ما هي منطقة السحن الديفونية القارية؟

اقرأ في هذا المقال


منطقة السحن الديفونية القارية (منطقة الحث القديم):

يعرض الديفوني نفسه في هذه المنطقة التي تضم الجزر البريطانية باستثناء الجنوب والمجن البلطي، ويكون على شكل حث لاغوني أو صحراوي سميك جداً يكاد يكون أفقياً، وهذه المنطقة التي ظلت مستقرة منذ الالتواءات الكاليدونية هي التي تمثل حقاً السلسلة الكاليدونية، ويتم الانتقال من السيلوري البحري إلى الديفوني شبه القاري بواسطة طبقات انتقالية مختلطة حيث تتداخل السافات البحرية الصرفة ذات رخويات وقصيرات الأرجل مع الطبقات اللاغونية ذات الأسماك المدرعة والعقربيات والسافات ذات الهياكل العظيمة.
ويطلق على هذا المجموع من الطبقات حالياً اسم داونتوني والتي تُعتبر كأساس للديفوني، أما بالنسبة لصخور الحث القديمة الحمراء فتظهر أجمل انكشافاتها على ساحل إيرلندا الجنوبي وفي الجنوب وجنوب شرق بلاد الغال وجبال شفيوت ونهية الهايلاند وكذلك في جزر أوركاد وجنوبي خليج فنلندا، وليست كل هذه الإنكشافات التي تبدو أحياناً صغيرة الرقعة أكثر من مزقات غطاء كان في السابق شديد الإتساع والذي عمل الحت على تهديمه والذي كان يغطي قارة فسيحة.
وتكون هذه الصخور الرملية (الحث) الشديدة السماكة والوردية اللون صفراء أو خبازية صفاحية ومندمجة دائماً مع رصيصات ومع مارينيات وحتى مع تكوينات حاوية على الملح (جبس، ملح صخري)، ويكون التطبق فيه متصلباً على الغالب كما أن الوحيش الذي نجده فيه فريداً جداً من نمط مفتقر (عقربيات، أسماك مصفحة ولامعات بدائية)، وتتحول صخور الحث الحمراء القديمة باتجاه الجنوب جانبياً إلى الديفوني البحري.
وقد قادت كل هذه الصفات الجيولوجيين إلى إعتبار هذا الحث الأحمر القديم كتشكلات رملية عتيقة شبه صحراوية سبق لها أن تكدست فوق قارة واسعة على حافة البحر الديفوني، والذي كان تخمها مشخصاً على الخصوص بنهاية إيرلندا الجنوبية الغربية وببلاد الغال وبالمنطقة المحصورة بين ليفونيا (ساحل روسيا على البلطيق) والبحر الأبيض (الحافة الجنوبية الشرقية للمجن الكندي)، وتكون هذه المناطق التي تتداخل فيها السحن الحثية والسحن البحرية على قدر فريد من الأهمية لإقامة التزامن بين الزمرتين.
وكانت جبال شفيوت (نورغبرلند) تحتوي على أماكن حيث تظهر فيها الوضع الستراتيغرافي لصخور الحث الحمراء القديمة وكان من الأمثلة الهامة على السحن الديفونية القارية أي ما يسمى مناطق الحث القديمة الحمراء أو ذات اللون الوردي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: