مفهوم الرمال المتحركة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرمال المتحركة

الرمال المتحركة: يُمكن تسميّتها بالوعث، وهي عبارة عن خليط من الرمال مع عنصر آخر، حيث يُمكن أن تختلط الرِّمال مع الهواء، أو مع الماء، ومن الممكن ان يكون الخيلط بين الطين والماء أو الطين والهواء، يظهِر هذا الخليط وكأنَّه صلباً من الخارج، ولكن إذا تمَّ تعرُّضه إلى ضغط إضافيّ فإنّه سيصبح غير مُستقر ممّا يؤدِّي إلى انهياره بشكل مفاجئ وسريع.

تتراكم حبيبات الرِّمال حتى تُكوّن كُتلة صماء، حيث يكون هذا التراكم غير مُحكم الحبيبات، ممّا يؤدي إلى وجود فراغات كبيرة موجودة بين حبيبات الرمال؛ وذلك لأنّ هناك أعداد كبيرة من حبيبات الرِّمال تكون طويلة ومُنبعجة كما أنّها غير مُستديرة، الأمر الذي جعل هذه الحبيبات تتأثَّر بأيِّ وزن زائد أو أيَّة اهتزازات تتعرَّض لها ممّا يجعلها غير مُستقرة.

يُمكن أن تتحرَّك الرمال أو تنهار عند تعرُّضها لقوى خارجيّة غريبة كالتحميل عليّها أو مرور شاحنات ومركبات ثقيلة، إضافةً إلى حدوث اهتزازات أو ارتفاع في منسوب المياه الجوفيّة، ونتيجة تعرُّضها إلى مثل هذه المؤثرات فإنّ قوى الاحتكاك الموجودة بين الحبيبات ستنهار بالكامل.

كما تُعدّ الرمال المُتحركة رمالاً فريدة من نوعها، حيث تُعتبر من السوائل غير النيوتونيّة؛ يعني أنّها لاتندرج تحت خصائص قوانين نيوتن للزوجة، ممّا يجعل درجة لزوجتها تتغيَّر تبعاً لطبيعة القوى التي تؤثِّر عليها، حيث يؤدِّي هذا التغيُّر في اللزوجة إلى غرق الشخص أو الحيوان الموجود في تلك البقعة.

تُعتبر الرمال المُتحركة حدث طبيعي وخطير، كما أنّ بقاء الإنسان أو الحيوان عالقاً لفترات طويلة في هذه الرمال يؤدي إلى التعرُّض للعديد من الإصابات كالجفاف والإصابة بضربات شمس، أو انخفاض درجة حرارة الجسم، هذا ومن الممكن هجوم الحيوانات المُفترسة، أو حدوث ارتفاع لمياه المدّ.

أماكن تكون الرمال المتحركة

تحدث الرِّمال المُتحرِّكة في كل مكان في العالم، ولكن من المُرجَّح أنّها ستتكوّن في المناطق ذات الينابيع الطبيعيّة خاصَّةً تلك الينابيع القريبة من ضفاف الأنهار، أو عند المدِّ المُنخفض من الشاطئ، ومن الممكن أن تتواجد في مناطق مراوح الطمي، أو المرواح الفيضيّة؛ حيث تُعتبر هذه المراوح رواسب على شكل مروحي تنشأ نتيجة انسياب المجاري المائيّة في أوديّة ضيِّقة شديدة الانحدار.

هذا ومن الممكن أن تتواجد الرِّمال المُتحركة في البيئات الصحراويّة خاصةً المناطق الجافة، وفي حال تشكَّلت في هذه المناطق فإنّها ستتواجد عند قاعدة الكثبان الرمليّة، حيث لا تكون الرِّمال المُتحركة في الصحراء سميكة أو عميقة كالرِّمال الموجودة بالقرب من مصادر المياه.

تظهر الرمال المُتحرِّكة أيضاً عند أوديّة الأنهار المُتدفقة من أعالي الجبال والتي تكون على شكل أجسام مخروطيّة مُتكوّنة من الرمال والحصى، كما أنّها قد تنشأ بعد انتهاء الفيضانات حول حافتيّ الأنهار، ففي هذه الحالة تتفكَّك الحبيبات نتيجة ارتفاع المياه لأعلى.

الفرق بين الرمال العادية والرمال المتحركة

  • تتكوّن كل من الرمال العاديّة والرمال المُتحركة من نفس مادة السيلكا بغضِّ النظر عن ما إذا كانت الرمال مُتحركة أو عاديّة.
  • تكون نسبة الفراغات في الرمال العاديّة قليلة جداً مُقارنةً مع قوى الاحتكاك التي تعمل على تماسك الحبيبات وإعطائها الملمس القاسي والصَّلب، في حين تكون نسبة الفراغات في الرِّمال المُتحرِّكة عالية جداً ممّا يعني أنّ قوى الاحتكاك تتضاعف بشكل تدريجيّ حتى تختفي وتتلاشى نهائياً.

المؤثرات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الرمال

  • زلازل قادمة من داخل القشرة الأرضيّة.
  • ثوران براكين بالقرب من الرمال المُتحرِّكة.
  • الضَّغط الدَّاخليّ المُتولّد من باطن الأرض.
  • حدوث تدفقات للمياه بغزارة.
  • مرور أوزان ثقيلة فوقها كالشَّاحنات أو السيارات الضخمة.
  • حدوث اهتزازات مُفاجئة على سطح الأرض.

طرق النجاة من الرمال المتحركة

  • إلقاء كل ما هو محمول وله وزن ثقيل، حيث تؤدِّي هذه المواد الثقيلة إلى زيادة وزن الجسد الذي هو أقل من وزن الرمال المُتحركة وبالتالي تزداد حركة الشخص وتوتره ممّا يجعله عالقاً لا يستطيع الهرب.
  • محاولة خلع الحذاء وإخراج القدمين منه، وذلك لأنّ الأحذية وخصوصاً المُنبسطة تقوم بإنتاج قوَّة شفط وسحب للأسفل عند مُحاولة إخراج القدم من الرِّمال.
  • الحركة بشكل أفقي، حيث تؤدِّي الحركة إلى الأمام بتخليص قدم واحدة وغرق الأخرى، ممَّا يجعل مهمة الهروب من الرمال المُتحركة صعبة وشاقة.
  • الاستلقاء على الظَّهر وإرجاعه للخلف.
  • عدم القيام بحركات طائشة وسريعة؛ لأنّ ذلك سيؤدِّي إلى زيادة سوء الوضع، بحيث يجب التحرُّك ببطئ وذلك للتقليل من حركات الرمال المُتحركة.
  • التنفُّس بعمق والمُحافظة على الهدوء التَّام؛ لأنّ ذلك سيزيد من قوَّة الطفو، ومُحاولة الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الهواء في الرئتين.
  • عند السير في أماكن معروفة برمالها المُتحركة يجب حمل عصا مُخصَّصة للمشي، حيث تعمل هذه العصا على تحقيق توازن الجسم فوق سطح الرمال.
  • البحث عن أماكن تكون فيها الأرض رطبة وغير مُستقرَّة أو الأماكن التي تبدو فيها الرِّمال مُتموّجة.

الأسباب التي تؤدي إلى حركة الرمال

  • سرعة الرياح: حيث تُعتبر الرياح المصدر الرئيسيّ المسؤول عن حركة الرِّمال، كما أنّ هذه الحركة لا تعتمد فقط على طبيعة حركة الرمال وإنّما تعتمد أيضاً على قوَّتها بشكل كبير.
  • خواص الرمال القابلة للحركة: حيث أنّ حركة الرمال تتأثر بخواص الحبيبات الرمليّة كالكثافة والحجم والشكل، ممَّا يؤدي إلى تحديد الصِّفات الانتقاليّة للرمال عن طريق هذه الخصائص.
  • طبيعة السطح: بعد انتهاء حركة الجزئيات الرمليّة الناعمة والدَّقيقة تقوم بتغطية السَّطح بجزيئات كبيرة من الحبيبات الرمليّة التي بدورها تمنع الرياح من حملها أو تحريكها.
  • وجود عناصر غير قابلة للانجراف الهوائي: ومن هذه العناصر الصلبوخ والعوائق، حيث أنّه كلَّما زاد وجود هذه العناصر قلَّة حركة الرِّمال؛ وذلك بسبب كسر حدَّة الرياح عند تصادمها بأيِّ عائق.
  • عوامل مناخيّة مُتعددة: ومن هذه العوامل الأمطار التي تعمل على تفتيت كتل الصُّخور الرسوبيّة، إضافةً إلى درجات الحرارة العاليّة التي تقوم بتفكيك حبيبات الرِّمال لتصبح سهلة الحمل والنقل عن طريق الرياح.
  • كثافة الغطاء النباتيّ.

المصدر: "الرمال المتحركة: تكوين وتحرك وأثر بيئي" - تأليف رافي سينغ "الرمال المتحركة: من الظاهرة إلى التحكم" - تأليف ديان أندريه دوناتيل "الرمال المتحركة والمراعي المنبسطة: تأثير التغير المناخي والأنشطة البشرية" - تأليف لوزيانو مالفيزي


شارك المقالة: