ما هي الكثبان الرملية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الكثبان

الكثبان: هو عبارة عن تجمُّع ضخمٌ من الرّمال، تقوم الرياح بتحريكه ونقله من مكان لآخر، حيث يكثُر تواجدهُ في المناطق الصحراويّة، كما أنّه يُغطّي مساحات واسعة وكبيرة من سطح الأرض، وقد تكون هذه الكثبان طويلة وضيّقة ومن المُمكن أن تأخذ شكلَ الهلال.

يُشير الكثبان إلى أنّه أيُّ تراكمٍ رمليٍّ على شكل تلٍّ أو مجموعة من التّلال، حيث نتج هذا التراكم بواسطة الرياح وتحت تأثير الجاذبيّة الأرضيّة، كما أنّها قد تُشبهُ الكثبان الموجودة تحت سطح الأرض على كلٍّ من مصبات الأنهار والمد والجزر إضافةً إلى الأمواج الرمليّة.

أمّا عن أماكن تجمُّع الكثبان الرمليّة فمن المُمكن أن يتمّ العثور عليّها في أي مكان قد تساقطت عليّه الحبيبات الرمليّة في الصحارى وعلى الشواطئ، هذا ومن المُمكن أن تتواجد في بعض الحقول الزراعيّة التي قد تكون متآكلة أو مهجورة خاصةً في المناطق شبه القاحلة، كما أنّها قد تتواجد في المناطق غير الرمليّة كالدائرة القطبيّة.

قد تكون الكثبان الرمليّة مُتجانسة أو غير مُتجانسة، يميل لونها إلى الأصفر الفاتح؛ نظراً لاحتوائها على معدن الكوارتز وعدم احتوائها على المعادن العضويّة، وقد تظهر باللون البني المُحمرّ؛ وذلك لوجود أكاسيد الحديد فيها.

هذا وقد تتفاوت الكثبان الرمليّة في صفاتها وارتفاعها، حيث إنّها قد تتّصف بالطول أو الضيق، إضافةً إلى احتوائها على ثلاث قمم أو أكثر، وبالنسبة لارتفاعها فمن المُمكن أن يصل إلى نحو ثلاثمئة متر، أمّا تسميّتُها فقد تتغيّر بالاعتماد على المساحات التي تُغطيّها فمثلاً يُمكن تسمية الكثبان مُتراميّة الأطراف بحقول الكثبان، أمّا المناطق الواسعة والتي تكون مُغطاة بالكثبان الرمليّة فقد تُسمّى ببحار الرّمال.

تحتوي الكثبان الرمليّة على نسبة مُتوسطة قد تصل لحوالي 60% من حبيبات الرمال، في حين تكون النسب المُتبقيّة عبارة عن خليط من حبيبات السلت، إضافةً إلى جزء من البقايا العضويّة.

أنواع الكثبان الرملية

  • الكثبان الهلاليّة: يمكن تسميّتها بالبرخانات، هلاليّة الشكل، تحتوي على ذراعين يُشير كل منهما إلى اتّجاه الرياح السائدة في المنطقة، كما أنّ هذا النوع يُعدّ من أخطر أنواع الكثبان الرمليّة، حيث يؤثّر على البيئة والزراعة والمرافق العامة، هذا وقد تزداد خطورته نظراً لصعوبة تثبيتهِ بمختلف الوسائل الحيويّة سائدة الاستخدام.

أمّا بالنسبة للنباتات فلا تستطيع النّموّ والعيش على مثل هذا النوع من الكثبان؛ حيث يتم طمرها أو تكشُّف جذورها واقتلاعها؛ نظراً لحركة الرياح المُستمرّة فيها إضافةً إلى انتقال الكثبان الرملية من مكانها إلى مكان آخر، ونتيجةً لهذه الحركة المُستمرّة تفقد النباتات رطوبتها وبالتالي لا ينمو الغطاء النباتيّ.

  • الكثبان القوسيّة: لها هلال مُتطاول، ومن المُمكن تشبيهها بحافر الفرس، حيث يُشير هذا الحافر إلى اتّجاه الرياح التي تنتشر في منطقة مُحدّدة.
  • الكثبان السيفيّة: وهي كثبان طوليّة أو عروق، لها شكل طولانيّ يمتاز بارتفاع شاهق وعالي يصل إلى مئات الكيلو مترات ومن الأمثلة على هذا النوع كثبان الصحراء الكبرى.
  • الكثبان الهرميّة: تتكوّن تحت تأثير الرياح مُتعدّدة الاتّجاهات، يُعدّ هذا النوع أقل الانواع خطراً على البيئة.

تكوين الكثبان الرملية

تنمو الكثبان الرمليّة عن طريق دمجها بكثبان أصغر منّها، حيث يعتمد حجمها النهائيّ على سُمك طبقات الغلاف الجويّ الدُنيا، وتبدأ هذه الكثبان عند سطح الأرض ويتم من خلالها إعادة تدوير للحرارة، هذا وقد يتراوح سمك الطبقات الحراريّة هذه إلى مئات الياردات الموجودة بالقرب من المُحيطات وصولاً إلى المناطق الداخليّة الموجودة فوق الصحارى.

يتم تكوين الكُثبان الرمليّة بواسطة ظواهر يتم تسميتها بالجسيمات، التي تتحوّل لتُصبح مُكوّنة من نفس المادة، حيث تنتقل جزيئات الرمال مُكعبة الشكل من الفضاء ثلاثيّ الأبعاد حتى تصل إلى السطح ثنائيّ الأبعاد للكثبان الرمليّة، إضافةً إلى أنّ داخل الكثبان الرمليّة يحتوي على مساحات كبيرة تنتقل فيها تلك المُكعبات الرمليّة.

يتصرّف الجزء الداخليّ للكثبان الرمليّة كانّه مصنوعاً من مجموعة مجالات مُستقلّة صغيرة، حيث إنّهُ يتصرّف بشكل يُشبهُ السوائل، ممّا يجعل كلّاً من الرياح والرطوبة والتغيُّرات الحراريّة تتداخل لتقرع حبوب الكثبان الرمليّة الحرة غير المُتصلة بحبوب أخرى؛ ونتيجةً لتركيبها الديناميكي والثابت ترتفع هذه الكثبان لأعلى حتى تصل إلى الزاوية التي يتمّ فيها تكوينها بشكل كامل.

طرق تثبيت الكثبان الرملية

  • التثبيت الميكانيكيّ: يتم اللُّجوء إلى هذه الطريقة للحدِّ من سرعة الرياح، حيث يتمّ التقليل من قدرة الرياح الانجرافيّة وطاقة نقلها، الأمر الذي يؤدّي إلى ترسيب ما تم حملهُ من رمال، كما يمنع هذا النوع من التثبيت وصول الرياح إلى حبيبات الرمال التي تجمعت فوق سطح الكثيب.

وقد يحدث في طريقة التثبيت هذه كل ممّا يلي: خلق نوع من الحواجز الدفاعيّة والأماميّة والتي تلعب دوراً مُهمّاً في تخفيف سرعة الرياح، إنشاء مصدّات صغيرة للرياح حيث تمنع من وصول الرياح بكميّات كبيرة إلى مناطق الكثبان، العمل على زراعة أنواع خاصة من الأشجار لتغطية الكثبان الرمليّة، ورشّ المواد النفطيّة والكيميائيّة الموجودة فوق الكثبان.

  • التثبيت البيولوجيّ: وهي من أفضل الوسائل وأكثرها ديمومةً، حيث يتمّ من خلالها إقامة غطاء شجريّ فوق الكثبان الرمليّة؛ حتى يزيد من قوّة التماسك بين حبيبات الرمال مع بعضها بعضاً، ومن هذه الأشجار شجرة الأكاسيا وشجرة الأتل، حيث تُعتبر هذه الأشجار بأنّها أشجار دائمة الخضرة.

الحد من خطورة الكثبان الرملية

  • بناء سياجات قوائم خشبيّة، ووضع جدران وحواجز التحويل ومصائد للرياح، إضافةً إلى رش الزيت الخام.
  • استخدام الجرافات والناقلات؛ وذلك لإزالة التراكمات الرمليّة بعد أن تصل إلى المكان المُحدّد.
  • استخدام الوسائل الميكانيكيّة لإزالة الرمال، وعلى الرغم من تكلفتها العاليّة إلّا أنّها أكثر الطرق شيوعاً؛ حيث تقوم بمعالجة آثار المشكلة وليست مُسبباتها، إضافةً إلى قدرتها على التخلُّص من الرمال المُتراكمة.
  • استخدام سياجات رمليّة حتى يتم السيطرة على حركة الرمال.
  • الغطاء النباتيّ والذي يُعدّ من أكثر الطرق فعاليّة للسيطرة على الرمال.

المصدر: تكوين وتطور وبيئة" - تأليف ر. برونو بيلسي "الكثبان الرملية والبيئة: بيئة ومحافظة" - تأليف مايكل دي فرانك "الكثبان الرملية: بيئتها وتأثيرها" - تأليف ستيفن ب. تولاني


شارك المقالة: