ابن القف الكركي

اقرأ في هذا المقال


من هو الكركي؟

هو أبو الفرج أمين الدولة موفق الدين بن يعقوب بن اسحق بن القف الكركي، والذي كان يُعرف بابن القف الكركي، واحداً من أشهر علماء التاريخ الذي كان له دور واضح وكبير في تطور وازدهار الدولة العربية والإسلامية.

كان ابن القف الكركي من مواليد مدينة الكرك الواقعة في الأردن، حيث ولد في الثاني والعشرين من آب لعام”1233″ للميلاد وذلك في زمن الملك الأيوني الناصر صلاح الدين داود، كان طبيباً وفيلسوفاً وعالماً، نشأ وتطوّر وأخذ علومه وأتم تعليمه في الكرك.

كان الكركي ابناً لعائلة مُتوسطة الحال، ويقال أنّه كان يعيش في الكرك بالتحديد في وادي يُسمّى بوادي بن حماد، كما أنّ منزله كان واقعاً على جبل القف قريباً من مجموعة من المغارات الأثرية.

اشتهر والد الكركي بكرمه وسمعته الطيبة، كما أنّه كان حسن السيرة والمجلس وصاحباً لأهم الأطباء المشهورين الذين ظهروا في ذلك الزمان، وهو الطبيب المعروف ابن أبي أصيبعة، والذي قال فيه:” كان موفق الدين صديقاً لي مستمراً في تأكيد مودته، حافظاً لها طول أيامه ومدته”.

اشتهر ابن القف الكركي بعلمه الواسع ونباهته وذكائه، كما أنّه كان سريع الحفظ والفهم؛ الأمر الذي جعله ينجح في فهم وشرح كل مصادر الطب التي ظهرت في ذلك الزمان والتي كان قد أخذها عن أساتذته ومعلميه، هذا وقد تأثّر الكركي بالعديد من العلماء الذين سبقوه كالرازيوابن سينا والمجوسي حيث ظهر هذا التأثر واضحاً في مؤلفاته وكتبه.

اشتهر ابن القف الكركي بكثرة تنقّله وترحاله؛ وذلك طلباً للعلم والمعرفة، كما أنّه وفي أغلب الأحيان كان يُسافر مُلبياً لطلب والده الذي كان ينتقل بهدف اتمام أعماله وأشغاله، حيث انتقل مع والده إلى دمشق أكثر من مرة؛ الأمر الذي جعله يستقر هناك ويُكمل مسيرته التعليمية.

اشتهر ابن القف الكركي بشكلٍ خاص في مجال الطب، حيث استمر في دراساته وأبحاثه إلى أن أصبح طبيباً معروفاً وهو في عمر التاسعة والعشرين، حيث تم تعيينه لأول مرة طبيباً في الجيش وتم تكريمه وترقيته في الرتبة، إلا أن أصبح بعد ذلك مُدرساً لطلاب الطب في ذلك الوقت.

إنجازات الكركي في الطب:

حقق الكركي عدداً من الإنجازات والاكتشافات التي جعلته يشتهر بشكلٍ سريع، كما أنّه استطاع أن يُميّز الآلام عن بعضها البعض، إلى جانب أنّه استمر في البحث والدراسات إلى أن توصّل إلى وصف التخدير وبيان أسبابه ودوره في تخفيف الآلام.

كان الكركي أول من اقترح استخدام وحدات القياس لإتمام الأمور والفحوصات الطبية والصيدلانية، كما أنّه كان أول شخصية في تاريخ الطب تتوصل إلى وجود الشعيرات الدموية، حيث افترض أن الأوعية الدموية البشرية ما هي إلا نظام وعائي مغلق موجود داخل الجسم.

استطاع ابن القف الكركي من تقديم شرح كامل وتفصيلي عن كل ما يتعلّق بالقلب ووظائفه، حيث بيّن وظيفة كل من صمامات القلب وعددها، كان الهدف من دراسات واستنتاجات الكركي هي النهوض والتطور بالدولة الأردنية والعربية.

أشهر مؤلفات الكركي:

  • كتاب جامع العرض في حفظ الصحة والمرض: قام الكركي بتأليف هذا الكتاب في حوالي عام”1274″ للميلاد، حيث حقق شهرةً عالمية واسعة، ذكر الكركي في هذا الكتاب العديد من المواضيع، كما أنّه اختص في الحديث عن كل ما يتعلق بعلم الأجنة وذلك من خلال أنّه قام بوضع نظريته التي تتعلق حول كيفية نشأة الجنين والمراحل التي تمر بها المرأة الحامل.
  • كتاب الكليات من كتاب القانون لابن سينا: تمكّن الكركي من الانتهاء من تأليف هذا الكتاب في عام”1278″للميلاد، احتوى هذا الكتاب على ست مُجلدات رئيسية لكل مجلد موضوع وعنوان مُختلف، إلى جانب ذلك فقد تتواجد نسخة من هذا الكتاب في مكتبة الأسد الموجودة في مدينة دمشق.
  • كتاب عمدة الإصلاح في عمل صناعة الجراح: تم تأليف هذا الكتاب في عام”1281″ للميلاد، يُمكن تسميته أيضاً بكتاب”العمدة في صناعة الجراحة”.
  • كتاب الأصول في شرح الفصول: وجدت نسخ من هذا الكتاب في كل من القاهرةوإسطنبولوباريس، ويُقال أنّه طُبع لأول مرة في الإسكندرية في حوالي عام”1902″ للميلاد.
  • كتاب العمدة: يُعدّ هذا الكتاب من أهم الإسهامات التي قام بها الكركي، حيث كان أول مرجع يتحدّث عن الجراحة والجرّاحين، تم نشره لأول مرة في الهند، كما أنّه كان مرجعاً رئيسياً للعديد من الأطباء الهنديين.

وفاة الكركي:

توفي ابن القف الكركي في عام”1286″ للميلاد، وذلك على عمرٍ يُناهز الاثنين والخمسون عاماً، بعد أن قضى مُعظم حياته في البحث والعلم، تاركاً وراءه كميّة من العلم الوفير قادرة على أن تُخفف آلام عصره والعصر الذي بعده.

بقيّت دراسات وأبحاث الكركي قائمة حتى يومنا هذا، حيث أنّ جزءاً كبيراً من إسهاماته وأبحاثه الطبية والجراحية ما زالت تُدرّس في الجامعات والمدارس.

المصدر: ابن القف الكركيibn alqaf alkarakeأمين الدولة الكركي


شارك المقالة: