قصة اختراع العشب الاصطناعي

اقرأ في هذا المقال


منذ أكثر من خمسين عامًا، أثبت العشب الصناعي نجاحه الكبير، قد نكون معتادين جدًا على رؤية العشب الصناعي الآن لدرجة أننا نعتبره أمرًا مفروغًا منه، ولكن ما هي قصة اختراعه؟ سنتعرف على قصة اختراعه عزيزي القارئ في هذا المقال.

العشب الاصطناعي:

منذ ظهوره لأول مرة كانت تتم صناعته من ألياف تركيبية مصنوعة تبدو وكأنها عشب طبيعي، غالبًا ما يتم استخدامه في ساحات الرياضات التي كانت تُلعب عادةً على العشب الطبيعي، يتم استخدامه الآن في المروج السكنية والتطبيقات التجارية أيضًا، العشب الصناعي يتحمل الاستخدام الكثيف، ولا يتطلب الري.

مع أنّه متعدد المزايا له جانبه السلبي أيضًا يمكن تلخيصها بالعمر المحدود للاستخدام ومتطلبات التنظيف الدورية، بعد فترة تم تصنيعه من النايلون، وهو أكثر مرونة بنسبة تصل إلى 40 في المائة وأقوى بنسبة 33 في المائة من الألياف الأخرى.

ما هي قصة اختراع العشب الاصطناعي؟

في البداية، تم استخدامه بشكل أو بآخر في الملاعب والساحات الرياضية، بسبب الفوائد التي يقدمها، شق طريقه إلى السوق المحلية، وذلك بسبب أنّه لا يتطلب سقيًا أو تقليمًا، ويمكن الحفاظ عليه في حالة جيدة بأقل جهد وهو أمر يستهوي الكثير من الناس، استغرق الأمر عقدين من الزمن لبدء اعتماده على نطاق واسع، ومما لا شك فيه أن التطورات في التكنولوجيا ساعدت في عملية تصنيعه ابتكاره، قامت بعض المنازل والشركات بوضع سجاد من العشب كغطاء أرضي بديل.

أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، قامت شركة (Chemstrand)، وهي شركة تابعة لشركة (Monsanto Industries)، بتطوير ألياف تركيبية، برئاسة الدكتور هارولد جورز، اقترح الدكتور جوريس أن تقوم (Chemstrand) بتطوير سطح لعب حضري مثالي وقد علم (Gores) بكل من أبحاث (Chemstrand) حول الألياف الاصطناعية، عام 1964م، قامت مجموعة (Creative Products Group) بتركيب عشب صناعي في مدرسة (Moses Brown) في بروفيدنس رود آيلاند.

كان هذا أول تركيب على نطاق واسع لعشب صناعي، عام 1965م، قام القاضي روي هوفينز ببناء (AstroDome) في هيوستن، بعد إجراء عدة دراسات حول استعمال العشب الاصطناعي، قام بمناقشة أمر استبدال العشب الطبيعي بسطح لعب اصطناعي جديد (Monsanto)، أدى ذلك إلى تركيب عشب بلاستيكي معروف باسم (Astroturf)، أصبح هذا المصطلح منذ ذلك الحين يُطلق على أي عشب صناعي طوال أواخر القرن العشرين.

ترأس ديفيد تشاني، فريق الباحثين في حديقة تريانجل بارك الذين قاموا ببتكار أول عشب صناعي بارز، أصبح اسم (AstroTurf) علامة تجارية للعشب الصناعي، شارك جيمس فاريا وروبرت رايت من شركة مونسانتو إندستريز في ابتكار وتحسين صناعة (Astroturf)، بعد ذلك تم تسجيل براءة اختراع لـ (Astroturf) في 25 ديسمبر 1965م، وأصدرتها (USPTO) في 25 يوليو 1967م.

قام فريق البحث والتطوير بشركة مونسانتو بتجعيد خيوط النايلون بعد البثق، جعل هذا النسيج سطح العشب أقل انزلاقًا كما تسبب في أن يتخذ الوبر مظهرًا واتجاهًا أكثر اتساقًا، تم استخدام العشب الصناعي لأول مرة في دوري البيسبول في هيوستن أسترودوم، بدايةً يتم إدخال الألياف في امتداد من القماش الداعم، بعد ذلك يتم وضع مادة لاصقة من أجل ربط خصلات الألياف بالدعامة، يجب أن يكون اللاصق مرنًا وقد تم تركيب كل من البولي يوريثين والبولي فينيل كلوريد لتحسين متانة العشب.

في سبعينيات القرن الماضي، تم تطوير صناعة العشب الصناعي، بمقاس 20-25 مم، تم استخدام حشوة رملية، في هذا الوقت بدأ العشب الصناعي أيضًا يشق طريقه إلى أوروبا، تم تقديم مادة البولي بروبيلين كبديل للنايلون، كان لها ميزة كونها أرخص، أصبح استخدام العشب الصناعي والأسطح المماثلة منتشرًا في الولايات المتحدة وكندا، حيث تم تركيبه في كل من الملاعب الداخلية والخارجية.

قرب نهاية التسعينيات، تم إحراز مزيد من التقدم، لتصنيع العشب ووصلت مقاسات تصنيعه إلى (50-70)مم، وكبديل لحشو الرمل، تم إدخال حشوة الفتات المطاطية، ثبت أنّ هذا أكثر راحة للرياضيين وبدأ العشب الاصطناعي في الظهور أكثر شهدت هذه الفترة ازدهارًا في استخدام العشب الصناعي، وأصبح يتم استخدامه في المناظر الطبيعية والترفيهية، وملاعب الجولف والمتنزهات ومناطق الجذب السياحي.

في أوروبا تم تركيب أكثر من أربعة ملايين متر مربع من العشب الصناعي، عام 2005م تحول كل دوري كرة القدم الكندي (CFL) إلى العشب الصناعي (باستثناء إدمونتون الذي يلعب على العشب الحقيقي)، لا يزال العشب الصناعي يحظى بشعبية كبيرة في الملاعب والساحات الرياضية، في عام 2012 م تم الإبلاغ عن أكثر من عشرة آلاف من أسطح لعب العشب الاصطناعي في الملاعب الرياضية المهنية والمدارس والكليات والمتنزهات في جميع أنحاء أوروبا.


شارك المقالة: