ما هي نظرية فيجنر حول انسياج القارات؟

اقرأ في هذا المقال


نظرية فيجنر حول انسياج القارات:

تستند جميع النظريات على فئتين من الحوادث الهامة، وهي توازن القارات من جهة ومن جهة أخرى على الحركات التماسية أي الحركية، ويعود فضل الجيوفيزيائي الكبير فيجنر إلى أنه حاول منذ عام 1912 أن ينسق هذه الأفكار القديمة بحد ذاتها، وللمساعدة في فهم نظرية فيجنر تم الإستعانة بأفكار سويس عن التركيب الإجمالي للكرة الأرضية، ويعتقد فيجنر أن الركائز القارية تمثل بالفعل أجزاء دائمة من الغلاف الصخري (ليتوسفير).
وأن هذه الأجزاء تتغطى أجزاؤها الهامشية وقتياً بطغيانات بحرية ولكن هذه الأجزاء لا تكون ثابتة أبداً، وبالفعل لا يؤلف الليتوسفية أي السيال حسب سويس قشرة مستمرة فوق السيما بل أن السيال المجزأ هو الذي سيشكل الركائز القارية التي تعوم كما لو كانت أرماثاً أو جبالاً من الجليد فوق السيما، ولكن هذه الأرماث كانت بالبدء متحدة في نقطة واحدة من الكرة الأرضية كي تشكل كتلة واحدة أخذت تتفكك تدريجياً بتأثير أسباب لا تعرف تماماً بعد ( كتيارات الحملان في السيما).
وبعد أن تحررت الأجزاء أخذت بعدئذ تنساح بسرعة متفاوتة في كبرها، وكانت الانتقالات تتم باتجاه الغرب والجنوب كنتيجة محتملة حسب فيجنر لجذب القمر والشمس والقوة النابذة، وهكذا نجد أن أمريكا بعد أن كانت ملتحمة بالكتلة الأوراسية انفصلت عنها شيئاً فشيئاً ابتداءً من الكاربونيفير ولا تزال حتى الآن آخذة في الإبتعاد عنها، ونرى من خلال هذه النظرية إذاً أن هناك تعارضاً شديد الوضوح بين طبيعة الصخور القارية وبين طبيعة القيعان البحرية، ويمكن اعتبار محيط واحد كمحيط دائم وبدائي وهو المحيط الهادي.
بينما أن المحيطات الأخرى ليست أكثر من شقوق في الكتلة البدائية زاد عرضها بفعل الإنسياح، فالمحيط الأطلسي بشكلٍ خاص هو عبارة عن شق هائل بين أوروبا وأمريكا، وما علينا إلا أن ننظر حافات السواحل المتقابلة والمتواجهه على طرفي المحيط لندرك تماماً كيف أنها تتطابق بصورة دقيقة كما لو كانت قطعاً في لعبة المركبة، أما فيما يتعلق بالبحر الميت والبحر الأحمر والبحيرات الأفريقية الكبرى فهي عبارة عن مرحلة تشكل محيط جديد أي أنها عبارة عن شق آخذ في الكبر والتوسع.
وتسمح هذه النظرية لنا بفهم سبب كوننا لا نعرف وجود رسوبات الأعماق السحيقة في الزمر الجيولوجية لأن الأعماق الكبرى القديمة ظلت دائماً في مكانها الموجودة فيه حالياً، وكل الرسوبات الجيولوجية ليست أكثر من رسوبات فوق قارية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: