المسعودي

اقرأ في هذا المقال


من هو المسعودي؟

هو علي بن الحسين بن علي المسعودي، يُكنّى بأبو الحسين، عُرف في زمانه باسم” قطب الدين”، يعود في ذريته إلى أبناء عبد الله بن مسعود، كان عالماً فلكياً وجغرافياً ومؤرخاً عربياً مسلماً، قدم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته واشتهاره.

ولد أبو الحسين المسعودي في حوالي عام”283″ للهجرة والموافق” 896″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة بغداد التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات والكتب، هذا فقد كان المسعودي ابناً لواحدة من الأسر العريقة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في البحث والدراسة.

إلى جانب ذلك فقد كان لأبو الحسين المسعودي العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.

يُعدّ المسعودي واحداً من أهم وأبرز العلماء الذين برعوا في علوم الفلك والجغرافيا والهندسة، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في تلك المجالات؛ الأمر الذي جعل منه واحداً من أبرز العلماء الذين حققوا شهرةً عالمية وتاريخية في وقتٍ وجيز.

كان المسعودي من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة بغداد بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام كان قد توصّل إليه.

تولّى أبو الحسين المسعودي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم.

التقى أبو الحسين المسعودي بعددٍ كبير من العلماء والباحثين والمؤرخين، كما أنّه كان قد تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته عن أهمهم، إضافةً إلى أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة.

حظي أبو الحسين المسعودي بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، فقد ذكره العالم ابن النديم في كتابه الفهرست مادحاً اياه، قائلاً عنه:” لقد كان المسعودي واحداً من أهم العلماء الذين برعوا في العديد من المجالات، كما أنّه كان من أهالي المغرب؛ لما قدّمه من إسهاماتٍ وإبتكارات كان لها دوراً كبيراً في النهوض بتلك المدينة”.

إنجازات وإسهامات المسعودي:

تمكّن أبو الحسين المسعودي من تقديم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار دولته، كما أنّها ساهمت من تطوّر كل من علم الأرض والفلك والجغرافيا، ومن أهم تلك الإنجازات:

  • تمكّن أبو الحسين المسعودي من تقديم وصفاً توضيحياً شاملاً عن كل ما يتعلق بالزلازل وحركتها، كما أنّه وصف حركة البحر الميت وجريانه وطواحين الرياح.
  • يُعدّ أبو الحسين المسعودي واحداً من العلماء الذين ساهموا بشكلٍ كبير في ابتكار نظرية التطور؛ حيث قدّم مجموعة من الكتابات المُتعلقة بالكائنات الحية وطبيعة حياتها.
  • قدّم أبو الحسين المسعودي في إحدى كتبه شرحاً وافياً عن نظرية الإنحراف الوراثي في الحمضيات.
  • يُعدّ أبو الحسين المسعودي واحداً من أهم الرحالة الذين قدّموا مجموعة من البيانات والمعلومات الأنثروبولوجية عن أهم وأشهر المناطق والدول التي زارها، كما أنّه ذكر كل ما يتعلق بشعوب وأفراد تلك الدول من مأكل ومشرب وعادات وتقاليد وغيرها الكثير من الصفات.
  • نجح أبو الحسين المسعودي في وصف الأثار الناتجة من البيئة والمناخ وبيان ضررها وخطورتها على الإنسان.

أشهر مؤلفات المسعودي:

قدّم أبو الحسين المسعودي كغيره من العلماء العديد من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً واضحاً في تقدّمه وازدهاره، ومن أهم تلك الكتب:

  • كتاب” مروج الذهب “.
  • كتاب” معادن الجوهر في تحف الأشراف “.
  • كتاب” الملوك وأهل الديارات “.
  • كتاب” سر الحياة “.

المصدر: ʿAlī ibn al-Ḥusayn al- Masʿūdī (090.?-0956?)كتاب سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي كتاب الفهرست لابن النديم "1997"المسعودي


شارك المقالة: