قصة اختراع البلاستيك الاصطناعي- Bakelite

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع البلاستيك الاصطناعي؟

اليوم تبدو الحياة صعبة كثيرًا من غير استعمال البلاستيك، لكن قديمًا لم يكن متوفرًا لدى الحضارات القديمة وفي العصور الماضية، بالنسبة لمعظم الشعوب فيما مضى، كانت الأدوات والمنتجات قديمًا مصنوعة بشكل أساسي من جلود الحيوانات والعظام والعاج والخشب والمعادن والألياف النباتية وشعر الحيوانات، بدأ الاستخدام الواسع للبلاستيك الطبيعي منذ حوالي ثلاثة قرون وهو الآن يستخدم بكثرة في جميع أنحاء العالم.

تُستخدم هذه المادة المقاومة للحرارة وغير الموصلة والتي يسهل تشكيلها في صنع الألعاب التي نلعبها وأجهزة الكمبيوتر التي نستخدمها والعديد من المنتجات والمعدات التي نقوم بشرائها واستعمالها في مختلف أمورنا اليومية، لكن في الواقع تُعد المواد البلاستيكية الطبيعية مكلفة للغاية وإمكانية الحصول عليها صعبة نوعًا ما، مع الطلب المتزايد على المواد في الثورة الصناعية، بدأ الكيميائيون في البحث وإجراء العديد من الدراسات والتجارب عن مصادر جديدة ومواد أخرى بديلة.

ابتكار البلاستيك الاصطناعي وجهود المخترعين في ابتكاره:

خلال فترة القرن التاسع عشر، تم ابتكار المواد البلاستيكية الاصطناعية، مثل السليلويد، لكن في الواقع كان لا بدّ من اختراع مواد أقوى وأكثر متانة ومرونة، قام المخترعين بإجراء الكثير من التجارب، في النهاية توصل المخترع العظيم (Leo Baekeland) المولود سنة 1863م في بلجيكا، في ابتكار مادة بلاستكية اصطناعية تجارية وهي الباكليت، سُجّلت له العديد من الابتكارات تميز بابتكاره (Velox)، وهو ورق تصوير فوتوغرافي.

كان لدى العالم ليو بيكلاند مختبر في نيويورك، قام بابتكار (Bakelite) سنة 1907م، وهو بلاستيك صلب وغير قابل للاختراق ومقاوم كيميائيًا، صنعه من خلال مزيج من مركبين مشتق من الفينول والفورمالديهايد وقطران الفحم والميثانول، وهو تقدم كبير مقارنة بالمواد البلاستيكية السابقة المعدلة على أساس المواد الطبيعية، مع خصائص العزل الممتازة، تم اعتماد (Bakelite) أول راتينج صناعي يتم إنتاجه تجاريًا.

وكان قد حلّ محل المطاط الصلب في أجزاء من صناعة الطاقة الكهربائية والأجهزة المنزلية. تم تصميم (Bakelite) بقوة وخفة ووزن ومتانة كبيرة، إلى جانب تكلفته المنخفضة ذلك يجعله خيارًا مثاليًا للتصنيع. كما يمكن تشكيله في أشكال لا نهائية تقريبًا، في عام 1909م، تم تقديمه للأشخاص في مؤتمر خاص بالكيمياء، قام المصنعون بإدراك إمكاناته، ومن ثم توسعت استخداماته بسرعة، اشترى الناس المواد المصنعة من قبل الباكليت.

تم تصنيع عدة مواد باستخدامه كالمصابيح والساعات وأجهزة الراديو والهواتف وأدوات المطبخ وأدوات المائدة، والعديد من المنتجات المختلفة، ذلك أدّى إلى ابتكار وطرق تصنيعية جديدة للمنتجات الاستهلاكية ذات التكلفة المنخفضة، ممّا يسمح لمجموعة واسعة من المستهلكين بشراء كميات ومنتجات كان يتعذر الوصول إليها في السابق ويزيد بذلك من أرباح المنتجين، وبهذا تنوعت واختلفت طرق تصنيع وعرض المعدات والمنتجات بأسعار متنوعة وسهل ذلك الأشخاص من شرائها واستعمالها.

أصبح الأشخاص والمنتجين على الفور مهتمين به وبتصنيعه، خصائص أخرى جعلته مناسب للتصنيع في أغراض متعددة. مثل أنه مقاوم للحرارة وغير موصل. لذلك فهو عازل جيد، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص في صناعات السيارات والأسلاك، خلال فترة أوائل القرن العشرين، قام (Baekeland) بتأسيس شركته الخاصة، وتم تسجيل حوالي أربعمائة براءة اختراع تتعلق بأمور متنوعة خلال سنة 1930م، وتم توسيع شركته لتحتل مساحة كبيرة ويتم عرض ابتكاراته فيها.

مع الكثير من الأمور الجيدة التي تميز بها (Bakelite) إلّا أنّه كان هناك عدة مشاكل في طرق تصنيعه، حيث أنه كان هشًا إلى حد ما، ولجعله أكثر مرونة، تمت إضافة عدة مواد في طرق تصنيعه، لسوء الحظ، كانت تلك المواد المضافة لتصنيعه تضعف لونه وتم التخلي عن استعمالاته فيما بعد، بعد مرور فترة من الزمان ظهرت مجموعة كبيرة ومتنوعة من البلاستيك في السوق وتفوقت على (Bakelite) في الكثير الاستخدامات المتنوعة، خلال سنة 1927م انتهت صلاحية براءة اختراع الـ(Bakelite).

في الثلاثينيات وما بعدها، ظهرت مواد أخرى بلاستيكية مثل اليوريا فورمالديهايد وميلامين فورمالدهايد يمكن استعمالها لإنتاج منتجات منزلية بأي لون تقريبًا وبدرجات متفاوتة من الوضوح، وذلك كبديل من (Bakelite)، في عام 1939م، قامت شركة (Baekeland) ببيع العلامة التجارية (Bakelite) لشركة (Union Carbide and Carbon Corporation) كما قامت شركة (Union Carbide) ببيع العلامة التجارية سنة 1992م إلى شركة أخرى، التي وظفت الباكليت لتصنيعه في ألواح الخشب المضغوط.


شارك المقالة: