ما هي الكواكب الشمسية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الكوكب

الكوكب: هو جرمٌ سماويٌّ يدورُ حول النّجم في مداراتٍ مُعيّنةٍ، حجمهُ كبير جداً يتغيّرُ شكلهُ؛ لِيُصبحَ مُستديراً نظراً لِقوّةِ جاذبيّتهِ، وهذا لايعني أنّهُ ضخمٌ لدرجة أن يُحدِث اندماج نوويّ.

ترتبط كلمة الكوكب بمجموعات وجوانب مُتعدّدة قد تكون تاريخيّة أو دينيّة أو حتّى خُرافيّة، كما أنّ حضاراتٍ مُتعدّدة كانت تعتبر الكوكب رمزاً مُقدساً أو رسولاً إلهيّاً؛ لِإيمان البشر بعلم التّنجيم القائم على أساس تأثير الكواكب وحركتها في حياتهم.

ومع تطوُّر العلم والقيام بالعديد من التَّجارب والتّحاليل تبيّن أنّ مدارات الكواكب بيضاويّة وليست دائريّة، وأنّ جميع الكواكب بما فيها كوكب الأرض تدور حول محاورها، مع العلم بأنّ ميل هذه الكواكب ضعيف جداً وطفيف.

خصائص الكواكب

  • تأخذُ الكواكبُ مُنخفضة اللّامركزيّة مداراتٍ تميل لِلشّكلِ الدّائري، في حين يكون شكل الكواكب مُرتفعة اللّامركزيّة بيضاوية.
  • عند أطول قُطر لِمدار الكوكب البيضاويّ تختلف المسافة ُالموجودة بين الكوكب ُونُقطة المُنتصف.
  • مدار كوكب الأرض هو المستوى المرجعيّ للمجموعات الشمسيّة.
  • كلُّ كوكب من كواكب المجموعة الشمسيّة لهُ فصول مُحدّدة، وتتغيّر فيها حالات الطّقس على مدار السَّنة.
  • جميع الكواكب تدور عكس عقارب السّاعة؛ بحيث يكون دورانها في المركز المُخصَّص لها حول محاور وهميَّة.
  • تقوم كتلة الكواكب بجذب الكواكب الجينيّة باتجاهها أو بعيداً عنها؛ نظراً لزيادة كُتلتها بشكل كبير وقويّ ممّا يجعلها تقوم بإخلاء مداراتها.
  • للكواكب كُتلة كبيرة تسمح لِقوّة الجاذبيّة أن تتغلّب على القوّة الكهرومغناطيسيّة؛ ممّا يُساعدها على التوازن، وزيادة تماسك تكوينها.
  • تكون الكواكب في بداية تكوّنها عبارة عن سوائل.
  • لكلِّ كوكب داخل المجموعة الشمسيّة غلاف جويّ خاصّ بها.

تطور الكواكب

في الماضي كانت الكواكب عبارة عن نجومٍ سيّارة مُقدّسة، ولكن مع استمرار الدّراسات والتّجارب تغيّرت هذه الفكرة واتّسع مفهوم الكوكب وأصبح يشمل مِئات الكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسيّة.

وفي بداية ظهور الكواكب عُرِفت الكواكب الكلاسيكيّة الخمسة؛ حيث كانت هذه الكواكب مرئيّة، كما كان لها تأثير كبير على الكونيّات والأساطير وعلم الفلك، حيث تمّ اكتشاف هذه الكواكب من خلال رؤية أضواءٍ تسيرُ في السّماء غير النجوم الثابتة، والتي سُمّيت بالنجوم السّيارة، حيث حافظت هذه الأضواء على أن تكون نسبتها ثابتة في السماء ومن هنا جاء مفهوم الكوكب.

ومن أهمِّ وأول الحضارات والدُّول التي توصلّت إلى نظريّة ومفهوم الكواكب هي الحضارة البابليّة، حيث قام البابليّون بوضع واكتشاف لوح سُمِّي “بلوح أمسادوكا البابليّ خاصّ بكوكب الزُّهرة” وهو أقدم دليل بقِيَ عن الكواكب ، حيث يوضح هذا اللُّوح بعض المُلاحظات حول حركة كوكب الزُّهرة.

ثمَّ جاء بعد ذلك الإغريق، حيث قاموا بتطوير نظريّاتهم الرياضيّة التي تهتمُّ بتحديد موقع الكوكب، وبالتّالي تمَّ الاعتماد على هذه النظريات في مُعظم الحركات الفضائيّة التي يُمكن رؤيتها من على سطح الأرض، لِيقومَ الإغريق بعد ذلك بإطلاق أسماء مُخصَّصة للكواكب، حيث عرَفوا” سبعة كواكب” وكانوا يعتقدونَ بأنّ هذهِ الكواكبَ تدورُ حولَ كوكب الأرض، كما أنّ الإغريق قدّسوا الكواكب وعظّموها حيث سمّوا المُشتري بهذا الاسم؛ لأنّهُ اشترى العَظَمة لنفسهِ.

أمّا عند العَرب فقد كانوا يُطلقون اسم “السّيّارة”؛ لأنّهم كانوا يُسمّون كلّ النقاط اللّامعة في السماء بالكواكب، ومع زيادة الدّراسات والتّطورات لاحظ العرب أنّ بعض الكواكب تتحرّك باستمرار في السماء غير الحركة الناتجة عن دوران الأرض حول نفسها؛ الأمر الذي جعلهم يُسموّن النقاط اللّامعة المُتحركة بالكواكب السّيارة، في حين سُمّيت هذه النقاط بالنجوم الثابتة.

تصنيف الكواكب حسب التّكوين

  • الكواكب الصّخريّة: وهي كواكب تُشبهُ الأرض إلى حدّ ما، تتكوّن بشكل أساسي من الصّخور، ومن هذه الكواكب: كوكب عُطارد والزُّهرة والأرض والمريخ.
  • الكواكب العملاقة: وهي كواكب غازيّة، تُشبهُ كوكب المُشتري، تتكوّن بشكل رئيسي من موادَّ غازية، وحجم هذه الكواكب أكبر من حجم الكواكب الصّخريّة، ومن هذه الكواكب: المُشتري وزُحل ونبتون وأورانوس.
  • الكواكب الجليديّة: وهي أيضاً عملاقة، تتميّز بأنّها أصغر حجماً من الكواكب الغازيّة، كما أنّهُ يتمُّ فيها نفاذ كميّة الهيدروجين والهيليوم في طبقات الجوّ، حيث تزداد فيها نسبة الصّخور والجليد.

الجسم الكوكبي

هو كائنٌ سماويٌّ ضخمٌ، يقع ضمن نِطاق الكوكب، وعلى الرَّغم من تحقيقهِ للتَّوازن الهيدروستاتيكي إلّا أنّهُ غير كافٍ للحفاظِ على الانصهار، كما يُعبّر هذا الجسم عن كائنات لا تتوافق مع التوقُّعات النموذجيّة، حيث يشتمل على الكواكب القزمة والتي تقترب بسبب جاذبيّتها، وعلى الرغم من ذلكَ فإنَّ هذه الكواكب غيرُ واضحةِ المدار؛ نظراً لِكونها غير ضخمة بما فيهِ الكفايّة.

شروط اعتبار الجسم كوكبا

  • أن يكون للكوكب مدار مُحدّد ومُخصّص لهُ حول نجم ما، حيث يكون هذا المدار هو الشمس في حال كان النظام السّائد هو النظام الشمسيّ.
  • أن يكون شكل الجسم كرويّ أو شبه كرويّ.
  • أن يخلو الفضاء الذي يُحيط بهذا الجسم من الغبار والغازات.

الكواكب الملتقطة

هي كواكبُ تمُرُّ عبر التكتُّلات النّجمية، ولها نفس سرعة النجوم ممّا يؤدّي إلى استعادتِها والتقاطها في مدارات واسعة، وتستقلُّ هذه الكواكب بشكل تامٍّ عن كتلة الكواكب؛ حيث أنّ كُتلتها تزداد بزيادة الحجم، ومن المُمكن التقاط الكواكب الفرديّة والمُتعدّدة في مدارات غير مُستوية مع بعضها بعضاً.

ثلاثة قوانين مهمة لدراسة الكوكب

  • أن تدور الكواكب حول الشمس في مدارات إهليلجيّة؛ حيث تكون الشمس في إحدى بؤرتي المدار.
  • أن تقطع الكواكب في مسافات زمنيّة مُحدّدة مساحات مداريّة مُتساويّة.
  • أن يتناسبَ مربع الزمن الذي يحتاجهُ الكوكب لإتمام دورةٍ كاملةٍ مع مُكعَّبِ بُعدِ الكوكب عن الشمس.

الفرق بين الكوكب والنجم

  • قد يكون الكوكب جسم صخريّ أو غازيّ، في حين يكون النّجم جسم غازيّ فقط.
  • يُضيء النجم بذاتهِ؛ نتيجة عمليّات الاندماج النوويّ التي تحدث داخل اللُّب، في حين لا يُضيء الكوكب بذاتهِ.
  • يتمُّ تصنيف الكواكب حسب الموادّ التي تُكوّنها والتي قد تكون صخريّة أو غازيّة، في حين تتكوّن النجوم من غازي الهيدروجين والهيليوم.
  • يُمكن تمييز الكواكب من النجوم بسهولة؛ وذلك بسبب بُعد النّجوم عن الأرض ممّا يجعلها تظهر على شكل نقاط مُضيئة في السماء، في حين تكون الكواكب قريبة من الأرض؛ الأمر الذي يجعلها تظهر كقرص صغير.
  • يكون ضوء الكواكب أكثر لمعاناً من ضوء النّجوم؛ لإنّها تعكس جزء من ضوء الشمس الذي تستقبله.

كوكب عطارد

وهو أصغر الكواكب حجماً، حيث لا يتعدّى حجمُه عن حجم القمر الأرضي إلّا بقليل، كما أنّهُ أقرب الكواكب إلى الشمس؛ وهذا هو سبب ظهور الشمس بحجم أكبر من حجمها بحوالي ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى أنّها ستبدو أكثر وهجاً ممّا تبدو عليهِ من سطح الأرض.

أُشتقت كلمة عطارد من: عُطرد أو طارد، وهذا يعني المُتتابع في سيرهِ أو العَدَّاء السّريع؛ حيث يُشير هذا إلى سرعة دوران الكوكب حول الشمس، بالإضافة إلى تسميتهِ بكلمة”mercury” نسبةً إلى آلهة التّجارة التي تتميّز بسرعتها في توصيل الرسائل والتّنقل.

كوكب الزهرة

وهو ثاني الكواكب من حيثُ بُعدهِ عن الشمس، كما أنّه أقرب الكواكب من حيثُ الحجم والمسافة لِكوكب الأرض، يتميّز بدورانهِ المُعاكس بالاتجاه، كما أنّه أسخن الكواكب؛ نظراً لظهور أشكال مُتعدّدة من البراكين والجبال عليهِ.

وسبب تسميته بهذا الاسم؛ أنّهُ عند النظر إليه عن طريق استخدام تلسكوبات فضائيّة يظهر وكأنّهُ كوكب عاجيّ يميل إلى البياض، وهو كوكب شديد اللّمعان والسُّطوع، ممّا يعني أنّ كوكب الزُّهرة هو كوكب أبيض مُستنير، كما أطلق اليونانيون عليهِ اسم”venus” الذي يدلُّ على الرّوعة والجمال التي لُمست فيهِ.

كوكب الأرض

يأخذ المرتبة الثالثة من حيثُ البعدِ عن الشمس، والمرتبة الخامسة من حيثُ حجمِه بين الكواكب، وهو الكوكب الوحيد الذي يؤمِّن كلَّ الوسائل والأساليب للعيش على سطحهِ.

يعود سبب تسمية كوكب الأرض بهذا الاسم هو أنّ معظم هذا الكوكب يحتوي على الماء، حيث يُغطّي الماء معظم سطح الأرض، أمّا الجزء الباقي من السطح فهو عبارة عن ياسبة، حيث يمكن الاستفادة من المياه في أغراض واستخدامات مُتعدّدة، وبالتالي فهو أساس وجود الحياة.

كوكب المريخ

يتميّز بمناخه البارد جداً، تأخذ قشرته اللّون الأحمر؛ نتيجة استمرار حدوث العواصف على سطحه خاصةً عواصف الغبار المُتكوّن من أكسيد الحديد الأحمر، كما أنّ هذا الكوكب يتشابهُ مع الأرض بأكثر من صفة من حيث طبيعة مظاهر السطح، بالإضافة إلى طبيعة العواصف التي تنشأ وتحدث على سطحهِ.

أخذ كوكب المريخ أسماء عديدة منها: القاهرة وبهرام، وسبب تسميته بذلك؛ لأنّ مدينة القاهرة بُنيت في نفس اليوم الذي ظهر فيه المريخ في المساء، كما يأخذ المريخ اسم”مارس” الذي يُشير إلى آلهة الحرب.

كوكب المشتري

وهو أكبر الكواكب حجماً، كما أنّه خامس الكواكب بُعداً عن الشمس، معظم مُناخ هذا الكوكب يتكوّن من الغازات؛ الأمر الذي يجعله يُظهِر ألواناً طيفيّة عند النظر إليهِ، كما أنّ المشتري لهُ مجال مغناطيسي قويّ جداً، بالإضافة إلى احتواء مدارهِ على أقمار متعدّدة؛ الأمر الذي يجعل منه نظام شمسيّ مُصغّر.

وسبب تسميّته يعود إلى كلمة يستشري والتي تعني يسير ويتهادي في دربه دون ملل أو كلل، حيث مازال كوكب المشتري منذ بداية السّديم إلى يومنا هذا يدور في مداره دون أنّ يتغيّر؛ الأمر الذي جعل العلماء يعتقدون بأنّه مازال في بداية تشكيله.

كوكب زحل

يشتهر بحلقاته الثلاث، يتشابهُ مع كوكب المُشتري من حيثُ الطبيعةِ الغازيّة، واحتواء مداراتهِ على أعداد كبيرة من الأقمار، ومن أهمِّ عناصر هذا الكوكب الرئيسة: غازَي الهيدروجين والهيليوم، وكلمة زحل تُعني البعيد أو المُتنحي، ونظراً لبعدهِ عن الشمس سُمّي هذا الكوكب بهذا الاسم.

كوكب أورانوس

له طريقة أفقيّة وغريبة في الدَّوران حول الشمس، بالإضافة إلى تعامد حلقاتهِ، ويُمثل سطح أورانوس محيط ضخم من الماء، كما تتميّز غيوم هذا الكوكب بأنّها أكثر الغيوم لمعاناً مقارنةً مع غيوم الكواكب الأخرى.

كوكب نبتون

وهو آخر كواكب المجموعة الشمسيّة، كما أنّه أبعدها عن الأرض والشمس، لا يُمكن رؤيته بالعين المُجردة، ويتشابهُ نبتون في بعض خصائصه مع كوكب المشتري كاحتوائه على بقعة تحدث فيها الأعاصير والعواصف.

كما يُحيط بهذا الكوكب عددٌ من الحلقات التي يُظنُّ بأنّها حديثة التكون، كما أنّ مُناخه يحتوي على أقوى أنواع الرياح مقارنة مع الكواكب الأخرى.

كوكب بلوتو

لا يمكن رؤية هذا الكوكب بالعين المُجردة، يحتوي على قِمم جبليّة عاليّة جداً، كما أنّ تركيبهُ الكيميائي يحتوي على خليط من الصُّخور والجليد المائي.

المصدر: Solar System Dynamics" by Carl D. Murray and Stanley F. DermottThe New Solar System" edited by J. Kelly Beatty, Carolyn Collins Petersen, and Andrew ChaikinThe Solar System" by Peter Cattermole and Patrick Moore


شارك المقالة: