مفهوم الشهب وأنواعها ومصادرها

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الشهب

الشهب هي جسيمات صغيرة من الفضاء تتحرك بسرعة عالية عبر السماء وتشتعل عند اصطدامها بالغلاف الجوي للأرض. تعتبر الشهب جزءًا من الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي وتتألف عادة من مواد معدنية وصخورية. عندما تدخل الشهب الغلاف الجوي للأرض، تتعرض لقوى الاحتكام مع الهواء المحيط بها، مما يؤدي إلى احتكامها وارتفاع درجة حرارتها بسرعة هائلة.

ينتج عن هذه الاحتكامات وارتفاع الحرارة ظاهرة الاضاءة المميزة والمؤقتة التي نعرفها باسم “الشهب” أو “النيزك”. هذه الظاهرة الساحرة تُشكل مصدر إلهام وتعجب للمراقبين وعشاق علم الفلك، وتعزز فهمنا للأجسام الصغيرة في الفضاء وعمليات تفاعلها مع بيئتنا الجوية.

الشهب: هي خطوط ضوئيّة، تُضيء السّماء في الليل؛ نتيجة احتكاك الأجزاء الدَّاخليّة مع ذرَّات وجُزيئات الغلاف الجويّ، تنشأ هذه الشُّهب عن الحُطام الكونيّ الذي يُسمَّى نيازك، ممَّا يعني أنَّ النّيزك يكون في مرحلة احتراق وبعد الاحتراق الكامل يتحوّل إلى شهاب.

كما يُمكن أن يحدث انفجار للشُّهب؛ ممَّا يولّد أكثر من ألف شِهاب في السّاعة الواحدة، حيث تُضيء المئات من الكرات الناريّة السّماء ليلاً، كما أنّه ليس للشُّهب علاقة بالنّجوم. وقد أُطلق على الشُّهب اسم البرشاويّات؛ نظراً لخُروجها من كوكب برشاوش، ونتيجة لدخول الأرض أثناء حركتها المداريّة حول الشَّمس في مناطق مُخلّفات المُذنَّبات فإنّ أعداد الشُّهب تزداد بشكل كبير خلال هذه الفترة.

ومن الممكن تعريف الشُّهب على أنّها جُسيّمات صغيرة تسبح في الفضاء، حجمها تقريباً بحجم حبَّة الحُمص أو أقل منّها كحجم حبيبات التُّراب، بحيث تؤثِّر الجاذبيّة على هذه الجُسيّمات؛ نتيجة اقترابها من سطح الأرض، الأمر الذي يؤدِّي إلى دخولها في الغلاف الجويّ.

صفات الشهب

  • يزداد بريق الشُّهب في السّماء كلما زادت سُرعته.
  • نتيجة ذرَّات الأكسجين الموجودة في الشُّهب يترك الشّهاب خلفه ذيلاً أخضراً يستمرُّ لثوانٍ معدودة.
  • يختلف لون الشّهاب تبعاً لمُكوناته؛ فمثلاً تُعطي ذرَّات الصّوديوم للشهاب اللون الأصفر أو البرتقاليّ، في حين يأخذ الشّهاب اللون الأصفر النَّاتج من ذرَّات الحديد، بالإضافة إلى اللون الأحمر الذي تأخذه الشُّهب من السّيليكون.
  • تحترق الشُّهب داخل الغلاف الجويّ، لذلك فهي مُتواجدة باستمرار في ذلك الغلاف.
  • تسقط الشُّهب على شكل زخَّات مطريّة.

انواع الشهب

  • شُهب عشوائيّة أو فرديّة: لا يمكن معرفة أماكن وموعد حدوث هذه الشُّهب، لكن يمكن رؤيتها في أيِّ وقت وأي اتجاه، يتكوّن هذا النوع من الشُّهب نتيجة احتواء الفضاء القريب من غلاف الأرض الجويّ على ذرَّات من الأتربة، بحيث يكون هذا النوع على شكل شّهب وحيدة.
  • الشُّهب الدوريّة: يمكن التنبؤ بموعد ومكان هذا النوع قبل حدوثه، تنتج هذه الشُّهب من مُخلّفات المُذنبات وحُطامها، أو قد تنتج من خلال اقتراب المُذنبات من الشَّمس، كما أنّها تنتج بسبب ذوبان الجليد المخلوط بالتراب فيها.

مدارات الشهب

عندما تسير الشُّهب في مدارات ارتجاعيّة وعكس اتجاه الحركة فإنَّ هذا يُسبب حدوث تصادم بين جزيئات الشُّهب مع سطح الأرض، بحيث تكون نسبة اصطدام الشُّهب بالأرض أكثر من”90%” خاصَّة في فترة النّهار؛ نظراً لميلان مدار الأرض في فترة الظَّهيرة إلى الغرب.

إلى جانب ذلك فإنه ومن الصَّعب جداً رؤية الشُّهب في أثناء النّهار نتيجة الإضاءة العالية، في حين تسهُل رؤيتها أثناء الليل وذلك بسبب انخفاض شدَّة الإضاءة.

الفرق بين النيازك والشهب

  • تُسمى الشّهب بهذا الاسم نسبةً إلى المسار الذي تسير فيه النّيازك داخل الغلاف الجويّ.
  • النّيازك أكبر حجماً من الشُّهب، بحيث لاتصل أجزاء الشُّهب إلى سطح الأرض ممَّا يؤدي إلى تلاشيه بشكل كامل وتبخّره في الغلاف الجويّ.
  • كتلة الشّهاب أقل بكثير من كتلة النّيازك.
  • يصل إلى سطح الارض الآلاف من الشّهب التي لا تترك أيَّ أثر.
  • مصدر الشُّهب الرئيسي هو النظام الشَّمسيّ، كذلك النّيازك لها نفس المصدر.
  • مُعظم الشُّهب تتكون من الحجارة والحديد، في حين تتكوّن النّيازك من قطع معدنيّة أو صخريّة.

لماذا تظهر الشهب ساطعة في السماء

تظهر الشهب ساطعة في السماء بسبب عملية احتراقها أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض. عندما تقترب الشهب من الكوكب الأرض، تتعرض لضغط الهواء وارتفاع درجة الحرارة الناتجين عن الاصطدام مع جزيئات الغازات في الجو. هذه الاصطدامات تؤدي إلى تسخين الجزيئات وجعل الشهبة تشتعل بشكل ساطع، مما يجعلها تبدو وكأنها خط مضيء يمر عبر السماء.

هذا الظهور الساطع يعتمد على حجم وتركيب الشهبة وكمية الغازات الموجودة في الجواء الداخلي لها. هذا الظاهرة الجميلة تعكس التفاعل الديناميكي بين الشهب وبيئتها الجوية، وتوفر لعشاق الفلك والسماء لحظات ساحرة تعزز الفضول والتعجب من جمال الكون.

المصدر: Comets: Nature, Dynamics, Origin, and their Cosmogonical Relevance" by Julio A. Fernández"The New Solar System" edited by J. Kelly Beatty, Carolyn Collins Petersen, and Andrew ChaikinComets and How to Observe Them" by Richard Schmude Jr.


شارك المقالة: