قصة اختراع المدفع

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع المدفع؟

نشأة المدفع في الحضارات المختلفة:

ظهر أقدم تصوير معروف للمدفع في عهد أسرة سونغ الصينية في القرن الثاني عشر ومع ذلك لم تظهر الأدلة الأثرية والوثائقية للمدفع حتى القرن الثالث عشر، في عام 1288م، سُجل أنّ قوات أسرة يوان استخدمت مدفعًا يدويًا في القتال، بحلول أوائل القرن الرابع عشر، ظهرت صور المدفع في الشرق الأوسط وأوروبا، بحلول نهاية القرن الرابع عشر، انتشر المدفع في جميع أنحاء أوراسيا، المدفع مشتق من الكلمة الإيطالية القديمة (cannone) والتي جاءت من اللاتينية (canna)، تم استخدام هذه الكلمة للإشارة إلى البندقية منذ عام 1326م في إيطاليا و1418م في إنجلترا.

غالبًا ما يعتبر البعض أنّ مدفع هيلونغجيانغ اليدوي هو أقدم سلاح ناري منذ اكتشافه بالقرب من المنطقة التي يشير تاريخ يوان إلى وقوع معركة باستخدام مدفع يدوي وفقًا لتاريخ يوان، في عام 1288م، قاد قائد من الجورشن يُدعى لي تينغ قوات مسلحة بمدفع يدوي في معركة ضد الأمير نيان، تم استخدام المدفع على نطاق واسع في الحرب الصينية، في عام 1358م، فشل جيش مينغ في الاستيلاء على مدينة بسبب استخدام الحاميات للمدافع، لاحقًا أثناء حصار سوتشو عام 1366م، بدأت مملكة جوسون الكورية في إنتاج البارود عام 1374م والمدافع عام 1377م.

أقدم مدفع موجود في أوروبا هو مثال صغير من البرونز تمّ اكتشافه في لوشولت، سكانيا، في جنوب السويد، يعود تاريخه إلى أوائل منتصف القرن الرابع عشر، لا يوجد إجماع واضح حول موعد ظهور المدفع لأول مرة في العالم الإسلامي، حيث تراوحت التواريخ من عام 1260م إلى منتصف القرن الرابع عشر، ربما ظهر المدفع في العالم الإسلامي في أواخر القرن الثالث عشر، حيث ذكر ابن خلدون في القرن الرابع عشر أنّه تمّ استخدام المدفع في منطقة المغرب العربي بشمال إفريقيا عام 1274م.

أبحاث عسكرية عربية أخرى في القرن الرابع عشر تُشير إلى استخدام مدفع من قبل القوات المملوكية في 1260 و 1303م، في عام 1464م، تمّ إنشاء مدفع سعة 16000 كجم (35000 رطل) في الإمبراطورية العثمانية، أصبح المدفع كمدفعية ميدانية أكثر أهمية بعد عام 1453م، مع إدخال الرشاشات، ممّا أدّى إلى تحسّن كبير في قدرة المدفع على المناورة والحركة وصل المدفع الأوروبي إلى شكله الكلاسيكي الأطول والأخف وزنًا والأكثر دقة وفعالية حوالي عام 1480م، ظلّ تصميم المدفع الأوروبي الكلاسيكي هذا ثابتًا نسبيًا في الشكل مع تغييرات طفيفة حتى خمسينيات القرن الثامن عشر.

المدفع الرشاش:

كان مدفع رشاش جاتلينج هو أول سلاح ناري موثوق وفعّال وقام بإطلاق ضربات نارية متواصلة، اخترعه ريتشارد جاتلينج خلال الحرب الأهلية الأمريكية، كان تصميم المدفع خاصته سريع الطلقات ويتميز بسرعة إطلاق النيران كان والد أيضاً جاتلينج مخترعاً، تمّ استخدم مدفع جاتلينج لاحقًا في الحرب الإسبانية الأمريكية ولكن حلّت محله أسلحة متطورة بعد فترة وجيزة، بعد سنوات، أعاد الجيش الأمريكي تقديم التكنولوجيا الكامنة وراء البندقية، وحلّت البندقية محل المدفع الرشاش، مدفع جاتلينج يتكون من عدة براميل تدور حول محور مركزي ويمكن إطلاقه بمعدل سريع.

عادةً ما يطلق المدفع قذيفة باستخدام وقود كيميائي متفجر، في الماضي كان يستخدم البارود الأسود لإطلاق القذائف، يختلف المدفع في القياس ومعدل إطلاق النار؛ تجمع أشكال مختلفة من المدافع بين هذه السمات وتوازنها بدرجات متفاوتة، اعتمادًا على الغرض من استخدامها في ساحة المعركة، أثناء محاولة بيع جاتلينج  المدافع الرشاشة إلى الاتحاد، كان عضوًا نشطًا في (Order of American Knights)، وهي مجموعة الكونفدراليين.

سرعان ما قام جاتلينج بتحسين النسخة الأصلية من المدفعية ذات الست براميل، عيار 0.58 والتي أطلقت 350 طلقة في الدقيقة، اعتمد الجيش الأمريكي مدفع جاتلينج في عام 1866م وظل هو المعيار حتى تم استبداله في أوائل القرن العشرين بمدفع رشاش  للمخترع مكسيم، كان المدفع خاصته يبلغ طوله 26 قدمًا 22 طناً.

المدفع الحديث:

المدفع الحديث، عبارة عن آليات معقدة مصبوبة من فولاذ عالي الجودة ومُشَكَّلة  بشكل مميز، ظهرت قطع مدفعية ضخمة في أوروبا في القرن الخامس عشر، تم استخدام كلمة مدفع فقط على أنواع خاصة من الأسلحة، كانت تنقسم عادة إلى مدفع ملكي أو مدفع مزدوج، يزن حوالي 8000 رطل (3630 كجم) لم يطلق على البنادق الكبيرة الأخرى اسم مدفع ولكنها حملت أسماء مختلفة (على سبيل المثال، كولفيرين) التي تشير إلى حجمها ووظيفتها.

خلال الربع الثالث من القرن السابع عشر، تمّ تحديد المدافع الكبيرة حسب وزن مقذوفاتها وثانيًا من خلال خصائصها الأخرى أي ما إذا كانت أنواعًا ميدانية أو تستخدم كحصار وما إذا كانت خفيفة أم ثقيلة، تمّ إطلاق اسم المدفع تدريجياً على كل بندقية يتم إطلاقها بتجويف أكبر من بوصة واحدة، في القرن العشرين، كانت تسمّى مدافع إطلاق النار السريع التي يبلغ قطرها 20 مم (0.8 بوصة) وتطلق قذائف متفجرة المدفع الآلي.

في عام 1953م، قدّم الجيش الأمريكي مدفعًا يبلغ قطره 280 ملم وهو أول مدفع مصمم لإطلاق قذائف متفجرة ذرية؛ كان يسمّى مدفع ذري، تم عرض أسلحة مماثلة في عام 1957م، في السنوات اللاحقة، تم تركيب المتفجرات الذرية في قذائف صغيرة بما يكفي لإطلاقها في المدفعية.


شارك المقالة: