ما هي قارة غوندوانا؟

اقرأ في هذا المقال


قارة غوندوانا:

في حوالي نهاية الكاربونيفير ولا سيما خلال البيرمي أخذت تتفرد وتتميز قارة فسيحة جنوبية، تضم شبه جزيرة الهندوأستراليا وأفريقيا الجنوبية ومدغسكر وقسم من أمريكا الجنوبية والبرازيل، وذلك بمواجهة قارة شمالية (شمال الأطلنطي والشمال الآسيوي) وذلك على الجانب الآخر من بحر الميزوجية، وقد كانت كل هذه المناطق التي كانت صفاتها الجغرافية القديمة متماثلة حينذاك مجتمعة، ويطلق على المجموع الفسيح اسم قارة غوندوانا، فنلاحظ فوق الصخور القديمة المنتصبة بالواقع ظهور زمر سميكة جداً من طبقات قارية غير ملتوية (ذاك هو تكوين غوندوانا في الهند وتكوين كارو في افريقيا الجنوبية).
والتي تشتمل على سرخسيات من نمط خاص غير معروفة في النبيتات الكلاسيكية الأروبية، ففي البرازيل تكون عناصر النبيت في التكوينات الغوندوانية مختلطة مع عناصر من نبيت نصف الكرة الشمالي، مما سمح بالقيام بمماثلات جزيلة الفائدة ويكون أساس هذه المعتقدات كاربونيفيرياً بالطبع ولكن القسم الأعظم يعود للعصر البيرمي، ويبدأ تكوين غوندوانا أحياناً برصيصات جمودية ذات حصى محززة (طبقة تلشير في الهند، رصيص دويكا في أفريقيا)، وتحتوي فوق ذلك صخوراً حثية وشيست ذات طبقات من الفحم ولا سيما باتجاه القاعدة.
ففوق قارة غوندوانا هذه التي كان مناخها بلا ريب أكثر رطوبة من المناخ الذي كان ينوء بوطأته في العصر ذاته في الشمال، حيث كان يعيش العديد من الزواحف الغريبة شبه اللبونة، حيث تستخدم بقاياها ولا سيما في أفريقيا لترتيب ستراتغرافية تكوين كارو، وسيستمر هذا النظام خلال الترياس (الهند، أفريقيا، أستراليا) ولكنه أصبح أكثر جفافاً وصحراوياً أكثر، ويمكن تلخيص تاريخ كل من هذه المناطق المشغولة بتكوينات غوندوانا ففي حوالي نهاية الكاربونيفير حصل توسع شديد للجموديات التي راحت تشكل قبعات جمودية حقيقية.
وفي مطلع البيرمي كانت الجموديات متلاشية وتغطت الأرض بالنباتات، بينما راحت تتكاثر الزواحف شبه اللبونة، وظل المناخ في البداية رطباً ودائم تشكل طبقات الفحم ومن ثم وابتداءاً من البيرمي الأوسط أو على الأكثر في الترياس استقر مناخ صحراوي، وقد سبق أن كتب العالم جينيو بأن التاريخ المشترك هذا يتطلب تفسيراً مشتركاً، وهكذا كانت ولادة فرضية قارة غوندوانا، ولكن لتفسير وجود جموديات في كل هذه المناطق يجب أن نقبل أن شبه الجزيرة الهندية وأفريقيا الجنوبية والبرازيل وأستراليا كانت تشكل حوالي نهاية الكاربونيفير كتلة وحيدة واقعة بجوار القطب الجنوبي في عصر البرمي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: