قصة اختراع الجرارات الزراعية - Tractor

اقرأ في هذا المقال


الجرارات الزراعية – Tractor:

من بين جميع الأدوات الزراعية والآلات العديدة والمتنوعة وتاريخها الطويل على مر السنين لا توجد قطعة معدات زراعية تم استعمالها في المحاصيل والمزارع والحقول أكثر أهمية من آلات الجرارات الزراعية، بين موثوقيتها الدائمة وقوتها الهائلة فقد أصبحت المعيار لكيفية إنجاز العمل في العمليات الزراعية، تم اختراع الجرار منذ ما يزيد عن مائة عام وقصة اختراعه تمثل بدأ تاريخ تطور الزراعة.

إنّ اختراعه عمل على توفير الوقت والجهد في العمليات الزراعية والتصنيع الضخم الذي أدّى إلى انتشار هذه الآلات في الحقول الأمريكية ثم في مختلف دول العالم، الجرارات غالبًا ما تأتي بتصميمين هما دفع بعجلتين ودفع رباعي، إمّا بمحور واحد أو محورين على التوالي، كانت الجرارات المبكرة جميعها ذات دفع ثنائي، حتى تم ظهور جرارات الدفع الرباعي في الستينيات.

ما هي قصة اختراع الجرارات الزراعية – Tractor؟

عند أول ظهور له تم تحريكه بواسطة محرك البخار وذلك في عام 1868م تم بناء هذه المحركات كقاطرات صغيرة على الطرق وتم التعامل معها بواسطة مشغل واحد وذلك في حال كان وزن المحرك أقل من خمسة أطنان، أدّى ظهور ذلك النوع من المحركات لتطوير مبدأ عمل الجرارات القديمة، تم استخدام الجرارات في البداية للنقل البري العام، كان الجرارات البخارية الأكثر شهرة هي (Garrett 4CD).

يعود الفضل إلى شركة (Charter Gasoline Engine) في ستيرلنج في إلينوي لأول مرة باستخدام البنزين كوقود، أدّى إنشاء تشارتر لمحرك يعمل بالبنزين في عام 1887م إلى ظهور جرارات مبدأ عملها يقوم بمحركات بالبنزين تستخدم في الجرارات المبكرة الصنع، قامت شركة تشارتر بتكييف محركها مع هيكل محرك الجر البخاري (Rumley) وفي عام 1889م قامت بإنتاج ست من الآلات لتصبح واحدة من أولى محركات الجرارات العاملة بالبنزين.

جهود الشركات والمخترعين في ابتكار الجرارات الزراعية:

توجد أدلة تبين أثر استخدمها بواسطة الغاز، وهذا ما أشار إليه كتاب ساندرز، وذلك يعود لجهود المخترع العظيم جون فروليش، من ولاية أيوا قرر تجربة طاقة البنزين للدرس، حيث إن الفضل في تطوير ابتكار الجرارات يعود له وهو المخترع الذي عاش في قرية صغيرة وقام بتحسين مبدأ عملها، طور (Froelich) أول محرك جر يعمل بالغاز في عام 1892م، وكانت أفضل من المحركات التي تعمل بالبخار حيث كانت بطيئة للغاية ويصعب تحريكها.

بعد ذلك العمل لجرار (Froelich)، أصبح هو المخترع الرائد وصاحب جرار (Waterloo Boy) الذي يعمل بواسطة البنزين وكان عمليًا، جراره كان عبارة عن سلسلة طويلة تعمل من خلال محركات البنزين، بعد ذلك ظهر جرار (John Deere) الشهير ذو الأسطوانتين، بعد أن أصبح البنزين وقودًا مألوفًا في أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت محركات الجر التي تستخدم الغاز هي الرائدة في السوق، قام (Froelich) بتوصيل جراره أثناء الحصاد في ولاية ساوث داكوتا ونجح باستخدام الجرار الزراعي.

يوجد أدلة تظهر بأنّ الجهود الرائدة في إنتاج محرك جر الغاز تعود إلى عام 1894م، أو ربما قبل ذلك عندما جاء ويليام باترسون من ستوكتون بكاليفورنيا لصنع محرك تجريبي، وادعت أنّ عام 1892م هو تاريخ محرك الجر الغازي في باترسون، على الرغم من أن تواريخ براءة الاختراع تشير إلى عام 1894م، كانت الآلة الأولى تعمل، ولكنها لم تكن جيدة بما يكفي لإنتاجها، استمر التقدم وبدأت التحسينات على المحركات في التطور مع استمرار تاريخ الجرارات.

بحلول عام 1903م، نجح كل من (Charles W. Hart و Charles H. Parr) طلاب الهندسة في جامعة ويسكونسن في بناء أول جرار أمريكي باستخدام محرك بنزين ثنائي الأسطوانات واصلت شركتهم بناء 15 جرارًا زراعيًا، يتم عرض جرارهم الذي يبلغ وزنه 14000 رطل الآن في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي في واشنطن العاصمة باعتباره أقدم جرار بمحرك احتراق داخلي في الولايات المتحدة ونقلوا الإنتاج إلى ولاية آيوا في مطلع القرن، وأنتجوا أول جرار ناجح في أمريكا الشمالية.

بين عامي (1916-1922)م، كان هناك أكثر من 100 شركة تنتج جرارات زراعية للاستخدامات الزراعية، مع مرور الوقت تطورت صناعته وتضاعف إنتاجه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المنافسة والتعاون بين مختلف الشركات المصنعة والتكنولوجيا المستمرة، كانت شركة (Waterloo) هي الأساس في هذا التطور، حيث استثمرت في أبحاث الجرارات في عام 1911م، ممّا أدّى إلى تطوير جرارات تعمل بالكيروسين تنافس محركات البنزين.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى قامت شركة (Deere & Company) في إلينوي بشراء (Waterloo) في عام 1918م، رأى رئيس شركة (Deere & Company،William Butterworth) الإمكانات الهائلة لعمل الجرارات واستمر في إنتاج نماذج جرار (Waterloo)، كان (John Deere) قد أنشأ سابقًا أول محراث فولاذي بحلول عام 1928م، تم تقديم أول جرار للأغراض العامة ممّا أدّى إلى زيادة الإنتاجية.

حتى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت الجرارات الزراعية تحتوي على عجلات فولاذية، ممّا جعل المزارعين حذرين للغاية بشأن ما إذا كانت العجلات المطاطية ستكون قادرة على القيام بنفس الذي تقوم به تلك الجرارات الفولاذية، عندما تم تقديم أول نموذج (John Deere Model D)، انضم مصنعون آخرون في صناعة وإنتاج الجرارات، أدت المنافسة لانخفاض الأسعار وأصبحت الجرارات ميسورة التكلفة بالنسبة للمزارعين الذين يمكنهم زيادة إنتاجية مزارعهم مع توفير الوقت والعمالة.

أصبح تصنيعه بشكل أصغر حجمًا وأخف وزنًا لإنشاء آلات أكثر كفاءة، وقد تم استخدامها دوليًا، قام هنري فورد بصناعة جرارات حديثة ووضع العلامة التجارية في إنجلترا التي أطلق علبها اسم (Fordson) على الرغم من توقف نظيرتها الأمريكية عن الإنتاج في عام 1928م، بدأت جميع الدول في جميع أنحاء العالم في بناء وتسويق الجرارات خلال منتصف القرن العشرين مثل لامبورغيني في إيطاليا وماهيندرا في الهند.

كلتا الشركتين صنعتا الجرارات ابتداءً من عام 1948م للأسواق المحلية والدولية، في حين أنّ هناك المئات من مصنعي الجرارات حول العالم، استمر تطور الجرارات وبحلول عام 1966م، أصبح (Deere) أول مصنع يقدم للمزارعين جرارًا مزودًا بقضيب دحرجة للمساعدة في حماية المشغل، كما بدأت الجرارات الزراعية تتميز بمقاعد أكثر راحة للمشغل وواقي صوت يحمي كابينة الجرار ممّا يساعد على حمايتها من الحرارة والبرودة والغبار.

مع التقدم التكنولوجي، أصبحت الزراعة آلية أكثر فأكثر، إنّ الجرارات الحديثة تساعد المزارعين على أن يكونوا أكثر كفاءة وفعالية ودقة، تُعتبر شركة ماهيندرا هي الشركة المصنعة للجرارات الأكثر مبيعًا في العالم من حيث الحجم اعتبارًا من عام 2010م، تعني التحسينات المستمرة أنّ الجرارات هي آلات أخف وأسرع وأكثر كفاءة من تلك التي تعمل بالبخار، ممّا يجعلها ضرورية لمجموعة متنوعة من الصناعات.


شارك المقالة: