أنماط تخريط التراكيب الجيولوجية

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بأنماط تخريط التراكيب الجيولوجية؟

بداية يجب الإشارة إلى أن النسخة الأصلية من الخريطة المرسومة في الحقل والصور الجوية الفضائية بما عليها من ملاحظات وتراكيب مرسومة بأقلام الشمع من واقع المكاشف الصخرية، ونوتة الحقل بما تحتوي عليه من علاقات حقلية وقراءات ممثلة للعناصر التركيبية المختلفة، إن كل هذه الأمور مجتمعة هي عبارة عن وثيقة مسجلة مدون فيها كل كبيرة وصغيرة من المشاهدات الحقلية.
ولهذا ينبغي المحافظة على هذه الأشياء الثمينة التي لا يجب التفريط فيها أو التهاون إزاءةً لأي سبب من الأسباب، وقيمة هذه الأشياء هو الرحلة الحقلية بكل تكلفتها، بالإضافة إلى الوقت والمجهود الذهني والبدني المبذول في الحقل، وفيما يلي أمور مهمة يجب الالتزام بها بهدف الحفاظ على الأمور الجيولوجية المهمة:

  • يجب كتابة الاسم والعنوان بوضوح على جميع هذه الأشياء، حتى يتسنى لمن يجدها عند فقدها أن يرسلها لصاحبها.
  • يجب أن تكون القراءات والبيانات المدونة واضحة ومقروءة ولا يحتمل التعامل معها أكثر من معنى واحد.
  • يجب أن تشمل حاشية الخريطة على وجه الخصوص المفتاح ومقياس الرسم والرموز المستخدمة للوحدات الصخرية والتراكيب الجيولوجية والظواهر الفزيوجرافية، ويجب وضع جميع العناصر داخل الخريطة، على أن تكون في مكانها الصحيح بما في ذلك أسماء الجبال والأودية وآبار المياه وغيرها.
  • يجب ألا يغادر الجيولوجي الحقل إلا بعد استكمال كافة البيانات والمشاهدات والقراءات، ويمكن فقط استكمال بعض الأشياء البسيطة في الخريطة في المعمل مثل القطاع العرضي فضلاً عن تفسير الظواهر المسجلة في الحقل أو وضعها في إطار نموذج عام بين آليتها وكيفية تكوينها.
    أما فيما يتعلق بأنماط التخريط فيتحكم فيها مجموعة من العوامل منها: مقياس رسم الخريطة ونوع التراكيب الجيولوجية الموجودة بالمنطقة (بسيطة كانت أم معقدة) ونوع الامتدادات الظاهرية للمكاشف الصخرية (أي معرفة هل هي كبيرة أم صغيرة).
    وفي حالةٍ ما، إذا كانت الخريطة الطبوغرافية المستخدمة كخريطة أساس واضحة ومفصلة ومقياس رسمها كبير (مثلاً 1 : 50.000)، يمكن اسقاط جميع الظواهر الجيولوجية عليها في الحقل ومن غير الحاجة إلى صور جوية أو صور فضائية.
    وعلى العكس عندما تكون الخريطة الطبوغرافية غير واضحة ومقياس رسمها صغير (مثلاً 1 : 250.000) يتحتم في مثل هذه الحالة استخدام الصور الجوية أو الصور الفضائية لضمان اسقاط المكاشف الصخرية في موقعها الصحيح، ولضمان وضع الحدود الفاصلة بين الوحدات الصخرية في أماكنها الصحيحة ولضمان اسقاط التراكيب الجيولوجية باتجاهاتها الصحيحة.

ما هي أنماط التخريط للتراكيب الجيولوجية؟

  • المسارات الجيولوجية: وتستخدم هذه المسارات في حالة التخريط الإقليمي والذي يكون فيه مقياس الرسم يقع فيما بين 1 : 250.000 إلى 1 : 50.000، وتعتبر المسارات الجيولوجية من الطرق السريعة نسبياً والتي يمكن من خلالها معرفة التتابعات الاستراتجرافية بالمنطقة.
    بالإضافة إلى معرفة وإيجاد العلاقات بين التراكيب الجيولوجية المختلفة، ويجب أن تكون اتجاهات المسارات الجيولوجية عمودية على مضارب (امتدادات) الطبقات.
  • التخريط الحدودي: يستخدم التخريط الحدودي في التخريط الأكثر تفصيلاً عندما يكون مقياس الرسم فيما بين 1 : 50.000 إلى 1 : 15.000، ويستلزم التخريط في مل هذه الحالة تتبع الحدود الفاصلة بين الوحدات الصخرية والوحدات الفاصلة بين التراكيب الجيولوجية حتى يتسنى للجيولوجي وضع أنموذج تركيبي ثلاثي الأبعاد.
  • التخريط المكشفي: هو مضرب من ضروب التخريط التفصيلي يتم من خلاله إسقاط كل مكشف صخري في موقعه الصحيح بحجمه الصحيح، ومقياس الرسم في هذا النوع يتراوح فيما بين 1 : 15.000 إلى 1 : 1000.
    وهذه الطريقة تعتبر أساسية في الدراسات التركيبية التفصيلية للمناطق شديدة التشوه، وبخاصة في تحديد النطاقات المتجانسة تركيبياً وفي تحديد العلاقات بين أنماط الطي المتداخلة.
  • تخريط الخط الرئيسي: هو نمط من أنماط التخريط الدقيق يتم من خلال مقياس طولي متدرج (أو بواسطة البوصلة أو الخطوة) بمقياس رسم يتراوح فيما بين 1:10.000 إلى 1:500، ويستخدم لإيجاد العلاقات الصخرية والتركيبية في المكشف الصخري الواحد أو في مجموعة من المكاشف الصخرية المتقاربة من بعضها البعض.
  • التخريط الشبكي: يطلق على هذا النط أيضاً اسم التخريط باللوحة المستوية أو البلانشيطة، ويتم من خلال تخريط بعض المكاشف الصخرية بالتفصيل الدقيق بمقياس رسم يقع فيما بين 1:1000 و1:1.
    وهذه الأنواع من أنماط التخريط هي عبارة عن أنواع قد وضعها العالم بارنيس خلال عام 1981 ميلادي، حيث قام بوضعها بعدما تم تطبيقها على التراكيب الجيولوجية أثناء العمل الميداني الجيولوجي، ووجد الجيولوجيين أن تصنيف هذه الأنماط قد يساعد بشكل كبير في وضع الخرائط الجيولوجية واسقاط التراكيب والظواهر الحيولوحية عليها بسهولة ومع ضمان توفير الوقت والجهد خلال العمل.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: