الإصطخري

اقرأ في هذا المقال


من هو الإصطخري؟

هو إبراهيم محمد الكرخي، يُكنّى بأبو القاسم، يُلقب بالإصطخري؛ وذلك نسبةً إلى مدينة إصطخر التي كان قد نشأ فيها، كان عالماً فلكياً وجغرافياً ومؤرخاً عربياً مسلماً، قدم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته واشتهاره، توفي سنة” 957″ للميلاد.

ولد أبو القاسم الإصطخري في حوالي عام” 850″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة إصطخر الواقعة في ذلك الزمان في جنوب إيران والتي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات والكتب، إلّا أنّه ذُكر أنّه كان من أبناء القرن الرابع للهجري والذي يوافق العاشر للميلاد، هذا فقد كان الإصطخري ابناً لواحدة من الأسر العريقة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في البحث والدراسة، إلى جانب ذلك فإنّه يعود في أصله إلى الفارسية.

إضافةً إلى ذلك فقد كان لأبو القاسم الإصطخري العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.

يُعدّ الإصطخري واحداً من أهم وأبرز العلماء الذين برعوا في علوم الفلك والجغرافيا والهندسة، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في تلك المجالات؛ الأمر الذي جعل منه واحداً من أبرز العلماء الذين حققوا شهرةً عالمية وتاريخية في وقتٍ وجيز.

كان أبو القاسم الإصطخري من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة إيران بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام كان قد توصّل إليه، حيث زار في بداية حياته جميع البلاد العربية ومن ثم اتجه إلى الهند حتى قرر بعد ذلك الإنتقال إلى سواحل المحيط الأطلسي.

تولّى أبو القاسم الإصطخري العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، حيث خدّم العديد من الخلفاء والحكّام الذين عاصروه، كما أنّه عمل أستاذاً للعديد من الطلبة.

التقى أبو القاسم الإصطخري بعددٍ كبير من العلماء والباحثين والمؤرخين، كما أنّه كان قد تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته عن أهمهم، إضافةً إلى أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة.

حظي أبو القاسم الإصطخري بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، حيث تم ذكره في كتاب” كشف الظنون” الذي كتبه حاجي خليفة والذي بيّن فيه أهم الصفات والخصائص التي يتجلى فيها الإصطخري.

أشهر مؤلفات الإصطخري:

تمكّن الإصطخري كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي كانت قد وصلت إلينا، كما أنّها كانت من أهم الأسباب التي ساعدت في نمو وتقدّم الإصطخري، ومن هذه الكتب:

  • كتاب” صور الأقاليم “: ذكر أبو القاسم الإصطخري أنّه كان قد اقتبس إسم هذه الكتاب من إحدى الكتب التي كتبها أبو زيد البلخي؛ والذي كان له التأثير الكبير والواضح في نفس الإصطخري وعلومه.
  • كتاب” مسالك الممالك “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها الإصطخري إضافةً لكونه من أقدم تلك الكتب، كما أنّه كان بمثابة موسوعةٍ علمية مُهمة يلجأ إليها العديد من المؤرخين والعلماء والطلبة.
    ذكر أبو القاسم الإصطخري في كتابه مسالك الممالك كل ما يتعلق بأقاليم الأرض وممالكها، كما أنّه ذكر فيه البلاد الإسلامية بأكملها، حيث وضّح فيه أهم الأقاليم المعمورة والموجودة على سطح الأرض بما فيها البحار والأنهار والبقاع والمدن وغيرها الكثير.

المصدر: كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة" 1650"كتاب مسالك الممالك للإصطخري تاريخ النشر2004كتاب الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية لشكيب أرسلان" 1355"


شارك المقالة: