مصادر الأحجار النيزكية

اقرأ في هذا المقال


ما هي مصادر الأحجار النيزكية؟

في السابق قام العالم تشلادني chladni بافتراض أن الأحجار النيزكية قد نشأت من خارج المجموعة الشمسية، كما أن سيمون دونيس بواسون في عام 1803 معتمداً على معلومات مقال قامت جمعية محبي العلوم بنشره قام بطرح فكرة أن تكون الحجارة النيزكية قادمة من براكين القمر، حيث استند في ذلك إلى حسابات بالستية (باليستي هو العلم الذى يبحث فى حركة المقذوفات).
وتم الانتظار لغاية عام 1854 حيث قام العالم الفلكي روبرت البريطاني بي غريغ (robert p greg) باقتراح أن مصدر نشأة الأحجار النيزكية هي عبارة عن كويكبات، وكان هذا الاقتراح بعد ثلاث وخمسين عاماً من قيام العالم الفلكي الإيطالي (من باليمور) الذي يدعى جيوبي بيازي باكتشاف أول كويكب (سيريس ceres).
واليوم أصبحنا ندرك أن الكويكبات التي تقع بين كوكب المريخ وبين كوكب المشتري هي منشأ لمعظم الحجارة النيزكية، في حين أنه يوجد حجارة نيزكية منحدرة من المريخ أو القمر، ومن الممكن أن تكون بعض الأحجار النيزكية قادمة من مذنبات تتحرك في مدارات بعيدة عن كوكب المشتري، ولم يتم اثبات وجود أي حجر نيزكي قادم من كوكب الزهرة أو من كوكب المريخ.
يوجد ما يقارب بـ 124 حجراً نيزكياً قمرياً، وما يقارب 80 حجراً نيزكياً يفترض بأنها انحدرت من كوكب المريخ، فالأحجار النيزكية القمرية هي عبارة عن الأحجار النيزكية الوحيدة التي تم التأكد من أصل جسمها الأم.
أما بالنسبة للأحجار النيزكية المنبثقة من الكويكبات، فقد بقي تحديد منشأ الـ 35.920 حجراً نيزكياً المفهرسة والتي كانت غير متبعة إلى أي من مجموعة الأحجار النيزكية القمرية أو الأحجار النيزكية المريخية، والتي تنطوي على 135 مجموعة متباينة.
ومن المعروف أن الكواكب والكواكب القزمة بالإضافة إلى الأقمار هي ذات أعدد محدودة، لذلك من الواضح أن أغلب هذه الأحجار النيزكية ناتجة من أجسام صغيرة تابعة للمجموعة الشمسية وللكويكبات والمذنبات أيضاً، كما أن طبيعة أغلب الأحجار النيزكية والنيازك الكوندريتية الأولية (غير المتمايزة) تعمل على تعزيز الحجة القائلة بانحدار الحجارة النيزكية من الكويكبات (المذنبات).
لقد تم التأكد من أن أغلب النيازك الكوندريتية قادمة من كويكبات وذلك عن طريق تعيين مدار عدد من الصخور النيزكية، فقد استطعنا تعيين مدار ثمانية أحجار نيزكية بدقة كبيرة عن طريق استعمال برامج مراقبة خاصة أو من خلال معطيات الأقمار الصناعية أو تسجيلات أجهزة المراقبة.
ثم تبين أن جميعها كان منحدر من حزام الكويكبات الذي يقع بين كوكب المريخ وبين كوكب المشتري، وعلى الرغم من وجود الدلائل على إنبعاثها من حزام الكويكبات إلا أنه يتعذر ربطها بشكل مؤكد بكويكب معين.

معرفة خصائص الكويكبات:

من الممكن الاستفسار عن خصائص الكويكبات عن طريق علم الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء، فهي عبارة عن طريقة تسمح بتحليل الضوء الصادر عن جسم ما أو الضوء الذي ينعكس عنه حسب طول الموجة (اللون)، فعلى سبيل المثال تعمل قطرات المطر بتأدية دور المطياف، حيث أنها تحلل أشعة الشمس عند ظهور قوس قزح.
وفي حالة الكويكبات تعمل على تحليل ضوء الشمس الذي يعكسه السطح (أوائل الميكرونات) بهدف الحصول على طيف الانعكاس، ويعتمد شكل أطياف هذه الكويكبات بشكل أساسي على طبيعة وحجم المعادن المكونة لها، فهو يتيح الفرصة لترتيبها في أنواع تصنيفية، مع العلم أن الأنواع التصنيفية الأكثر انتشاراً هي الأنواع التي حددها الجيولوجين، كما أنه يوجد عشرات الأنواع وأنواع أخرى فرعية.
ومن المعروف أن طيف الكويكب فيستا Vesta الذي يبلغ قطرة تقريباً 500 كيلو متر (وهو ثاني كويكب من حيث الحجم بعد كويكب سيريس الذي يكون ذو قطر يعادل 950 كيلو متر)، يطابق طيف مجموعة النيازك الكوندريتية المتمايزة بشكل تام، وذلك يوحي باحتمالية ترجيح انحدار النيازك من هذا الكويكب، والجدير بالذكر أن كبر حجم كويكب فيستا يوافق طبيعة النيازك المتمايزة.
ومن النادر أن يتم التطابق بين أطياف الكويكبات إلى هذا الحد مع أطياف مجموعة أخرى من الأحجار النيزكية، فعلى سبيل المثال طيف كويكبات المتمايزة لا يطابق طيف النيازك الكوندريتية العادية إلا بشكل مقرب، ومن الممكن عمل تطابق أفضل عند مراعاة تغير سطح الكويكبات المتمايزة بسبب تعرضها للفراغ الذي بين الكواكب.
فإن أسطح الكويكبات على مدار ملايين من السنين تتعرض لدفق الأحجار النيزكية المجهرية والاشعاعت الصادرة عن الشمس، وهذا يفسر الوابل النيزكي المجهري والضوئي عن تغيير سطح الكويكبات (حجم المعادن والتركيب البلوري)، ويفسر أطياف الانعكاس أيضاً، وعند مراعاة آثار التغير الفضائي نتمكن من التوفيق بين طيف الكويكبات من هذا النوع مع طيف النيازك الكوندريتية العادية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: