قصة اختراع جهاز إنذار الحريق

اقرأ في هذا المقال


الطرق المستعملة قديمًا في مكافحة الحرائق:

في القرن التاسع عشر، مع استمرار ازدحام المدن، بدأت السلطات في استخدام أبراج الجرس كتنبيهات حريق على مستوى المدينة. كانت مواقعهم المركزية مثالية لتعظيم فعالية الإنذار في حال حدوث حرائق وساعدت تبليغ مكافحة الحرائق بشكل أسرع من أي وقت مضى، أعادت مدينة فيلادلفيا بناء برج الجرس كما طورت أنماط رنين فريدة لتنبيه المواطنين إلى المكان الذي اشتعلت فيه النيران.

وحتى مع هذا التطور، ظلت أوقات الاستجابة سيئة بسبب عدم القدرة على التوصل للموقع بشكل واضح، غيرت العديد من الاختراعات في القرن التاسع عشر بشكل أساسي الكشف عن الحرائق بشكل أفضل، تم بناء أول نظام إنذار حريق على مستوى المدينة في بوسطن، ماساتشوستس. اتخذ هذا النظام فكرة برج الجرس المركزي وحوله إلى محطة مركزية، تم إرسال إشعار من صندوق في حي إلى مركز تشغيل مركزي.

عندما كان يتم تلقي إنذار حريق تدق المحطة المركزية برج الجرس وتعطي إشارة للحي المحدد للمكان الذي نشأت منه الإشارة، بذلك تحسنت أوقات الإرسال بشكل كبير بسبب القدرة على تحديد موقع الحريق، حتى مع إطلاق أنظمة إنذار الحريق على مستوى المدينة، كانت المدن لا تزال بحاجة إلى أجهزة حديثة للتصدي للحرائق، فمثلًا قتل حريق شيكاغو العظيم عام 1871م المئات ودمر البنية التحتية للمدينة.

مما يؤكد الحاجة إلى تشييد المباني وفقًا لمعايير معينة لمنع اندلاع الحرائق وانتشارها. أدى التركيز الجديد على تصميم المباني الأكثر أمانًا إلى ظهور الكثير من قوانين البناء ضد الحرائق، بينما ساعد هذا في تحسين السلامة من الحرائق في المساكن والمباني التجارية، لكن كان لا بد من اختراع أجهزة الحرائق للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة.

ما هي قصة اختراع أجهزة إنذار الحريق؟

تعتبر أجهزة إنذار الحريق المثبتة في العديد من المنازل والشركات اليوم نتيجة للكثير من الجهود للعمل على تصميمها، وهي تشتمل على سلسلة من أجهزة الاستشعار وأحدث التقنيات للكشف عن الحرائق بسرعة، وفي كثير من الحالات تم تصميمها لتنبيه الجهات المعنية على الفور بوجود حريق، بحيث تعمل على إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار التي لحقت بالممتلكات ومعرفة على الفور بوجود حريق في المنزل أو مكان العمل، ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك هكذا قديمًا.

حيث تطورت بشكل كبير منذ أن تم تقديمها لأول مرة، تم اختراعها في عام 1852م من قبل الدكتور ويليام إف تشانينج وموسى فارمر. يتكون النظام من صندوقين يحتوي كل منهما على مفتاح تلغرافي ومقبض، إذا تم اكتشاف حريق في منزل أو عمل، فسيتعين على شخص ما الوصول إلى داخل أحد الصناديق وتدوير المقبض لإرسال تنبيه حول الحريق إلى محطة إنذار قريبة.

يقوم عامل في المحطة بعد ذلك بأخذ الرسالة وتنبيه قسم مكافحة الحرائق بشأنها حتى يتمكنوا من إرسال المساعدة، فهي بذلك تطلب عدة خطوات، اخترع فرانسيس روبنز أبتون أول نظام إنذار كهربائي للحريق بعد أربعة عقود تقريبًا في عام 1890م لقد أدرك أنه في معظم الحالات لن يكون لدى الناس الوقت للوقوف وتدوير المقبض داخل الصندوق عند اندلاع حريق، والمثير للدهشة أنه عندما قام بتقديم اختراعه لم يكن بهذه الشعبية عند تقديمه لأول مرة.

مع مرور الوقت، بدأ الناس يدركون الحاجة إلى نظام أكثر تقدمًا ومنذ ذلك الحين، تغيرت أنظمة إنذار الحريق كثيرًا، واليوم لا يتعين على أصحاب المنازل والشركات فعل أي شيء سوى إخلاء المباني أثناء نشوب حريق، حتى أن أنظمة إنذار الحريق الأساسية تكون مصممة لإرسال تنبيه إلى محطة إنذار مركزية بشكل تلقائي، حيث سيتحقق المشغل بسرعة من سلامتك قبل إرسال المساعدة من قسم الإطفاء للتحقق من وجود حريق وهي بذلك أسرع بكثير مما كانت عليه من قبل.

تمكنت كل من الشركات والمنازل من تنبيه السكان محليًا أثناء وجود حريق وإرسال الإشارة إلى لوحة تحكم خاضعة للمراقبة، كما تم التركيز على تطوير المحطات المركزية التي يمكنها في الواقع تحديد مواقع محددة وإشارات الإنذار ونقل ذلك إلى إدارات مكافحة الحرائق.

انخفضت الوفيات الناجمة عن الحرائق بشكل كبير على مدار الخمسين عامًا الماضية، إنّ التحسن السريع للتكنولوجيا قد يغير أنظمة سلامة الحياة للأفضل، لأن خطر نشوب حريق محتمل وقوعه دائمًا، تظل أنظمة إنذار الحريق أهم عنصر في الحماية من الحرائق في كل من الشركات والمنازل، أصبحت أجهزة إنذار الحريق الحديثة ضرورية لكثير من الناس، تتوفر مجموعة من أنظمة إنذار الحريق في الوقت الحالي ويتم تركيبها في الكثير من المنشآت.


شارك المقالة: