قصة اختراع مفارش الطعام

اقرأ في هذا المقال


كغيره من الاختراعات إنّ مفرش الطعام له تاريخ طويل للغاية وكان عنصرًا منزليًا شهيرًا وذو قيمة كبيرة لما يقرب من 2000 عام، دون أن يتراجع عن شعبيته، اليوم يتم استخدامه في كل منزل على نطاق واسع، مفارش الطعام منخفضة التكلفة وتستطيع جميع الأسر شرائها.

ما هي قصة اختراع مفارش الطعام؟

قصة اختراع مفارش الطعام واستخدامه في الحضارات المختلفة:

أقرب دليل على استخدامه في الدول قديمًا، مأخوذ من شخص يُدّعى مارتيال الذي توفي حوالي 103م والذي ذكرها في كتاباته في ذلك الوقت لذلك يعتقد أنّ مفارش المائدة قد دخلت حيز الاستخدام في أوروبا في القرن الأول الميلادي، قبل هذا يُعتقد أنّ الأسر الرومانية ذات الرتب العالية كانت تقوم بتصنيع طاولات منحوتة بشكل رائع بالتالي كانت تقوم بتغطيتها بمفارش مزخرفة مصنوعة من القماش متقنة الصنع.

من خلال النظر إلى الأعمال الفنية المبكرة التي لا تزال متواجدة يبدو أن طرق تصنيعها كانت تبدو بسيطة للغاية وتم استخدامها فيما بعد لعدم اتساخ الطاولات، ذُكِر بأنّ الإمبراطور الروماني شارلمان (742-28 814)،قد استخدم مفرش طاولة مصنوع من الأسبستوس، كان ضيوفه يجلسون معه لتناول العشاء وكان يتم استخدام مفارش طعام خاصة بمائدته، بعد ذلك أصبحت مفارش المائدة تدريجياً أكثر شعبية، لا سيما بين النبلاء الأوروبيين والأرستقراطيين.

مع ذلك بحلول القرن الخامس عشر كانت كل أسرة باستثناء الأسر الفقيرة تستخدم مفرشًا مزخرفًا مخصص للموائد، أصبح الأشخاص الفقراء حيث لم تكن هناك طبقة وسطى في ذلك الوقت يستخدمون قماش القنب أو الخيش في تصنيع مفارش الطعام، خلال فترة العصور الوسطى، كان من الضروري استخدام مفارش المائدة المصنوعة من الكتان، يجب أن يكون الكتان أبيض قدر الإمكان.

في ذلك الوقت، كان الكتان سلعة ذات قيمة كبيرة تكلف قدرًا كبيرًا من المال، كان لا بدّ من حصده وتبييضه ثم نسجه يدويًا في قماش بواسطة حرفي محترف، لذلك لم تستعمله إلّا الأسر الثرية، خلال فترة وجودها كان لا بد من العناية بها بعناية من حيث الغسيل والضغط، ونظرًا لأنّ الكي لم يكن منتشرًا إلا بعد أواخر العصور الوسطى، كان مفرش المائدة المصقول أيضًا علامة على إدارة الأسرة بشكل جيد، تم تزيين مفارش المائدة المبكرة هذه أحيانًا بحدود وخطوط وزخارف متنوعة.

كانت المفارش ذات عرض ثابت بناءً على عرض النول الذي يحيك القماش، لذلك يجب تغطية الطاولات الأكبر بعدة مفارش في وقت واحد، أدّى التقدم في التكنولوجيا لإنتاج المفارش بأسعار معقولة وبذلك إنشاء العديد من الأقمشة الجديدة لمفارش المائدة والمناديل وأغطية الطاولات ومع ذلك بدأ الجزء الأكبر من الثورة الصناعية في أمريكا، كما يرتبط تاريخ تطور صناعة مفارش المائدة ارتباطًا وثيقًا بتطور صناعة النسيج.

قبل أواخر القرن التاسع عشر تطورت صناعة المنسوجات وأصبح هناك عدة تصاميم مختلفة لطرق تصنيع المفارش، خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر أصبح وجود المصانع أمر شائع في جميع أنحاء إنجلترا، مع العصر الفيكتوري كان الطلب على منتجات الديكور الداخلي في ازدياد، وبذلك تطورت صناعة مفارش الطعام، تم بناء أول مصنع لمعالجة القطن في رود آيلاند، يمثل هذا الحدث تحولًا هائلاً نحو التصنيع في أمريكا.

تم إنتاج المنسوجات داخل الحدود الأمريكية، بدأت المصانع التي يمكن أن تنتج أقمشة المائدة والأغطية والمناديل في الانتشار بشكل كبير، من الابتكارات الأخرى التي كان لها تأثير كبير على صناعة أغطية المائدة والمنسوجات الأخرى اختراع ماكينة الخياطة، لذلك إلى جانب التصميمات الجديدة وتجهيزات المائدة المنتجة بكميات كبيرة والتي وصلت مع الثورة الصناعية في نهاية القرن التاسع عشر، كانت هناك حركة أخرى ألهمت قدرًا كبيرًا من المنسوجات الجديدة.

بدأ الفنانون والهواة المحليون في استخدام التصاميم الإبداعية على أقمشة المائدة محلية الصنع، أيّد الرواد في حركات الفنون فكرة أنّ المنسوجات محلية الصنع كانت أكثر ذوقًا وتم التركيز على تصميم مفارش المائدة المزخرفة، في بداية القرن العشرين، بدأ العالم في رؤية مجموعة جديدة كاملة من تصاميم مفارش المائدة، في حين أنّ أغطية الطاولات الفيكتورية كانت مصبوغة عادةً بألوان داكنة، فضل المصممون أن تكون مفارش الطعام غالبًا فاتحة أو باستيل.

تتأثر مفارش المائدة بالتصاميم المتنوعة والمزخرفة والرسومات المطبوعة علبها، نظرًا للتقدم التكنولوجي في التصنيع الأكثر تقدمًا من الممكن الحصول عليها بأي تصميم قد يرغب فيه المرء، في الواقع مع ظهور تقنية الطباعة الرقمية أصبح من السهل طلب أقمشة ومناديل مائدة مخصصة للغاية يمكن استخدامها في أي حدث، تسمح المواد الحديثة مثل الفينيل والبوليستر والليكرا بخيار عدد لا يحصى مفارش الطعام.


شارك المقالة: