قصة اختراع بدلة الفضاء

اقرأ في هذا المقال


في الواقع كان هناك حاجة ماسة لتصميم بدلات مخصصة لرواد الفضاء لمساعدهم على التحرك في الفضاء بأمان؛ ليتم استكشاف الفضاء ودراسته بشكل جيد، وحتى يتم جمع المعلومات الكافية واللازمة، كانت هذه البدلات لها أثر مهم للتعرف على الفضاء، وقد تبدو بدلة الفضاء بسيطة في تصميمها لكن في الواقع يقوم المختصون بتصميمها بشكل مُتقن للغاية، كما أنه يتم تطوير صناعتها بشكل مستمر، لتحمي رائد الفضاء من الظروف البيئية على الفضاء.

ما هي قصة اختراع بدلة الفضاء

بدلات الفضاء التي تم تصميمها قديمًا مختلفة تمامًا عن البدلات المستعملة في وقتنا الحالي. يقوم رواد الفضاء بارتدائها للبقاء بأمان في الفضاء. تمت صناعة بدلات الفضاء التي تم استعمالها لأول مرة من قبل “ناسا” وتم ارتداء بدلات ميركوري داخل المركبة الفضائية فقط. وهي تُستخدم في محطة الفضاء الدولية. قامت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) بمهام استكشاف الفضاء المأهولة بالولايات المتحدة منذ عام 1958م ومنذ ذلك الوقت بدأ تصميم بدلات الفضاء.

قديمًا عندما طار رواد فضاء ناسا لأول مرة إلى الفضاء جرت أول عمليات السير في الفضاء التي قامت بها وكالة ناسا خلال برنامجها الفضائي، واسمه الجوزاء. في الواقع لقد عُدّت بدلات الجوزاء أفضل من بدلات ميركوري. كما أن بدلات الجوزاء كانت أبسط من حيث التصميم، لم تحتوي هذه البدلات على أجهزة تحمي رائد الفضاء، فقط كانت مزودة بخرطوم يوصل رائد الفضاء بالمركبة الفضائية. حيث يستنشق رائد الفضاء الأكسجين من المركبة الفضائية عبر الخرطوم.

بعد ذلك أصبح يتم ارتداء بدلات الفضاء على القمر من قبل رواد الفضاء وحتى لو كانت المركبة الخاصة بهم بعيدة عنهم، كان يتم تصميم بدلات الفضاء بشكل متقن خاصةً، كانت بدلات أبولو مصنوعة للسير على أرض صخرية. بعد وقت لاحق عندما دار رواد الفضاء على محطة فضائية تُسمّى (Skylab). كانت بدلاتهم الفضائية تشبه بدلات أبولو من بعض النواحي. أثناء إطلاق وهبوط مكوك الفضاء، ارتدى رواد الفضاء بدلات برتقالية.

بعد وقت لاحق ارتدى رواد الفضاء بدلات فضاء بيضاء ثقيلة عند السير في الفضاء خارج مكوك الفضاء. تستخدم هذه البدلات البيضاء الثقيلة في بعض الأحيان عندما يذهب رواد الفضاء في عمليات سير في الفضاء خارج المحطة الفضائية. عقدت العديد من المؤتمرات من أجل مناقشة موضوع تصميم بدلات لفضاء كان أهمها في 29 يناير 1959م حيث حضر أكثر من 40 خبيرًا المؤتمر الأول لبدلات الفضاء كان هناك ثلاثة منافسين أساسيين.

الشركات هي: شركة (David Clark في Worcester)، ماساتشوستس (مورد رئيسي لبدلات ضغط القوات الجوية)، وشركة اللاتكس الدولية في دوفر، ديلاوير، وشركة (BF Goodrich Company of Akron)، كانت قد تنافست لتقديم أفضل تصميمات بدلات الفضاء بحلول الأول من يونيو لإجراء سلسلة من التقييمات الاختبارات. كما حصلت شركة (Goodrich)  على الموافقة لتصميم لبدلة الفضاء (Mercury) في 22 يوليو 1959م.

أهم التطورات في تاريخ ابتكار بدلة الفضاء

تم إجراء تطوير لتصميم بدلة الفضاء في الولايات المتحدة، حيث كان الاتحاد السوفيتي قوة مهيمنة في أعمال إنتاج  البدلة الفضائية، قادت شركة زفيزدا الروسية التطوير المبكر للبدلات الفضائية السوفيتية وأنتجت جميع البدلات الروسية، بما في ذلك البدلات المستخدمة اليوم في عمليات السير في الفضاء بقيادة روسيا في محطة الفضاء الدولية. كما هو الحال مع الجهود المبذولة في الولايات المتحدة، قام فريق التصميم الخاص بهم بإنشاء واختبار العديد من بدلات الفضاء على مدى عقود.

نوعا البدلات اللذان شهدا أوسع استخدام في الفضاء هما بدلات سلسلة (Sokol وOrlan) تم تقديم بدلة (Sokol) عام 1973م ليتم ارتداؤها أثناء الإطلاق والهبوط ولا تزال تستخدم حتى اليوم في جميع رحلات مركبة الفضاء. كما تم تقديم (Orlan) في عام 1977م لاستخدامها أثناء السير في الفضاء من محطات (Salyut) الفضائية، ثم تم استخدامها في محطة (Mir) الفضائية، وتستخدم الآن في محطة الفضاء الدولية إلى جانب البدلة الأمريكية.

البدلات الروسية تصميمها مختلف قليلاً عن البدلات الأمريكية. تقوم الولايات المتحدة باستخدام أحدث المواد والتقنيات لتوفير أعلى مستويات الأمان في تصميم البدلات الفضائية. قام الصينيون بإنتاج بدلاتهم الخاصة بهم وكانت شبيهة ببدلات الفضاء سوكول وأورلان، تقوم الهند أيضًا بتطوير بدلاتها الخاصة لبرنامج الفضاء الخاص بها. حتى يتم تصميم بدلة الفضاء يجب أن يتم جمع معلومات كافية لبيئة الفضاء، تلك المعلومات توجه المهندسين والفنيين في اختيار المواد وتصميم المكونات اللازمة لإنشاء بدلة الفضاء.

تعمل ناسا على صنع بدلات عصرية جديدة، ستسمح البدلات الجديدة لرواد الفضاء بالعمل بأمان على أرض صخرية. كما أنه من المخطط بأن بدلات الفضاء الجديدة ستساعد رواد الفضاء على القيام بأشياء لم يكن بوسعهم فعلها من قبل. بفضل التطور في التكنولوجيا ستجعل البدلات الجديدة من السهل على رواد الفضاء التحرك بحرية وأمان، وستحتوي البدلات الجديدة على أجزاء يمكن تبديلها.


شارك المقالة: