سدم تشكيل النجوم في السماء

اقرأ في هذا المقال


ما هي سدم تشكيل النجوم في السماء؟

تعتبر سُدم تشكّل النجوم في السماء من أجمل ما يمكن أن يراه المرء، فهي تظهر كأماكن هادئة لا يحدث فيها شيء أبداً، لكن عندما يحدث تصادم بين سحب الغاز الفوضوية تنهار لتكوّن نجوماً وكواكب جديدة، ومن المحتمل أن الشمس ولدت في سديم مشابهاً لها قبل خمس مليارات سنة، وفي العادة تبقى هذه السدم لبضعة ملايين من السنين إلى أن يتم استهلاك أغلب الغاز وتطرد الرياح القوية المنبعثة من النجوم الحارة الجديدة والغاز المتبقي، تاركةً وراءها عنقود من النجوم المتألقة.
فعلى سبيل المثال يوجد ما يدعى بسديم الجبار، حيث يبلغ عمره حوالي مليوني سنة، وهو واقع تحت النجوم الثلاثة في حزام الجبار (جسم يظهر عن طريق المنظار كأنه نجم مغشّى)، ويوجد صور دقيقة تكشف أنه سديم تتكون فيه نجوم جديدة، كما أن داخل السديم عبارة عن مركز للغاز والغبار، ففي أعماق سديم الجبار توجد رياح من نجوم جديدة حارة تُعصف بسحب الغاز الدوارة وتكونها.
وتصطدم تدفقات من الغاز الصادرة من نجوم أخرى بالسديم المجاور، مشكلةً موجات تصطدم في الغاز ويعمل الضوء فوق البنفسجي الذي يصدر عن نجم حار بتفتيت الأماكن الأكثر كثافة، كما يقوم بتجريد النجوم الجديدة من شرانقها الغبارية، ومن خلال التقاط صور بالأشعة فوق البنفسجية يتمكن علماء الفلك من النظر عبر الغبار الذي يخبئ نجوماً جديدة خلفه.
يعتبر سديم الجبار الذي يبعد عن الأرض حوالي 1500 سنة ضوئية، وهو السديم الأكبر نشاطاً في تكوين النجوم في السماء، وهذا السديم يحتوي على 1000 نجم جديد يتم رؤيتها من هنا مثل نقاط صفراء وخضراء، في حين أن الضوء فوق البنفسجي يتكون من عنقود نجوم حارة في وسط السديم المتألق يضيء سحُب الهيدروجين وغاز الكبريت المحيطه به.
ويوجد ثلاث أنواع من السدم منها السدم المشعة، حيث تنير بعض النجوم (التي تعد جزءاً من السديم) الغاز المحيط بها مما تجعله يبث ضوءاً فتشع السديم مثل مصباح مشعشع، فتتألق في ضلال اللون الأحمر والأخضر واللون الأزرق، كما يوجد بعض السدم تظهر مظلمة مثل السحب، فالغبار الذي يتكون معظمه من جزيئات الكربون التي تتشكل في جو النجوم يكون غير شفاف ويعمل على حجب رؤيتنا للنجوم الأكثر بعداً، لهذا السبب فإن كل ما نراه ما هو إلا ثقب أسود في السماء.
هناك بعض من السدم تقوم بعكس جزيئات الغبار الموجود في السديم فقط وتعكس ضوء النجوم المجاورة، وفي العادة تتضح هذه السدم باللون الأزرق؛ لأنها تتكون حول نجوم جديدة حارة والتي في الغالب تكون زرقاء اللون.

ما هي الأقزام السماوية الملونة؟

على الرغم من اعتقادنا بأن الشمس هي عبارة عن نجم ضخم إلا أن علماء الفلك قاموا بتصنيفها على أنها قزم أصفر بشكل رسمي، فهي ذات حجم أصغر من أغلب النجوم المتألقة التي نراها ليلاً، كما أنها ذات حجم أكبر من أغلب النجوم الحمراء القزمة في مجرتنا.
فهذه الأقزام النجمية من الممكن أن تقوم بحرق الهيدروجين لـ 100 مليار سنة أي لوقت أكبر من عمر الكون، أما الأقزام البيضاء تكون مختلفة (لأنها عبارة عن بقايا نجوم محتضرة تغيرت وأصبحت نجوم عمالقة حمراء ومن ثم سلخت طبقاتها لتتكشف نواتها الحارة، وأول نجم قزم تم اكتشافه خلال سنة 1862 حيث كان يدور حول الشعري اليمانية، ويعتبر بأنه أكثر النجوم تألقاً في السماء أثناء الليل.
ولأن حجم القزم الأول يبلغ ضعفي الشعرى اليمانية، فإن الشعرى اليمانية يظهر كنقطة باهتة في الأسفل؛ لأنه ذو حجم صغير جداً، وهناك ما يدعى بالقزم الأقرب يسمى قنطورس الأقرب (أو بروكسيما سنتوري)، وهو عبارة عن نجم قزم أحمر في منظومة قنطورس، حيث أنه يبعد عنا حوالي 4.24 سنة ضوئية ويعد أقرب النجوم إلى الأرض، وقد ظهر هذا النجم كنقطة حمراء ساطعة خلال صور الأشعة السينية لكنه باهت جداً لدرجة لا يمكن معها رؤيته بالعين المجردة.
أما بالنسبة للأقزام السماوية البيضاء فقد تحيط في أغلبها طبقة رقيقة من الهيدروجين والهيليوم، وتحتوي على نواة من الكربون وذرات الأكسجين، حيث تكون مغلفة مع بعضها البعض بشكل قوي جداً، ويعتبر القزم الأبيض بأنه بلورة صلبة أكثر من كونه غاز، كما أنه موجود في النجوم العادية، حيث تعتبر المواد التي توجد في القزم الأبيض معبأة بشكل كثيف جداً.
إن النجوم الصغيرة تعتبر أكثر بساطة في داخلها من النجوم الأكبر حجماً، ففي داخل القزم الأحمر يتصاعد الغاز من النواة إلى السطح، من بعد ذلك يغوص مرة أخرى إلى النواة، مما يحول داخله إلى منطقة كبيرة يتم فيها صهر الهيدروجين إلى هيليوم، والنجوم الحمراء القزمة الأكبر حجماً تتميز باحتوائها على نواة منفصلة حارة كما هو الحال في الشمس.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: