر أبو جعفر الخازن أول من تمكّن من الوصول إلى حل للمعادلات التكعيبية، حيث بيّن أنّه ومن المُمكن حل هذه المعادلات عن طريق استخدام القطوع المخروطية.
  • تمكّن أبو جعفر الخازن من ابتكار نظرية خاصة تتعلق في شكل الكون وتركيبه، كما أنّه قدّم شرحاً تفصيلياً يتعلق بحركة الكواكب من ناحية تقدّمها وتباعدها.

نبذة عن أبو جعفر الخازن:

تولى أبو جعفر الخازن العديد من المهام والمناصب التي تمكّن من تحقيق نجاحاتٍ باهرة فيها؛ الأمر الذي جعله يحظى بمكانةٍ علمية قديرة، إلى جانب حصوله على عدد من الجوائز والتكريمات؛ تقديراً له على الجهود التي بذلها في سبيل النجاح في كل ما وُكّل إليه، ومن أهم ما قام به الخازن هو أنّه كان يعمل لدى ابن العميد الذي كان في تلك الأوقات وزيراً للدولة البويهية.

إلى جانب ذلك ونتيجةً لكثرة سفر ورحلات الخازت تمكّن من أن يلتقي مع العديد من العلماء والشيوخ والأدباء الذين بزغوا في زمانه، حيث أخذ عنهم مُعظم علومهم ومعرفتهم، إلى جانب أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم، كما أنّه حظي بمكانةٍ وقيمةٍ عظيمة في نفوس العديد ممن عاصروه؛ الأمر الذي جعل أغلبهم يذكرونه في كتبهم ومؤلفاتهم.

أشهر مؤلفات أبو جعفر الخازن:

  • كتاب” السماء والأرض “.
  • كتاب” زيج الصفائح “.
  • كتاب” الأبعاد والأجرام “.

المصدر: أبو جعفر الخازنمن هو أبو جعفر الخازنكتاب سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي


شارك المقالة: