النشاط التكتوني وأنواع النطاقات التكتونية الحركية

اقرأ في هذا المقال


ما هو النشاط التكتوني للصفائح؟

إن النشاط التكتوني الحالي في القشرة الأرضية له علاقة وطيدة بالأنظمة الطبوغرافية مثل السلاسل الجبلية والأعراف المحيطية والخنادق المحيطية، ومن الممكن ملاحظة النشاط التكتوني وعلاقته بالأنظمة الطبوغرافية من خلال ثلاثة عناصر رئيسية، وفيما يلي سيتم ذكر هذه العناصر وتوضيحها:

1. التحركات السيزمية (الزلزالية الرجفية): قام الجيولوجيين من خلال النظر إلى خريطة توزيع البؤر الزلزالية على مستوى العالم بملاحظة أن الزلازل توجد في شكل أحزمة ضيقة، وهذه الأحزمة ترتبط بالظواهر الطبوغرافية الخطية المختلفة، وأكثر من 80% من الزلازل تنطلق من الحزام الموجود حول المحيط الهادي، وهذا يعني أن السلاسل الجبلية الحديثة والأعراف والخنادق المحيطية عبارة عن مناطق نشاط تكتوني مكثف في وقتنا الحالي.

وعندما تتم دراسة توزيع البؤر الزلزالية من حيث العمق أو من حيث النشأة فإنه يتم التوصل إلى حقيقة مهمة؛ ألا وهي أن الأعراف المحيطية تمتاز من غيرها بالزلازل الضحلة والتي لا تتعدى أعماق بؤرها 65 كيلو متر، أما الزلازل التي يزيد أعماق بؤرها عن 300 كيلو متر فإنها ترتبط بخنادق المحيطات العميقة، وبخاصة تلك التي توجد حول المحيط الهادي، والقطاع العرضي المثالي للجزء النشط تكتونياً في شمال وغرب المحيط الهادي، حيث يوضح أن البؤر الزلزالية تقع في مستوى بارز عند الخنادق المحيطية ويميل هذا المستوى تحت أقواس الجزر (الجزر القوسية) أو الحافة القارية القريبة، ويعرف هذا النطاق النشط زلزالياً بنطاق بينوف وهو من الأدلة التي تؤكد عملية انضواء القشرة المحيطية تحت القشرة القارية أو تحت جزء آخر من القشرة المحيطية ذاتها.

2. التحركات اللاسيزمية (اللازلزالية): ثبت من خلال القياسات التي تمت بواسطة أجهزة عالية الدقة أن هناك تحركات بسيطة للغاية تحدث في معظم مناطق القشرة الأرضية، حيث ترتفع هذه المناطق بمقدار ملي مترات معدودة، ويطلق على مثل هذه التحركات الرأسية البسيطة اصطلاح التحركات اللاسيزمية (التحركات اللازلزالية أو اللارجفية)، ويمكن مقارنتها بعمليات التعرية التي تنتاب المناطق المرتفعة، وعمليات الترسيب في المناطق المنخفضة عبر التاريخ الجيولوجي الطويل.

3. النشاط البركاني: من خلال الدراسات الجيولوجية المكثفة على خريطة توزيع البراكين في الوقت الحاضر، تم ملاحظة أن البراكين شبه منطبقة أو منطبقة تماماً على خريطة توزيع الزلازل على مستوى العالم، بمعنى أن الحزام البركاني النشط منطبق تماماً على الحزام الزلزالي النشط، حيث يرتكز أكثر من 75% من البراكين التاريخية والباركين الحالية في شكل حزام يحيط بالمحيط الهادي ويحيط كذلك في أقواس الجزر البركانية.

وثمة براكين ترتبط كذلك بالأعراف المحيطية وبالصدوع التي توجد في قيعان البحار والمحيطات، كما أن بعضها يرتبط كذلك بالسلاسل الجبلية القارية كما هو الحال في سلاسل جبال الهمالايا وجبال الألب، وإن كانت البراكين المرتبطة بالسلاسل الجبلية القارية أقل كثافة وانتشاراً وتوجد في صورة مبعثرة متفرقة، ويعتبر الأخدود الإفريقي العظيم من أكثر المناطق القارية التي تتركز فيها البراكين؛ نظراً لأن هذا الأخدود يمثل نطاقاً تكتونياً شدياً يرتبط بأعراف المحيط الهندي.

النطاقات التكتونية الحركية:

تكتونياً يمكن تقسيم النطاقات أو المناطق المختلفة من القشرة الأرضية إلى نطاقات مستقرة وغير مستقرة (أو نشطة)، فالمناطق القارية والتي يصل عمرها التكويني إلى منتصف البريكامبري، يمكن تصنيفها على سبيل المثال إلى نطاقات مستقرة تُعرف باسم الرسائخ ونطاقات أخرى غير مستقرة تعرف باسم الأحزمة المتحركة أو الأحزمة الأوروجينية أو الأحزمة التجبلية.

وتتألف الرسائخ من غطاء رسوبي منبسط يغطي صخور معقد القاعدة القديمة، والأنشطة البركانية المصاحبة للرسائخ قليلة للغاية، وقد انتابت الرسائخ عبر التاريخ الجيولوجي الطويل تحركات رأسية بسيطة للغاية (تحركات لا سيزمية أو تحركات لا زلزالية أو لا رجفية) نجم عنها عمليات ارتفاع للرسائخ ثم عمليات تعرية ومن بعد ذلك عمليات ترسيب في الأحواض البينية.

أما الأحزمة المتحركة فتتألف من صخور نارية ورسوبيات عالية التشوه فضلاً عن مواد مرتفعة من القشرة الأرضية العميقة، وقد أدت الحركات التكتونية التي تعرضت لها هذه الصخور إلى تكوين أحزمة جبلية، ويمكن النظر إلى الأحزمة التجبلية على أنها مناطق تضاغطية يزداد عندها سمك القشرة الأرضية ويزداد كذلك ارتفاعها بفعل القوى الأيزوستاتيكية.

وتتكون النطاقات المستقرة من القشرة القارية في الوقت الحالي من بقايا مهترئة من الأحزمة التجبلية المتكونة في الأزمنة الجيولوجية السحيقة، وفي حال قام الجيولوجي بالدراسات المكثفة سوف يلاحظ أن النسبة فيما بين الأحزمة الأوروجينية وبين الرسائخ تكون في زيادة بشكل متتالي، حتى يصل إلى بداية العصر البريكامبري، حيث تختفي الرسائخ بشكل كامل حيث أنه لم يتم العثور عليها فيما بعد ذلك الوقت.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: