قصة اختراع الحرير الاصطناعي

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الحرير الاصطناعي؟

في الماضي ومنذ سنوات بعيدة تم استعمال المواد الطبيعية بما في ذلك الحرير والقطن، في أمور متنوعة قامت الحضارات القديمة باستعمال هذه المواد حيث أنّه كان يتم تقسيمها إلى خيوط، ونسجها إلى أقمشة بسيطة ومُلّونة بالأصباغ، ومع نمو التكنولوجيا وتطورها، بدأ العلماء في إيجاد خيارات جديدة وحاولوا استخدام المواد الاصطناعية (بما في ذلك الحرير) لصنع الأقمشة بدلاً من استخدام المواد التي يصعب العثور عليها.

تعمل الأقمشة الاصطناعية على تحسين المشكلات التي نواجهها عند استعمال الأقمشة الطبيعية، وقد تكون كلفة تصنيعها أقل. كانت التجارب بدايةً هي فقط مجرد محاولة لإعادة إنشاء الأقمشة الطبيعية وتحسين خصائصها، أو على الأقل التقليل من تكاليف صناعتها، كانت أول محاولة تم تسجيلها لصنع ألياف تركيبية خلال سنة 1664م، عندما اقترح العالِم (Robert Hooke) أنّ هناك إمكانية لإنتاج ألياف تركيبية أفضل من الحرير الطبيعي.

جهود المخترعين في ابتكار الحرير الاصطناعي:

في الواقع لم يتغير شيء منذ أكثر من قرنين من الزمان، بعد فترة قام أشخاص بتطوير أقمشة اصطناعية حتى يقوموا بالتصدي للمشاكل التي كانوا يواجهونها في طرق صناعة الألياف الطبيعية، وذلك مثل تجعد وانكماش القطن والحرير والصوف، لكن بعد إدخال المواد الاصطناعية والمواد التركيبية أصبح هناك راحة كبيرة في تصنيع الألياف، وقدرات كبيرة على تشكيلها بألوان متعددة ومقاومة التآكل وانخفاض التكاليف، عُدّ (رايون) أول حرير صناعي يتم تصنيعه من الخشب أو لبّ القطن.

في القرن التاسع عشر تم ابتكار أو حرير اصطناعي من قبل العالِم العظيم جورج أوديمار من سويسرا وذلك خلال عام 1855م، حيث أنه قام باستعمال لحاء التوت السائل ومطاط صمغ حتى يقوم بصناعة الخيوط، قام بالذهاب بدايةً إلى السيد جوزيف سوان الذي قد خطرت بباله فكرة ابتكار الرايون في نفس الوقت تقريبًا، وباستعمال عملية مماثلة لأوديمار، تم إنتاج الرايون، حيث تميز بملمسه الناعم، وقدرته الفائقة على امتصاص الرطوبة وسهولة صبغه.

لكن كان هناك بعض المشاكل بطرق تصنيعه حيث كانت طرق تصنيعه بطيئة للغاية، ذلك دفع عالِم آخر من فرنسا ليقوم بتحسن الحرير الاصطناعي خلال سنة 1884م، وهو الفرنسي هيلير شاربونيت، حيث أنه تم الإعلان على براءة اختراع لحرير صناعي كان يتكون من ألياف قائمة على السليلوز وتم إطلاق عليه اسم حرير شاردونيه، خلال سنة 1889م، أحدثت أقمشة الحرير الصناعي الخاصة به ضجة كبيرة وذلك بسبب الإقبال الكبير عليه وكان ذلك خلال معرض في باريس.

بعد ذلك بعامين، قام شاربونيت بإنشاء مصنع تجاري في بيسانكون، فرنسا، لتصنيع الحرير الصناعي وتحسين خصائصه واستعمالاته وطرق تصنيعه واشتهر بعد ذلك باسم (صاحب اختراع الحرير الصناعي) لكن في الواقع وللأسف بعد فترة من الوقت أصبح الحرير الخاص به قابل للاشتعال للغاية، ولم يتم عرضه في السوق، خلال سنة 1894م، عمل بعض المخترعين من بريطانيا على تحسين الحرير الاصطناعي بخصائص جديدة وهم: تشارلز كروس، إدوارد بيفان وكلايتون بيدل.

وتم تسجيل براءة اختراع لطريقة متقنة وآمنة لصنع الحرير الاصطناعي الذي عُرف فيما بعد بحرير الفسكوز، قامت شركة (Avtex Fibers Incorporated) بإنشاء حرير صناعي وتم إنتاجه تجاريًا سنة 1910م في الولايات المتحدة. وتم استعمال كلمة رايون مرة أخرى في عام 1924م، خلال أوائل القرن العشرين، تم إجراء عدة محاولات لتصنيع الحرير الاصطناعي في الولايات المتحدة.

لكن في الواقع لم تنجح تجاريًا على الإطلاق، حتى قامت شركة (American Viscose Company)، التي أسسها (Samuel Courtaulds and Co. Ltd)، وقامت بتصنيع الحرير الصناعي سنة 1910م، خلال تلك الفترة، أصبح آلية تصنيع الحرير الصناعي الأمريكي تزداد وذلك لتلبية الطلب المتزايد بحلول منتصف العشرينات من القرن الماضي، لذلك بدأ الاستعمال يزداد بشكل تدريجي للألياف المصنعة من الحرير في السوق الأمريكية.

في عشرينيات القرن العشرين، تم استعمال الحرير الصناعي في الكثير من الأمور المتنوعة والمختلفة بما في ذلك خيوط التريكو وكذلك المنسوجات وذلك لصناعة كافة أنواع الملابس، يدخل أيضًا في صناعة الملابس الرياضية، وفي صناعة بعض الملابس القطنية، وفي صناعة أقمشة التطريز.

خصائص الحرير الصناعي مختلفة حسب عملية صنعه، فمن الممكن أن يصنع بسرعة حسب أنواعه، ومن الممكن أن يستغرق ذلك وقتًا، يتم الآن استخدام بعض أنواعه في صناعة المفروشات المنزلية، يمكن لمصنعي الألياف اليوم أن يجمعوا بين خصائص الألياف ويقوموا بتطويرها وتعديل خصائصها بسبب التقدم المستمر في التكنولوجيا.


شارك المقالة: