قصة اختراع الباص

اقرأ في هذا المقال


حتى نتعرف على تاريخ وقصة اختراع الباص المستخدم كوسيلة نقل يجب أن نعرف بدايةً كيف كان يتم نقل الناس قديمًا؟ وما هي وسائل النقل التي ركبوها قبل اختراع الباص؟

كيف كان يتم نقل الركاب قديمًا؟

هل تعلم أنّ وسائل النقل العام موجودة منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، بدأ كل شيء بنظام بسيط من العربات التي تجرها الخيول إلى خطوط السكك الحديدية وأخيراً الحافلات الحديثة وهي الباصات التي نركبها اليوم وغيرها من وسائل النقل المختلفة، كان أول شخص اقترح فكرة نظام النقل العام هو (Blaise Pascal)، الذي أطلق عددًا قليلاً من طرق العربات التي تجرها الخيول في باريس عام 1662م والمعروفة باسم (Five-Penny Coaches).

كانت ناجحة في البداية، لكنها كانت متاحة فقط للنبلاء والعديد من عامة الناس لم تتح لهم الفرصة لركوبها بالتالي كان نظام النقل العام الأول فاشلاً، في عام 1826م، تم اختراع العبارات العامة (Omnibus) وهو أول ابتكار بري في النقل العام (كانت العبّارات العامة شائعة منذ أوائل القرن التاسع عشر)، هي عبارة عن حافلات عامة تجرها الخيول يسحبها حصان إلى ثلاثة خيول حسب حجمها، تستوعب ما يصل إلى 42 راكبًا.

كانت فرنسا هي التي اختبرت نظام النقل العام، ظلت الفكرة قائمة حتى أنّها شقت طريقها إلى مدينة نيويورك، التي أنشأت خطها الشامل بحلول عام 1828م، اعتبر الناس عمومًا وسائل النقل العام أمرًا جيدًا، لكن ركوب وسائل النقل العام المذكورة لم يكن حقًا تجربة مريحة، تمّ إنشاء الطرق المرصوفة،  كانت الحافلة الشاملة باهظة الثمن بعض الشيء بالنسبة للعديد من مواطني المدن، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بدأت المدن في وضع قضبان الشوارع ممّا أدى إلى إنشاء أول أنظمة النقل القائمة على السكك الحديدية.

تم تصور فكرة عربات التلفريك في سان فرانسيسكو، في عام 1873، ابتكر (Hallidie) نظامًا جديدًا لوسيلة النقل من شأنه أن يلغي الحاجة إلى الحيوانات في وسائل النقل العام، التلفريك هو الشكل الأكثر شهرة لوسائل النقل العام في الولايات المتحدة، مهّد هذا الابتكار الطريق لنقل خالٍ من الحيوانات ولكن لسوء الحظ كانت عربات التلفريك غير آمنة تمامًا.

في عام 1881م، تم اختراع وسيلة النقل الترام، هو تطور جديد في النقل الذي يعمل بالطاقة الكهربائية والسكك الحديدية كانت عربات الترام تعمل بالطاقة بواسطة الكابلات، التي تحمل تيارًا كهربائيًا، سرعان ما ظهرت خطوط ترام جديدة وبدأت المدن في التوسع أكثر، بدأ هذا الامتداد حقبة جديدة من تخطيط المدن، أفسح اختراع الترام وجود مناطق تجارية كثيفة في وسط المدينة مع مناطق سكنية أقل كثافة تحيط بالمدينة.

ممّا يؤدي إلى توسيع نطاق وسائل النقل العام إلى الخارج وإلى المناطق التي ستتطور في نهاية المطاف إلى ضواحي المدينة، حدثين كبيرين كانا على وشك التأثير على العالم وشركات النقل على حد سواء، تسبب الكساد الكبير في إغلاق خطوط واسعة النطاق في الثلاثينيات من القرن الماضي وحددت الحصص الغذائية الصارمة في الحرب العالمية الثانية على الإطارات المطاطية والبنزين مصير العديد من الخطوط الأخرى المتعثرة بالفعل.

على الرغم من أنّ عربات الترام توفر وسيلة ملائمة للدخول إلى المدينة والخروج منها، إلا أنّها كانت لا تزال ضحية لبعض القيود المرورية، وهكذا بدأت أنظمة النقل ذات السكك الحديدية الثقيلة في الظهور في المدن الأمريكية الكبرى، ستنقل السكك الحديدية الثقيلة قطارات عبر مسافات طويلة دون عبور حركة المرور، في عام 1892م، كانت شيكاغو أول مدينة في الولايات المتحدة تطور نظامًا للنقل السريع بافتتاح القطار، تبعتها بوسطن بعد فترة وجيزة في عام 1897م، مع أول نظام مترو أنفاق في الولايات المتحدة.

بلغت أنظمة السكك الحديدية في أوائل القرن العشرين ذروتها في حوالي عام 1910م ولكن بحلول عام 1930م، كانت أكثر من 230 شركة للسكك الحديدية إمّا قد توقفت عن العمل أو تحولت إلى حافلات، تشير الدراسات إلى أنّ أنظمة السكك الحديدية فعالة فقط في المدن المكتظة للغاية وهو ما يفسر وجودها اليوم في المدن الكبرى مثل نيويورك ولندن وهونج كونج، بخلاف ذلك تميل المدن إلى الاعتماد على الحافلات لنقل غالبية مواطنيها، لا تزال هناك حاجة كبيرة لوسائل نقل عام يمكن الاعتماد عليها، خاصةً في المدن الكبرى، لذلك ظهرت الباصات.

ماهي قصة اختراع الباص؟

الباص، يعد فئة من المركبات الكبيرة ذاتية الدفع وذات العجلات المصممة لنقل الركاب، بشكل عام على طريق ثابت، تمّ تطويره في بداية القرن العشرين للتنافس مع سيارات الترام من خلال توفير مرونة أكبر في الطريق، في عام 1830م، صمّم السير غولدورثي جورني من بريطانيا العظمى عربة كبيرة يقودها محرك بخاري ربما كان أول حافلة مدفوعة بمحرك، في عام 1895م تمّ بناء حافلة متعددة الاستخدامات تتسع لثمانية ركاب، في ألمانيا تم تشغيل الحافلات المبكرة في الولايات المتحدة في مدينة نيويورك.

نوع واحد من هذه المركبات التي بنتها شركة (Mack Trucks ، Inc)، في عام 1900م، تعمل بمحرك بنزين بسرعات تصل إلى 32 كم (20 ميلاً) في الساعة، حتى عشرينيات القرن الماضي، كان التاريخ التقني للحافلة هو تاريخ الشاحنة الآلية، وتعتبر الحافلات الأولى في وسائل النقل الحديثة، يتم تصنيع غالبية الباصات المدرسية الحالية بنفس طريقة صناعة  الشاحنات، في عام 1921م، تمّ تصنيع أول مركبة بهيكل مصمم خصيصًا لخدمة الحافلات في الولايات المتحدة بواسطة شركة (Fageol Safety Coach Company) في أوكلاند بولاية كاليفورنيا.

كان مصنعو الحافلات (الباصات) الأوائل الآخرون هم (Mack و Yellow Truck & Coach) في الولايات المتحدة وكلاهما صنع نماذج تعمل بالبنزين والكهرباء، في هذه الحافلات كان محرك البنزين يقود مولد التيار المباشر وكان المولد يوفر الطاقة الكهربائية لمحركات القيادة على العجلات الخلفية.

في عام 1931م، تمّ تقديم أول محرك خلفي في ناقل إطار متكامل، تم استخدام محركات الديزل ثنائية الأشواط لأول مرة في الباصات في عام 1938م ولا تزال موجودة في معظم المدن، تم إدخال نظام التعليق الهوائي في عام 1953م واستمر استخدامه في نماذج الحافلات ذات الإطار المتكامل، تتكون من منفاخ مطاطي ثقيل أو نوابض هوائية مثبتة في كل محور من الباص.

يزن الباص حوالي 12000 كجم (26000 رطل) ومحرك ديزل (V-8) وناقل حركة أوتوماتيكي يتم التحكم فيه إلكترونيًا ومكابح هوائية، تتكون الباصات المدرسية بشكل عام من هيكل حافلة تتسع لـ (50) راكبًا، مع زيادة تكاليف الوقود خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، زاد عدد ركاب الحافلات في العديد من المناطق الحضرية حول العالم، تقوم اليوم الشركات بتصنيع باصات تحافظ على البيئة ويتم تصنيعها لتناسب الركاب وبأسعار معقولة نسبيًا.


شارك المقالة: