غياث الدين الكاشي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الكاشي:

هو غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي، كان عالماً رياضياً وفلكياً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في شهرته وزيادة مكانته في زمانه؛ وذلك باعتباره من أفضل العلماء الذين حققوا نجاحاتٍ باهرة في علوم الرياضيات بشكلٍ خاص.

كان غياث الدين الكاشي من مواليد مدينة كاشان فاشان في مدينة خراسان التي كان قد مكث فيها مُعظم حياته، حيث ولد في حوالي عام” 1380″ للميلاد، كما أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة والمشهورة بعلمها وثقافتها في ذلك الزمان، حيث كان والده من أكبر علماء الرياضيات والفلك الذين قدّموا نجاحاتٍ كبيرة.

عُرف عن غياث الدين الكاشي بأنّه كان مُحباً للسفر والتنقّل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم بلاد ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في تقدّم علمه ونفسه، كما أنّه كان يُحب الإستجمام والتنزه والترفيه عن نفسه، إلى جانب ذلك فقد مكّنته سفراته ورحلاته من الإلتقاء بعدد كبير من العلماء، كما أنّه استطاع أن يحصل على كماً هائلاً من العلم والمعرفة؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً تاريخيةً عالمية مُبدعة.

تولّى غياث الدين الكاشي العديد من المهام والمناصب التي زادت من مكانته وقيمته العلمية والعملية في ذلك الزمان، إلى جانب دورها الواضح في شهرته ومعرفته وتميّزه عند العديد من كبار الدول والسلاطين، ففي بداية حياته تلقّى الكاشي دعوةً من حاكم بلاد سمرقند( أولغ بك) في ذلك الزمان، والذي طلب منه أن يأتي إلى البلاد للقيام بعدد من الأعمال والمهام؛ وذلك لاشتهاره بعلمه وعمله، حيث لبى الكاشي طلب ذلك الحاكم وتوّجه إلى مدينة سمرقند التي كان قد مكّث فيها فتراتٍ طويلة من حياته حتى أنّه استطاع أن يُحقق فيها العديد من الإنجازات والإسهامات والنجاحات.

هذا ولم تقتصر اهتمامات وميولات غياث الدين الكاشي على علوم الرياضيات فقط، بل كانت له العديد من الإهتمام والميولات في شتى العلوم والمعارف، حيث اهتم بشكلٍ كبير وواضح في علم الفلك والهيئة إلى جانب اهتمامه بعلم الحساب والهندسة، كما أنّه كانت له بعض الاهتمامات في كل من الأدب والنحو والفلسفة والشعر.

إسهامات وإنجازات الكاشي:

يُعتبر غياث الدين الكاشي واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين كان لهم الفضل الكبير والواضح في مساعدة حاكم مدينة سمرقند في ذلك الزمان في تعليمه كل الأمور التي تتعلق بعلم الرياضيات والفلك، إضافةً إلى أنّه كان واحداً من أشهر ثلاثة علماء الذين برعواً في العلوم الفلكية والرياضية.

تمكّن غياث الدين الكاشي من تحقيق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب دورها في زيادة شهرته وتحسين وضعه المادي، حيث ساهم بشكلٍ كبير وواضح بمساعدة عدد من العلماء في صناعة المرصد الخاص لمدينة سمرقند، كما أنّه نجح في مُساعدة أولغ بك في تقديم دراساتٍ شاملة اختصت بإجراء الأرصاد وعمل الأزياج.

كان غياث الدين الكاشي واحداً من العلماء الذين اشتهروا بعلم الهيئة، إلى جانب أنّه كان ممن اشتهروا في علوم الفلك ومجالاته، حيث استطاع أن يُحقق نجاحاً واضعاً في تدقيق وتصحيح جميع الجداول الخاصة بالنجوم والتي كان قد وضعها عدداً من الراصدون، كما أنّه تمكّن من تقديم تقديراتٍ دقيقة مُتعلقة بكسوف الشمس، إضافةً إلى اعتباره أول من اكتشف أنّ كل من مدارات القمر وكوكب عطار هي عبارة عن مدارتٍ إهليلجية.

إلى جانب ذلك فقد يُعدّ الكاشي أول من ابتكر الكسور العشرية، كما أنّه من أوائل من وضع القانون الخاص الذي يعمل على حساب أحد أضلاع المثلث الثلاثة وذلك من خلال معرفته لقياس الضلعين الآخرين، هذا وقد تمكّن من وضع قانوناً يعمل على جمع الأعداد الطبيعية والتي تكون مرفوعة للأس الرابع.

نجح الكاشي في اختراع حاسوباً ميكانيكي كوكبي يُساعد في حل العديد من المشاكل المُتعلقة بالكواكب، كما أنّه يُمكن من خلال الوصول إلى المواقع الحقيقية لكل من خط طول الشمس والقمر.

أشهر مؤلفات غياث الدين الكاشي:

قدّم الكاشي كغيره من العلماء عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات التي حققت نجاحاتٍ وشهرةٍ كبيرة، كما أنّه كانت وما زالت المرجع الرئيسي للعديد من أصحاب العلم، حيث شملت تلك الكتب على أهم العلوم والمعارف التي كان الكاشي قد توصّل إليها، ومن أشهر تلك الكتب:

  • كتاب” الزيج الخافي “: اعتمد الكاشي في كتابه هذا على كتاب الزيج الإيلخاني الذي ألّفه نصير الدين الطوسي، كما أنّه قدّم في هذا الكتاب شكراً خاصاً لكل من السلطان التيموري وعالم الفلك الشهير أولغ بك، إلى جانب أنّه كان قد وضع فيه عدداً من الجداول الجيبية ذات الثمان منازل عشرية.
  • كتاب” سلم السماء “: تناول الكاشي في كتابه هذا الحديث عن أهم الصعوبات التي كانت قد واجهت من سبقه من علماء وراصدين وفلكيين حول كيفية تحديد حجم الأجرام السماوية، إلى جانب صعوبة تحديد المسافة التي كانت تفصل بين تلك الأجرام كالشمس والقمر والأرض وغيرها الكثير، حيث وضع الكاشي في كتابه هذا أهم الحلول الواجب اتّباعها لحل مثل هذه المشكلات.

المصدر: الكاشيǦamšīd ibn Masʿūd Ġiyāṯ al-Dīn al- Kāšī (13..-1429)غياث الدين الكاشيكتاب تاريخ الرياضيات لجاكاني ستيدال


شارك المقالة: