لويس باستور

اقرأ في هذا المقال


التعريف بلويس باستور:

لويس باستور؛ عالماً وطبيباً وكيميائياً وأحيائياً معروفاً، قدّم العديد من الابتكارات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في اشتهاره وتقدّمه، يُعدّ واحداً من أهم العلماء الذين أسسوا علم الأحياء الدقيقة في مجال الطب، تمكّن من تقديم العديد من الأبحاث التي تتعلق بالأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض، إلى جانب دوره الواضح في تقديم أهم الأساليب الواجب اتخاذها للوقاية من تلك الأمراض.

عُرف عن لويس أنّه من أعظم وأفضل العلماء والأطباء الذين بزغوا في العديد من العلوم، حيث ساهمت اكتشافاته الطبية في التقليل من معدلات الوفيات الناتجة عن الإصابة بمرض حمى النفاس؛ وهو مرض يُصيب الأعضاء الجنسية لدى الأنثى في أثناء أو بعد ولادتها.

اشتهر لويس باستور بشكلٍ كبير في زمانه؛ وذلك نتيجةً لابتكاراته التي ساعدت في منع إصابة المادة السائلة التي تُفرز من ثدي أنثى الحيوانات بمرض الميكروبات وداء الكلب؛ حيث قدّم العديد من اللقاحات التي تقي الجسم من تلك الأمراض، إلى جانب ذلك فقد كان واحداً من مؤسسي علم الأحياء المجهرية.

ولد لويس باستور في السابع والعشرين من شهر ديسمبر لعام”1822″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة دول في فرنسا، كان ابناً لعائلةٍ فقيرة، تعمل في مجال دباغة الجلود، عاش باستور حياته في بلدة” أربوس” التي كان لها دوراً واضحاً في غرس معاني الوطنية القومية في نفسه، إلى جانب ذلك فقد كان والده يعمل في جيش نابليون ثم بعد ذلك بدأ العمل في مجال الدباغة.

لم يكن لويس باستور متفوقاً في دراساته، بل يُمكن القول أنّه كان مُتوسط المستوى خاصةً في مراحل دراساته الابتدائية، ولكنه تمكّن من إثبات نبوغه وذكائه في مجال الرسم والتصوير، حيث تم الاحتفاظ بجميع الرسومات التي قدّمها في متحف معهد باستور الكائن حالياً في باريس.

كان باستور طالباً في مدرسة الأساتذة العليا التي حصل فيها على درجتين من البكالوريوس إحداهما في الآداب والأخرى في العلوم، كما أنّه حصل على درجة الدكتوراه بتفوقٍ في العلوم في عام”1847″ للميلاد؛ الأمر الذي جعله يتولى مهنة التدريس في أكثر من جامعة، حيث عمل في البداية أستاذاً فيزيائياً في ثانوية ديجون، ثم انتقل بعد فترةٍ وجيزة إلى جامعة ستراسبورغ للعمل فيها أستاذاً في الكيمياء.

تزوج لويس باستور بعد فترةٍ وجيزة من عمله في جامعة ستراسبورغ، بعد أن تعرّف على ابنة رئيس الجامعة وذلك في حوالي عام” 1849″ للميلاد، كان لباستور خمسة أبناء، ولكن ثلاثة منهم كانوا قد أُصيبوا بمرض التيفوئيد أدت هذه الإصابة إلى موتهم؛ الأمر الذي جعل لويس باستور وزوجته يُعانون من فترةٍ من الاكتئاب، ولكنّ باستور لم يتوقف عن البحث، حيث قرر بعد ما عاناه من إصابة أطفاله أن يبدأ بالبحث عن طُرق لعلاج ذلك المرض والحد منه.

إسهامات لويس باستور:

قدّم لويس باستور العديد من الإسهامات والابتكارات التي لم يكن لها سابق في شتى العلوم والابتكارات، إلى جانب أنّها كانت السبب وراء تطوّر علوم الطب والتكنولوجيا، ومن أهم هذه الإسهامات:

  • تمكّن لويس باستور من خلاله دراساته وبحثه المُستمر من التوصل إلى أنّ السبب الرئيسي وراء الإصابة بالتخمر والعديد من الأمراض يعود إلى نشاط مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة.
  • يُعدّ لويس باستور من أهم الأطباء الذين توصلوا إلى اكتشاف عملية البسترة التي كان لها دوراً في الحفاظ على تجارة كل من النبيذ والحرير في فرنسا، حيث أنّه تمكّن من تحديد السبب الذي كان وراء إصابة دودة القز باللفحة المُدمرة، والتي كانت أساس تجارة الحرير في فرنسا في ذلك الوقت.
  • قدّم لويس مجموعة من المُضادات واللقاحات التي تقي الأشخاص والحيوانات من الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة وداء الكلب.
  • تمكّن لويس باستور من ابتكار حمض الباراطرطريك والذي يتواجد في مرسبات النبيذ، حيث أنّ هذا الحمض لا يعمل على تدوير زاوية الضوء المُستقطب كما هو الحال في حمض الطرطريك المُذاب؛ الأمر الذي جعله يتوصل إلى أنّ هناك اختلافاً كبيراً في التركيب الهيكلي بين حمض البارا طرطريك وحمض الطرطريك على الرغم من تشابه كليهما في التركيب الكيميائي.
  • توصّل باستور من خلال دراساته إلى ضرورة عملية تطهير اليدين والضمادات والمشارط قبل إجراء أي عملية؛ وذلك لكون مثل هذه الأدوات تكون مُحملة بكميات كبيرة من الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الهواء، ونتيجةً لذلك انخفضت نسبة الوفيات في العمليات الجراحية بشكلٍ ملحوظ وبنسبةٍ عالية جداً.

وفاة لويس باستور:

أُصيب لويس باستور بسكتاتٍ دماغية مُتعددة، كانت بدايتها في عام”1868″ للميلاد، ونتيجةٍ لهذه السكتات خاصةً بعد سماعه لقصة القديس بول دي فينيست كان قد توفي تأثراً وحزناً عليه، حيث توفي في حوالي عام”1895″ للميلاد بالقرب من مدينة باريس ودفن في قبو معهم باستور في باريس.

المصدر: كتاب" لويس باستور وعلم الجراثيم الخفي" للمؤلف لويز روبنزكتاب" عباقرة حياة العلم؛ لويس باستور" للمؤلف حسن أحمد جعام.كتاب" التواصل الفعال كع الأزمات: الانتقال من الأومة إلى الفرصة" للمؤلف روبرت أولمر


شارك المقالة: